عبد الجبار رفض التخلي عن أحلامه

25 اغسطس 2015
كانت لديه أحلام كثيرة (العربي الجديد)
+ الخط -

يروي لاجئون سوريون قصصاً مليئة بالمخاطرة للوصول إلى دول يأملون أن تستقبلهم وتؤمّن لهم مكاناً ينامون فيه من دون خوف. أحد هؤلاء هو عبدالجبار العبدالله (30 عاماً) الذي هرب من مدينة الرقة السورية بسبب الأوضاع الأمنية الصعبة هناك. بعد معاناة طويلة، وصل أخيراً إلى مدينة كولن الألمانية.

كان العبدالله قد شارك في التظاهرات السلمية مع مجموعة من أصدقائه الذين كانوا يدرسون في جامعة حلب، وكانوا يخرجون ليلاً لكتابة الشعارات على الجدران. يستذكر تلك اللحظات ويتمنى لو أن الأمور لم تصل إلى هذا الحد المجنون من العنف. لكن بعد تطور الأحداث، خرج من سورية في الأول من يناير/كانون الثاني عام 2013، متجهاً إلى بيروت حيث تعيش والدته وأشقاؤه، تاركاً والده وشقيقه اللذين رفضا المغادرة. يقول: "غادرت الرقة لأنني لم أرد لحلمي أن يموت، خصوصاً بعدما خرجت الأمور عن السيطرة". مكث بضعة أيام في بيروت قبل أن يسافر إلى الإسكندرية لمتابعة دراسة الماجستير في علم الآثار.

إلا أن الانقلاب ضد الرئيس المصري محمد مرسي دفعه إلى المغادرة. وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه، سافر وعدد من الأشخاص إلى إسطنبول وقصد مهرباً من أجل الوصول إلى بلغاريا. وبعدما استقل حافلة لنحو ساعة ونصف الساعة، أخبرهم المهرب أن عليهم المتابعة سيراً على الأقدام. يضيف: "كانت رحلة شاقة. وأكثر ما آلمني هو مشهد النساء والأطفال. مشينا نحو ست ساعات في غابات وطرق وعرة. رأينا حرس الحدود وبعد نصف ساعة من التحقيقات، وضعونا في أحد مراكز اللجوء في مدينة ستارا زاغورا البلغارية".

بقي العبدالله نحو ستة أشهر في بلغاريا. عاش أوقاتاً صعبة، خصوصاً في مركز اللجوء. مع ذلك، عمل على مساعدة اللاجئين إلى حين حصوله على أوراق رسمية أتاحت له فرصة الدخول إلى ألمانيا. في البلد الجديد، بات ليلته الأولى لدى عائلة يعرفها ليسلِّم نفسه في اليوم التالي إلى مركز الشرطة طالباً اللجوء.

وضع بداية في مركز لجوء في مدينة بورباخ، وتنقل بين مراكز عدة، قبل أن يستقر في مدينة كولن. يقول: "على الرغم من صعوبة الحياة في تلك المراكز، وتواجد الرجال والنساء والأطفال في مكان واحد، إلا أنني لم أستسلم لليأس". اليوم، يعيش في شقة بعد مساعدة فتاة ألمانية ـ لبنانية تدعى منى جبّور، تهتم بأمور اللاجئين. ويعتبر نفسه محظوظاً وقد حصل على حق الإقامة على الأراضي الألمانية لمدة ثلاث سنوات.

في الوقت الحالي، يدرس اللغة الألمانية، ويساعد اللاجئين في إنجاز المعاملات الرسمية، ويعمل على تكوين فرقة دبكة وتصوير فيلم. يتمنى أن تنهض سورية من هذا الكابوس ويعود إليها ويبني مستقبلاً في أرض الياسمين.

اقرأ أيضاً: هكذا يتوزّع اللاجئون في ألمانيا 
المساهمون