عباس: سنوقف التنسيق الأمني إذا استمرت إسرائيل بهذا الخط

03 فبراير 2020
عباس يواصل التنديد بخطة ترامب (خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
أعلن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الإثنين، أنه سيتم وقف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ردا على إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الأسبوع الماضي عن خطته لتصفية القضية الفلسطينية، المعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، مؤكدا استمرار مقاطعة السلطة للتواصل مع الإدارة الأميركية.

وقال عباس في كلمة له خلال ترؤسه الجلسة الأسبوعية للحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله، "لا يوجد الآن علاقات مع إسرائيل إلا الأغراض التي يبيعوننا إياها والتنسيق الأمني، الذي سيتم إيقافه بدون نقاش إذا استمروا بهذا الخط (تنفيذ صفقة القرن)، وقلنا نحن لا نريد الاستمرار بعلاقاتنا معكم وليكن ما يكون".

وتابع قائلا "نحن جادون بما قلناه، إذا استمر الأميركان بهذا المشروع فالمقاطعة موجودة بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، واستمرينا بالتواصل عبر قناة واحدة، وهذه القناة يجب أن تقطع، والعلاقات الاقتصادية لا يوجد معهم وهم قطعوا كل المعونات والمساعدات، وكذلك يجب أن نعمل مع إسرائيل".

وزاد موضحا "قلنا لهم تفضلوا استلموا الهدية التي قدمتموها لنا في أوسلو، بصراحة نحن نتحمل كل المسؤوليات وليس عليهم أي شيء، نفضوا عن ظهرهم كل شيء وسلمونا إياها، ويجب أن آخذ حقي كاملا حسب الشرعية الدولية المتمثلة بمجلس الأمن والجمعية العمومية".

وشدد عباس على أن هناك قرارات لمجلس الأمن، وأن أي قرار يأخذه مجلس الأمن سيوافق عليه، فيما خاطب الحكومة الفلسطينية قائلا: "استمروا بما أنتم عليه حتى اللحظة الأخيرة، وإذا قالوا لنا لا، لا. فهذه خدمات لأهلنا من خلال خدمات الجامعات والصحة وسنستمر فيها إلى أن نعجز، أو إن قالوا نحن نستلم فسنقول تفضلوا استلموا".

وتابع "أما هذه الجبنة السويسرية"، في إشارة لخريطة فلسطين التي أعلن عنها ترامب بعد إعلانه "صفقة القرن"، "فقد صدمت حينما رأيتها، كما صدمت من قضية القدس، ومن غير المعقول أن يتم القبول لشعب عدده 13 مليون إنسان بأمر كهذا، وبهذه الخطة لن يكون حاكما لنفسه ولن تكون له دولة مستقلة ولا موقف سياسي". وأشار "نحن الآن فقط نعود إلى وعد بلفور الذي أكد محو الشعب الفلسطيني من أرضه".

من جانب آخر، قال عباس: "لسنا عدميين، وإن وافقوا على مفاوضات أو مؤتمر دولي، فلا مانع، لكن يجب أن نفهم أن يكون ذلك وفق احترام الاتفاقيات واحترام الشرعيات الدولية، أما أن تفرض أميركا شرعيتها، ما يعني هذا، فلماذا لا تلغوا الأمم المتحدة، ما دامت أميركا لوحدها تقرر وتلغي كل الشرعيات الدولية، وهذا شيء لا يجوز".

وقال عباس: "نحن دائما تعودنا أننا نمر بظروف صعبة، ويبدو أن كل أيامنا صعبة"، واستحضر التحركات السياسية، قائلا: "وكما قلت في الجامعة العربية، الآن وصلنا إلى نهاية المطاف الذي بدأ عام 1917، وذكرناهم بوعد بلفور، وهو مشروع بدأ الآن يتم تطبيقه، والذي وضع المشروع هي أميركا وتنفذه الآن، وكان لها دور في وضعه وصياغته ووضعه بميثاق عصبة الأمم وكان لها دور في تطبيقه".

إلى ذلك أفاد الرئيس الفلسطيني بأنه سيتوجه إلى مجلس الأمن، مشيداً بالحراك الذي يجري في جامعة الدول العربية والقمة الإسلامية والأفريقية.

وقال عباس: "سنرصد المشروع، ونطلب المفاوضات، لسنا عدميين، نرفض ونقول ماذا نريد، بحيث إن العالم يفهمنا، لماذا نرفض، لأن المشروع ألغى كل الشرعية الدولية وكل الاتفاقات التي بيننا، كلها ألغيت".

وتابع، "أهم اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين هو اتفاق أوسلو .. كثير من الناس لا يحبون أوسلو، لكن الحقيقة إن تمت مقارنة الاتفاق بالمشروع الأميركي المقدم، بالتأكيد لا مجال للمقارنة، فأوسلو مشروعنا الأول، هو مشروع انتقالي يعطينا 92% من الأرض والباقي للمفاوضات، لكن هذا المشروع لا يعطينا إلا 8% من مساحة الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم يقسمها إلى ستة أقسام".

إلى ذلك، قال عباس: "ليس لدينا وهم بأن أميركا لا فائدة منها ولن تقف معنا، ورفضنا أن تكون أميركا وسيطا، قلنا من أجل أن نكون واقعيين لن تكون أميركا وحدها وسيطا، على أساس يجب أن يكون معها دول أخرى ومن العالم العربي، لأننا رأينا النتيجة من أميركا".

وأضاف عباس، "منذ أوسلو لليوم لم نحصل على أي اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين، وبغياب أميركا عن الحوار الذي استمر 8 أشهر ونتج عنه اتفاق أسلو نجحنا، وفوجئت أميركا كالزوج المخدوع بأنها آخر من يعلم، لا يجوز أن يحصل شيء من وراء ظهرها".

وتابع، "بغياب أميركا تم الاتفاق، فكيف إذا جاءت أميركا ستخرب الدنيا، وفعلا منذ العام 1993 للآن لم تعطنا أية نقطة إيجابية، وكل الاتفاقات مضيعة للوقت إلى أن خرجوا بما خبؤوه لنا (في إشارة لصفقة القرن)، هذه رؤية الدولة العميقة الأميركية".

وموجها كلامه لعراب الصفقة صهر الرئيس الأميركي ومستشاره، جاريد كوشنر، قال عباس: "أما جوز بنته كوشنر يقول (لا تضيعوا فرصة)، أنا أريد أن أقول أين الفرصة! أعطني فرصة حقيقية لأحصل على حقي، وحقي 22% من فلسطين التاريخية، ومع ذلك رضينا بالبين والبين ما رضي بينا، والمشروع الجديد أعطونا 11% أهذه فرصة؟".

المساهمون