محمود طفل تونسي، لم يتجاوز الـ5 أعوام، تمكن مؤخراً من تحقيق أمنيته في أن يصبح رئيساً لتونس، وأن يجلس في مكتب الرئيس، والتجول في قصر قرطاج، ثم المغادرة بسيارة رئاسية.
وذلك بمبادرة من جمعية "أمنيتي" التي تسعى إلى تحقيق أمنيات الأطفال المرضى، وأصحاب الأمراض المستعصية، وحتى الحالات الحرجة، على اعتبار أن هذا من شأنه مساعدتهم على الشفاء، وتحمّل قساوة العلاج، ومن بينهم محمود الذي يعاني من نقص المناعة.
واستقبله رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قائد السبسي، كما يُستقبل الرؤساء الضيوف، منصّباً إياه رئيساً في مكتبه للحظات، ثم أطلعه على بعض المهام التي يقوم بها، قائلاً له "الإنسان لا يجد نفسه رئيساً فجأة، بل هناك عدة مراحل تسبق نيل منصب الرئاسة" مضيفاً "القصر لك".
وأثناء الجولة التي قام بها الطفل في قصر قرطاج، أوضح السبسي للطفل المريض، أن الزعيم الحبيب بورقيبة، هو الذي شيده، وأن مهمة الرئيس ليست سهلة.
ويذكر أن زيارة الطفل محمود، غُطيت إعلامياً من قبل التلفزيون التونسي، والإعلام المحلي.
وقالت رئيسة جمعية أمنيتي، ابتسام المالكي، لـ"العربي الجديد" إن تحقيق أمنية طفل مريض لها أثر إيجابي على صحته، وفي الرفع من معنوياته.
وأضافت أن الأطفال يشعرون بفرحة لا توصف عند تحقيق أمنياتهم، كما أن الأمر يمدهم بقوة لا مثيل لها، مبينة أن الابتسامة التي تعلو وجوههم خير دليل على الأثر الإيجابي الذي تتركه هذه التجربة في نفوسهم.
وأكدت المالكي، أنهم يزورون المستشفيات، ويلتقون الأطفال المرضى حاملين لهم الهدايا، ثم يسألونهم عن أمنياتهم، وعن المشاهير الذين يودون لقاءهم، وكذلك الأماكن التي يفضلون زيارتها.
وحول لقاء محمود برئيس الجمهورية، أوضحت أن الزيارة كانت مبرمجة لمجموعة من الأطفال من مرضى السرطان، وأن هؤلاء كانوا يحلمون بزيارة القصر الرئاسي، وخلال زيارتهم مستشفى الأطفال، بشير حمزة، لفت نظرهم الطفل محمود، والذي كان يلعب، وبسؤاله عن أمنيته فاجأهم بأنه يريد أن يصبح رئيساً، فأرسلوا طلباً إلى رئاسة الجمهورية لإضافة الطفل محمود ضمن قائمة الزائرين.
وقالت إن محمود كان يتصرف بتلقائية، وأن الرئيس سأله من أكون، فرّد بعفوية "بجبوج"، وهو اسم شهرة الرئيس التونسي، أثناء الحملة الرئاسية.
وبينت المالكي أن محمود كان فعلاً نجم الزيارة، وأنهم تعوّدوا عدم الكشف عن نشاطاتهم في وسائل الإعلام، ولكن طالما أن أمنية محمود أن يكون رئيساً، فإنه تم مراعاة أدق التفاصيل في الزيارة، ومن ذلك تأمين التغطية الإعلامية له.
ولم تخف رئيسة الجمعية، أن أكثر ما صدمهم أثناء بدايات عملهم، إجابات بعض الأطفال من المناطق النائية والمهمشة، والذين لم تكن لديهم أية أحلام، ولا أمنيات، معتبرة أنه من المؤسف أنّ لا يحلم الأطفال.
https://www.facebook.com/Presidence.tn/videos/1083343238390399/ |