طفل فلسطيني يصنع مجسمات كرتونية تحاكي الأجهزة الكهربائية

13 يونيو 2020
يحلم الحلاق بأن يصبح مهندساً(عبد الحكيم ابو رياش/العربي الجديد)
+ الخط -
يصنع الطفل محمد الحلاق من مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، أجهزة كهربائية وإلكترونية، من خلال إعادة تركيبها بواسطة "الكرتون"، لتصبح مجسّمات صغيرة، تحمل مواصفات الكبيرة ذاتها.

ويتجه الطفل الحلاق لتجميع الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية، بشكل مختلف، إذ يقوم بقص قطع الكرتون، بمقاسات معينة، وتجهيزها، وتنسيقها وفقاً للمجسم المطلوب، مُرفقاً بها المُحركات، والأسلاك، والأجهزة الصغيرة، التي تتناسب مع الإطار العام للجهاز.

وتعجّ غرفة الحلاق بالأجهزة الكهربائية المعطلّة، والدوائر الإلكترونية، والأسلاك المتشابكة، وأدوات القطع والقص واللصق والتجميع، والمجسّمات الكرتونية المتنوعة، التي قام بإعادة تصميمها وفق رؤيته الخاصة.


ويعتمد "المبتكر الصغير" على التصاميم الأصلية في إنجاز مجسماته، والتي يقوم بتصنيعها مجددًا، بناءً على الاطلاع على الدائرة الكهربائية أو الإلكترونية الأصلية، وإعادة تصنيعها، مستخدماً أجهزة صغيرة، تنفّذ المهمة ذاتها، وتعطي النتيجة نفسها.

وبدأت رحلة الطفل محمد الحلاق مع إعادة قولبة الأجهزة الإلكترونية والكهربائية منذ كان في سن الخامسة، إذ كان يقوم بتكسير الألعاب، لمعرفة ما بداخلها، وتفاصيلها، ومكوناتها، وفق حديثه لـ"العربي الجديد"، مضيفاً: "كنت وما زلت شغوفاً بمعرفة كيف تعمل تلك الأجهزة".


ويوضح الطفل أنّ تلك الهواية كبرت معه، حتى بلغ سن الثانية عشرة، وأضاف أنّه بدأ بتوسيع مداركه، والخروج من دائرة الألعاب الصغيرة، لصناعة الثلاجات والسيارات والمطاحن و"الروبوتات"، وغيرها من القطع المعقّدة، ذات الدوائر المتداخلة، وقد صنع مؤخراً آلة صغيرة لتعقيم اليدين للوقاية من فيروس كورونا.

ويستخدم الطفل الحلاق قطع الكرتون لتصنيع مجسّمات تلك الأجهزة، كبديل بسيط، يمكن صناعته يدوياً وبأدوات بدائية، كالمقص واللاصق، إذ لا تتوفر لديه إمكانية تصنيع تلك المجسّمات من الخشب المُكلف، والذي يحتاج إلى مكان خاص للقص والتنسيق.

وعن صناعة أول قطعة كرتونية، يقول: "قمت بتصنيع سيارة، عن طريق قص قطع الكارتون وتركيبها، لأحوّلها إلى مجسّم، ومن ثم أرفقت أدوات التحكم والبطارية اللازمة (..) حاولت أن تكون سيارتي شبيهة بالسيارة العادية قدر المستطاع".

وقام الطفل بصناعة مجسم كرتوني لثلاجة مُصغّرة، تضم دائرتها الكهربائية مروحة ومُبَرِّداً ولوحة إلكترونية، ويقول إن المجسم يعمل على الكهرباء، وعلى البطارية البديلة، ويمكن استخدامه في الرحلات البرية والبحرية، كذلك يمكن تثبيت الثلاجة في السيارة للاستخدامات السريعة، وفق تعبيره.

وصنع الطفل كذلك مجسماً لـ "قشارة بزر" للأشخاص المسنين، يمكنها تقشير البزر بعد تجهيزها للعمل على البطارية، فيما قام بصنع سفينة متحركة، وهي عبارة عن عبوات بلاستيكية مثبتة بمراوح ومحركات تحكم، علاوة على صناعة رافعة من قطع الخشب، والكرتون، مرفقاً بها الأنابيب البلاستيكية، ويتم التحكم في حركتها يميناً ويساراً عبر الحُقن الطبية.

ويشكل الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي مصدر أرق للطفل الحلاق، إذ يعتمد على الكهرباء بشكل أساسي في لصق قصاصات الكارتون، كذلك في توصيل الأسلاك واختبار حركة المجسم. وأضاف: "تعطل العمل في كثير من المرات بسبب تلك الإشكالية".

ويجد الطفل متعة في تجسيم الأجهزة الكهربائية بالكرتون، متمنياً أن يصبح مهندساً، يختص بتحويل الأجهزة الإلكترونية والكهربائية المعطّلة إلى أجهزة جديدة، ذات قيمة كبيرة، مع تطوير خامة الكرتون إلى الخشب، والحديد، والبلاستيك والزجاج.

ويطمح الحلاق إلى تمثيل فلسطين، من خلال المشاركة في مسابقات خارجية، تعنى بتصميم المجسمات الكهربائية والإلكترونية، داعيًا الأطفال إلى تنمية مواهبهم، والعناية بها، وممارستها، بهدف تطبيقها وتطويرها، وتحويلها ذات يوم إلى عملٍ مجدٍ.

وقد حظي الطفل بتشجيع من والده، جمال الحلاق، الذي أكد ضرورة الاهتمام بمواهب الأطفال وتنميتها قدر المستطاع، مضيفًا لـ "العربي الجديد" أن "دعم مثل تلك المواهب يساهم بتحقيق طموحات الأطفال، كي يصبحوا مؤثرين في المستقبل". 




دلالات
المساهمون