من شَهِدَ هذه التغييرات الدراماتيكية؟
من يتخيّلُ الحِمَمَ في قاعِ البحر
تنفجرُ وتبردُ لتُكوِّنَ البازلتَ،
كالأريكة الداكنة التي يتمدّد عليها الطاغية؟
من يسبرَ أغوارَ صخورِ قاعِ البحر
التي ستذوبُ ببطءٍ مثل الآيس كريم
المغطّى بقِشرةٍ رقيقةٍ من الشوكولاتة، الحلوى المفضّلة للأطفال؟
أليست هذه الصخور قويّة بما يكفي لتستندَ عليها قارةٌ بأكملها،
وأكثرَ من كافية لتشرحَ لنا دراما صعود الإمبراطوريّة وأُفولها؟
عبر كل هذه القرون، من الذي شِهِدَ
ذلك التحوّلَ الضئيلَ لذلك الخطأ الخبيث
بالقرب من سان أندرياس في كاليفورنيا،
والذي جعل سان فرانسيسكو ولوس أنجليس
تبتعدان عن بعضهما البعض؟
من الذي يسجّل هذه التصادمات والانكسارات،
مثل رجلٍ فقدَ وظيفتَهُ يلوّح بقضيب حديدي
ليكسرَ أيّ شيءٍ حوله، تاركاً زوجتَه الباكيةَ،
خائفةً مرتجفةً من رأسِها إلى أخمصِ قدميها؟
من الذي سيروي كلّ هذه الأحداث:
ترتفع أمواجُ البحرِ الهادئ
لتشكّل تسونامي مروّعاً بينما يلعبُ الزلزالُ لُعبَتَهُ،
تلك اللعبةُ الخطيرةُ على حافةِ الهاوية،
اللعبة الأشبه بكذبةِ نيسان زائدة عن حدّها؟
شاهدْنا التماع حُبيباتِ الملح في المواسمِ المُمْطرة،
لكنّ آب المُعذّبَ لا يمكنهُ إيقاف نسائم البحر
التي تدعو للاسترخاء. يصمدُ الإنسانُ لحدٍّ مُعين.
وتجذِبُ السفنُ العملاقةُ على السطح الهادئ للمحيط الانتباه.
نحاول ألّا نغوصَ أكثر في الأعماق:
فكلُّ سلسلةٍ جبليةٍ مختلفةٍ عن أُختِها، وتضاريس وتلافيفُ الخنادق المحيطيّةُ
معقّدةٌ للغاية، مثلُ تلافيف المعدة،
أشبهُ ببقعةٍ عمياءَ في نفوسِنا تختزن أرضاً خصبةٍ من الصراعاتِ والآلام.
هزّتْ الانفجارات حارتي بالقربِ من الكنيسة.
تعالتْ أعمدةُ الدّخانِ الأسودِ فوقَ المَشهدِ
مثلُ التجاعيد التي تنبثق من اصطدام الصفائح الأرضية الضخمة.
تنخفض الرسوم الجمركية أكثر فأكثر، وتتقلّبُ أسعار القمح وأخبارُ أنفلونزا الطيور،
يا له من عرضٍ حيّ لمسرحيّةٍ في أعالي البحار:
لا يمكن لعبارة "الشريط الضائع" الدقيقة أن تشرح
كيف تتمدّدُ الأرضُ حتّى تنكسر،
وتغرقُ، وتنتفضُ،
لتصل في نهاية المطاف إلى المواجهة العنيفة،
الحربُ - البركانُ الحيّ،
نهايةُ هذا الداء المزمن: الاضطرابُ الذي يتشكّل خلاله
سريرٌ صخريُّ حاد. من يكبح هذه القوّة العنيدة،
ليبقي على الوضع الراهن الدقيق،
فلا أحد يعرف حدودَ هذا الغضب.
هل ستظهرُ هذه القوّة الوحشية مثلُ قنبلةٍ مؤقّتةٍ مؤجّلةٍ
في مطعمٍ صاخبٍ في القدس؟
هانغتشو 11 شباط/ فبراير 2004
* Wang Ziliang شاعر صيني وُلد في تايتشو بمقاطعة تشجيانغ عام 1958. انخرط في الزراعة والحِرَفِ اليدوية والتعليم الثانوي منذ 1975، وقبلته جامعة هانغتشو (التي تم دمجها بعد ذلك في جامعة تشجيانغ) في عام 1977. اشتغل في أعمال متنوّعة من موظّف حكومي، إلى رئيس تحرير صحيفة ومدير تنفيذي لمشروع كبير منذ عام 1982، ويعمل حالياً أستاذاً في كلية معهد الإدارة العامة في جامعة تشجيانغ غونغشانغ. ظهرت أعماله الشعرية في المجلّات منذ عام 1978، ودُعي إلى الندوة الثانية لشعر الشباب في عام 1982.
نُشرت له المختارات الشعرية التالية: "المنشور الثلاثي" (1984)، "قارب الإبحار وحده" (1992)، "الحدود المضطربة" (2004)، "ارمِ النرد إلى البحر" (2013)، "كانغرينبوك" (2016)، إضافة إلى العديد من المقالات الصحافية والنقدية. ظهرت قصائده أيضاً في مختارات من الشعراء الشباب (1981-1982)، "300 قصيدة ضبابية" ومجموعات قصائد مختلفة أخرى.
حصل زيليانغ على الجائزة الأولى من بين أفضل مئة شاعر في مسابقة جائزة الشعر الصيني الدولي التي استضافها الموقع الإلكتروني www.artsbj.com وحصل على الجائزة الفضية في جائزة Qu Quuan للشعر الصيني عن مجموعته "ارم النرد في البحر"، ورُشّح للجائزة الأولى للشعر الصيني عن قصيدته "متجر الساعات".
** ترجمة: عماد الأحمد