استقبلت مدارس محافظة إدلب يوم أمس السبت طلابها، معلنة انطلاق العام الدراسي الجديد بعد تأجيل انطلاقته أكثر من مرة، بسبب العمليات العسكرية التي كانت تشهدها المحافظة، وحركة النزوح المستمرة التي امتدت لأشهر حتى بدء سريان الهدنة التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية في أغسطس/آب الماضي.
ولا شك أن أمام الطلاب وذويهم وكذلك المدرسين والكوادر العاملة في التعليم تحديات كبيرة، لا سيما بظل الظروف التي تعيشها المحافظة. وتبقى الصعوبات التي يعيشها النازحون هي الكبرى نسبيا، كونهم بحاجة دائمة للموافقة بين متطلباتهم ومكان عيشهم ومدارس أطفالهم.
المهجرة من ريف حمص الشمالي خولة بكور، لا يسعها سوى التفكير بكيفية ذهاب ابنتها في الصف الثالث الابتدائي للمدرسة، في منطقة دير حسان بريف إدلب الشمالي، المعروفة بوعورتها.
وعن سبب مخاوفها قالت بكور: "حاليا الأمور مقبولة، لكن مع الأيام القادمة وهطول المطر تبدأ معاناتنا، فالطريق من المنزل الذي نقيم فيه في المخيم المعروف باسم مخيم دير حسان وعرة جدا، والمدرسة بعيدة، ويوميا ستعود ابنتي والطين يكسوها بسبب الطريق. وليس هذا فقط ففي أيام كثيرة من فصل الشتاء تكون الرياح قوية وباردة جدا وحينها أفضل بقاء ابنتي في المنزل على ذهابها للمدرسة وعودتها مريضة. فلا ينقصنا سوء يضاف إلى الواقع التعيس والصعب الذي نعيشه".
وتسببت عمليات النزوح بضغط كبير على المدارس في ريف إدلب، خصوصاً تلك الواقعة في المناطق القريبة من الحدود مع تركيا. ويبذل النازحون جهودا كبيرة لإبقاء أطفالهم في المدارس ومنع تسربهم منها.
اقــرأ أيضاً
المدرس خالد مصطفى، من ريف إدلب قال لـ"العربي الجديد": "الضغط كبير جدا على المدارس في كافة مناطق إدلب، وبالنسبة للنازحين يتم تسيير العملية التعليمية في المخيمات بواسطة مدارس متنقلة، وهذه المدارس تكون في خيمة مخصصة للطلاب، لكن رغم هذا ليست متوفرة بكافة المخيمات وخاصة تلك التي أنشئت أخيراً، لذلك كثير من النازحين لجأوا لتسجيل أبنائهم في مدارس المدن والبلدات التي يقيمون فيها أو من تكون مخيماتهم قريبة منها".
وبالنسبة للنازح المقيم في مخيم أطمة، يونس عبد السلام (45 عاما) بحسب حديثه لـ"العربي الجديد" فإن "السيول هي التهديد الأكبر للنازحين ولأبنائهم من الطلاب، والمعروف أن المخيم يتعرض للسيول في كل عام وهذه السيول هي خطر على الجميع، وفي الوقت الحالي لا نتخوف من شيء آخر كون المدارس قريبة في المخيم".
وعن تمنياته لابنه في المدرسة الثانوية وطفليه الآخرين في المدرسة الإعدادية قال: "أتمنى لهم مستقبلا مغايرا فأنا تركت المدرسة في الصف التاسع، وعانيت كثيرا وعملت لسنوات طويلة في لبنان بمجال البناء. واعتقد أن حلمي في التعليم قد يواصله أولادي".
بدوره مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد حلاج قال لـ"العربي الجديد": "التحديات كبيرة جدا فقد وثقنا تدمير النظام وروسيا لأكثر من 116 مدرسة، كما أن الجهات المانحة أوقفت دعمها عن قطاع التعليم في إدلب وحلب، ومنها منظمة كومينكس، وبالنسبة للأهالي هناك قلة الدعم المقدم للطلاب للاستمرار بالعملية التعليمية، فالطالب بحاجة لقرطاسية ولباس وبعض المستلزمات اللوجستية التي يجب أن تكون متوفرة في المدارس".
وأضاف "حين يواجه الأهالي هذه الصعوبات يلجؤون لعمالة الأطفال أو التزويج المبكر للإناث ما يسبب مشاكل اجتماعية. كما أن التسرب يأخذ منحى تصاعدياً بسبب إيقاف الدعم وتدمير البنى التحتية، ويقدر عدد الطلاب المتسربين بنحو 350 ألفا".
ولا شك أن أمام الطلاب وذويهم وكذلك المدرسين والكوادر العاملة في التعليم تحديات كبيرة، لا سيما بظل الظروف التي تعيشها المحافظة. وتبقى الصعوبات التي يعيشها النازحون هي الكبرى نسبيا، كونهم بحاجة دائمة للموافقة بين متطلباتهم ومكان عيشهم ومدارس أطفالهم.
المهجرة من ريف حمص الشمالي خولة بكور، لا يسعها سوى التفكير بكيفية ذهاب ابنتها في الصف الثالث الابتدائي للمدرسة، في منطقة دير حسان بريف إدلب الشمالي، المعروفة بوعورتها.
وعن سبب مخاوفها قالت بكور: "حاليا الأمور مقبولة، لكن مع الأيام القادمة وهطول المطر تبدأ معاناتنا، فالطريق من المنزل الذي نقيم فيه في المخيم المعروف باسم مخيم دير حسان وعرة جدا، والمدرسة بعيدة، ويوميا ستعود ابنتي والطين يكسوها بسبب الطريق. وليس هذا فقط ففي أيام كثيرة من فصل الشتاء تكون الرياح قوية وباردة جدا وحينها أفضل بقاء ابنتي في المنزل على ذهابها للمدرسة وعودتها مريضة. فلا ينقصنا سوء يضاف إلى الواقع التعيس والصعب الذي نعيشه".
وتسببت عمليات النزوح بضغط كبير على المدارس في ريف إدلب، خصوصاً تلك الواقعة في المناطق القريبة من الحدود مع تركيا. ويبذل النازحون جهودا كبيرة لإبقاء أطفالهم في المدارس ومنع تسربهم منها.
المدرس خالد مصطفى، من ريف إدلب قال لـ"العربي الجديد": "الضغط كبير جدا على المدارس في كافة مناطق إدلب، وبالنسبة للنازحين يتم تسيير العملية التعليمية في المخيمات بواسطة مدارس متنقلة، وهذه المدارس تكون في خيمة مخصصة للطلاب، لكن رغم هذا ليست متوفرة بكافة المخيمات وخاصة تلك التي أنشئت أخيراً، لذلك كثير من النازحين لجأوا لتسجيل أبنائهم في مدارس المدن والبلدات التي يقيمون فيها أو من تكون مخيماتهم قريبة منها".
وبالنسبة للنازح المقيم في مخيم أطمة، يونس عبد السلام (45 عاما) بحسب حديثه لـ"العربي الجديد" فإن "السيول هي التهديد الأكبر للنازحين ولأبنائهم من الطلاب، والمعروف أن المخيم يتعرض للسيول في كل عام وهذه السيول هي خطر على الجميع، وفي الوقت الحالي لا نتخوف من شيء آخر كون المدارس قريبة في المخيم".
وعن تمنياته لابنه في المدرسة الثانوية وطفليه الآخرين في المدرسة الإعدادية قال: "أتمنى لهم مستقبلا مغايرا فأنا تركت المدرسة في الصف التاسع، وعانيت كثيرا وعملت لسنوات طويلة في لبنان بمجال البناء. واعتقد أن حلمي في التعليم قد يواصله أولادي".
بدوره مدير فريق "منسقو استجابة سوريا"، محمد حلاج قال لـ"العربي الجديد": "التحديات كبيرة جدا فقد وثقنا تدمير النظام وروسيا لأكثر من 116 مدرسة، كما أن الجهات المانحة أوقفت دعمها عن قطاع التعليم في إدلب وحلب، ومنها منظمة كومينكس، وبالنسبة للأهالي هناك قلة الدعم المقدم للطلاب للاستمرار بالعملية التعليمية، فالطالب بحاجة لقرطاسية ولباس وبعض المستلزمات اللوجستية التي يجب أن تكون متوفرة في المدارس".
وأضاف "حين يواجه الأهالي هذه الصعوبات يلجؤون لعمالة الأطفال أو التزويج المبكر للإناث ما يسبب مشاكل اجتماعية. كما أن التسرب يأخذ منحى تصاعدياً بسبب إيقاف الدعم وتدمير البنى التحتية، ويقدر عدد الطلاب المتسربين بنحو 350 ألفا".