10 سبتمبر 2015
عام على إسقاط الدولة اليمنية
خالد اليافعي (اليمن)
لم تمر على اليمنيين فاجعة أو كارثة حلت بهم، مثل إسقاط الدولة بالاجتياح المسلح في 21 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، عن طريق جماعة الحوثي المسلحة بالمساندة الكاملة من الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ليقضوا بتحالفهم على آمال اليمنيين، بعد أن قطعت شوطاً كبيراً نحو الدولة المدنية الحديثة.
تنازل الشباب الذين قادوا ثورة فبراير 2011، وقبلوا على مضض المبادرة الخليجية التي أنتجت خطوات الانتقال السياسي السلمي، إذ كان من بنود المبادرة قيام مؤتمر وطني جمع كل الأطياف والاتجاهات السياسية والمدنية والشبابية، تحت سقف واحد، من أجل رسم ملامح اليمن الجديد.
أكثر من عشرة أشهر، خاض المتحاورون نقاشات عميقة وحوارات طويلة، وصاغوا أغلب التوجهات للدولة الجديدة. في المقابل، كان تحالف الحوثي/صالح يشعل على نار هادئة مخططاتهم التي تهدف إلى الانقضاض على كل تلك الإنجازات، على الرغم من مشاركتهم في كل تلك المراحل.
عملياً لم تسقط الدولة في 21 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، لأنه لم يكن لتلك الدولة وجود بالمعنى المدني الحديث: نظام و مؤسسات، سلطات مستقلة، نظام وقانون. كان هناك شخص في رأس السلطة ثلاثة عقود، بنى خلالها شبه دولة، قائمة تحت سلطاته الشخصية، يدير كل خيوطها بعيداً عن أي نظام أو قانون ينتمي إلى الدولة، وعندما سقط، سقطت الدولة وانهار البلد.
لم تسقط صنعاء، وإنما تم تسليمها بقرار من الدول، هكذا لخص السياسي المختطف حالياً لدى جماعة الحوثي، محمد قحطان، الأمر، لكنها كانت فاجعة وكارثة لم يسلم من شظاياها حتى الذين سلّموا صنعاء، أو سكتوا أو تواطأوا، لكنها في المجمل كانت لنا فاجعة كبيرة، مثل سقوط بغداد في 2003.
كانت صدمة رهيبة هزت الذات اليمنية والروح الوطنية. لكن، في المقابل، كشفت وعرّت كثيرين من مدعي الحداثة والمدنية والليبرالية الذين ساندوا إسقاط الدولة التي طالما صدّعوا رؤوسنا بالحديث عنها.
اكتشفنا يومها الفجوة واسعة بين النخب السياسة الحاكمة والوطن من جهة، وبينها وبين تحقيق أهداف الشعب اليمني الذي وثق بهم وسلمهم سلطة كاملة، على أساس تحقيق أهدافه بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم. كما اكتشفنا أننا كنا بلا جيش، هو عصابة مسلحة تنفذ أوامر شخص، بدون أي صفة رسمية، فهذا الجيش الذي التهم ربع ميزانية الدولة في ثلاثة عقود أصبح في لحظة واحدة في خبر كان، وأصبح لا يعنينا، وهو يقف صفاً واحداً مع الجماعة المسلحة.
مقابل ذلك، بينت لنا الفاجعة مدى قوة الدولة العميقة للإمامة والكهنوت، الدولة التي ظلت تنخر في مفاصل الدولة ومؤسساتها، وكشفت عن أنيابها في 21 أيلول الأسود، لتواجه شعباً رافضاً ومقاوما لها في كل المدن، بمساندة تحالف عربي، أدرك أن الأمر لن يتوقف عند حدود اليمن، بل سيتعداها، ليصبح خطراً على الأمن القومي العربي.
تنازل الشباب الذين قادوا ثورة فبراير 2011، وقبلوا على مضض المبادرة الخليجية التي أنتجت خطوات الانتقال السياسي السلمي، إذ كان من بنود المبادرة قيام مؤتمر وطني جمع كل الأطياف والاتجاهات السياسية والمدنية والشبابية، تحت سقف واحد، من أجل رسم ملامح اليمن الجديد.
أكثر من عشرة أشهر، خاض المتحاورون نقاشات عميقة وحوارات طويلة، وصاغوا أغلب التوجهات للدولة الجديدة. في المقابل، كان تحالف الحوثي/صالح يشعل على نار هادئة مخططاتهم التي تهدف إلى الانقضاض على كل تلك الإنجازات، على الرغم من مشاركتهم في كل تلك المراحل.
عملياً لم تسقط الدولة في 21 سبتمبر/أيلول من العام الماضي، لأنه لم يكن لتلك الدولة وجود بالمعنى المدني الحديث: نظام و مؤسسات، سلطات مستقلة، نظام وقانون. كان هناك شخص في رأس السلطة ثلاثة عقود، بنى خلالها شبه دولة، قائمة تحت سلطاته الشخصية، يدير كل خيوطها بعيداً عن أي نظام أو قانون ينتمي إلى الدولة، وعندما سقط، سقطت الدولة وانهار البلد.
لم تسقط صنعاء، وإنما تم تسليمها بقرار من الدول، هكذا لخص السياسي المختطف حالياً لدى جماعة الحوثي، محمد قحطان، الأمر، لكنها كانت فاجعة وكارثة لم يسلم من شظاياها حتى الذين سلّموا صنعاء، أو سكتوا أو تواطأوا، لكنها في المجمل كانت لنا فاجعة كبيرة، مثل سقوط بغداد في 2003.
كانت صدمة رهيبة هزت الذات اليمنية والروح الوطنية. لكن، في المقابل، كشفت وعرّت كثيرين من مدعي الحداثة والمدنية والليبرالية الذين ساندوا إسقاط الدولة التي طالما صدّعوا رؤوسنا بالحديث عنها.
اكتشفنا يومها الفجوة واسعة بين النخب السياسة الحاكمة والوطن من جهة، وبينها وبين تحقيق أهداف الشعب اليمني الذي وثق بهم وسلمهم سلطة كاملة، على أساس تحقيق أهدافه بالحرية والديمقراطية والعيش الكريم. كما اكتشفنا أننا كنا بلا جيش، هو عصابة مسلحة تنفذ أوامر شخص، بدون أي صفة رسمية، فهذا الجيش الذي التهم ربع ميزانية الدولة في ثلاثة عقود أصبح في لحظة واحدة في خبر كان، وأصبح لا يعنينا، وهو يقف صفاً واحداً مع الجماعة المسلحة.
مقابل ذلك، بينت لنا الفاجعة مدى قوة الدولة العميقة للإمامة والكهنوت، الدولة التي ظلت تنخر في مفاصل الدولة ومؤسساتها، وكشفت عن أنيابها في 21 أيلول الأسود، لتواجه شعباً رافضاً ومقاوما لها في كل المدن، بمساندة تحالف عربي، أدرك أن الأمر لن يتوقف عند حدود اليمن، بل سيتعداها، ليصبح خطراً على الأمن القومي العربي.