ظريف: المحادثات النووية في مرحلة حسّاسة

07 أكتوبر 2014
المحادثات النووية في مرحلة حاسمة (هاكان جيهان/الأناضول)
+ الخط -
أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أنّ "المحادثات النووية وصلت إلى مرحلة حساسة، إذ قدمت طهران العديد من المقترحات الجديدة على طاولة دول (5+1)"، معتبراً أنّ "الدور الآن يقع على عاتق الطرف المقابل، الذي عليه أن يثبت نيّته بالتوصل إلى حلّ سياسي لبرنامج إيران النووي، في وقت تزايدت فيه طلبات الآخرين على الطاولة".

وكان ظريف بحث مع رئيس الوزراء، ووزير الخارجية الفرنسي الأسبق، دومينيك دو فيلبان، الذي يزور العاصمة طهران، المستجدات حول محادثات إيران النووية مع الغرب، فضلاً عن الأوضاع في المنطقة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا"، عن ظريف، اليوم الثلاثاء، إشارته إلى ضرورة تطوير العلاقات الثنائية مع باريس، على الرغم من الاعتراضات الأميركية على هذا الأمر. واعتبر دو فيلبان من جهته أنّ التوصل لحل نووي، سينعكس إيجاباً على علاقات إيران بالآخرين وعلى الكثير من ملفّات المنطقة.

وفي ما يتعلّق بأزمة سورية، تطرّق ظريف إلى تقدم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على الأرض، وأعرب عن اعتقاده بأنّ "الحلول العسكرية لن تكون مفيدة لحلّ الأزمة السورية"، مشيراً إلى "ضرورة التوصل إلى حل سياسي يرضاه السوريون أنفسهم". ولفت إلى أنّ "إسقاط الحكومة السورية الآن يعني تعزيز دور (داعش) وحلولها مكان الحكومة الحالية"، وفق الوكالة، في وقت أبدى فيه ضيفه الفرنسي، قلقه من تنامي ظاهرة "التطرف" و"الإرهاب" في المنطقة ومن انضمام العديد من الجهاديين في أوروبا للقتال في صفوف تنظيم "الدولة".

وفي موازاة وصول وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرّية إلى العاصمة طهران، اليوم الثلاثاء، لاستئناف مباحثاته مع مسؤولين إيرانيين حول البرنامج النووي، في محاولة للحصول على أجوبة حول بعض التفجيرات والتجارب التي تحاكي انفجارات نووية في مواقع إيرانية، كما تقول الوكالة، تستمر طهران في التركيز على الأوضاع في المنطقة، ويبدو قلقها واضحاً من تصريحات المسؤولين الذين باتوا يعترضون علناً على السياسات التركية وتصريحاتها الأخيرة.

وفي اجتماع حضره رئيس مجلس الشورى الإسلامي، علي لاريجاني، مع لجنة خط الولاية التي تضم محافظين معتدلين، بحث الحاضرون المستجدات في سورية والعراق، وقال لاريجاني إنه على الجميع "التنبّه وعدم إغفال ما تفعله أنقرة وما تريده في العراق وسورية". وركّزت بعض المواقع الإيرانية على انتقاد الحكومة التركية، وتحميلها مسؤولية عدم حسم نتيجة المعارك في عين العرب على الحدود التركية السورية، حيث يحاول تنظيم "الدولة" السيطرة على الأراضي هناك. واعتبر موقع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" في تقرير سياسي خاص، أن "أفعال أنقرة وعدم قضائها على "داعش" كما حاولت أن تدّعي من قبل، أمر سيثير غضب الأكراد في تركيا".

واعتبرت "إرنا" أنّ مطالبة الحزب "الديموقراطي الشعبي" الكردستاني في تركيا، لكل الأكراد بالخروج والاعتراض على ما يفعله "داعش"، ومحاولة عديدين الانضمام للجان في عين العرب لمواجهة هذا التنظيم، أمر سيحمل الحكومة التركية المسؤولية لاحقاً، فهي ساهمت بتسليح ومرور مجموعات إلى سورية من قبل، وساهمت في خلق هذا التنظيم، وحتى اللحظة لم تقم بخطوات حقيقية على الأرض للتخلص من "داعش" على حدودها، وهو ما يضع علامات تساؤل أمام الحكومة التركية.

وكان الرفض الإيراني للقرار التركي بالانضمام إلى التحالف الدولي، برره المحللّون على أنه تخوّف من خطوة مستقبلية لاحقة، بأن يقوم التحالف الدولي بمساعدة تركيا بتوجيه ضربات لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، الحليف الاستراتيجي لطهران، فضلاً عن تخوف من عودة التنافس بين طهران وأنقرة على ملفات استراتيجية في المنطقة، وهو ما قد يخل بموازين القوى ويضع تركيا في الصدارة خلال المرحلة المقبلة.