طرائف المونديال (11): مؤامرة وتهديدات بالقتل وسرقة قمصان

11 يونيو 2014
صورة أرشيفيّة للتويج الأرجنتين بلقب كأس العالم 1974 (Getty)
+ الخط -
احتضنت الأرجنتين النسخة الحادية عشرة من بطولات كأس العالم خلال الفترة ما بين 1 إلى 25 يونيو من عام 1978، وكغيرها من البطولات السابقة لم تخلُ البطولة من المواقف الطريفة، لعل أبرزها ما حدث خلال المباراة النهائية التي جمعت بين المنتخبين الأرجنتيني والهولندي، والتي تأخرت لمدة عشر دقائق؛ بسبب اعتراض لاعبي المنتخب الأرجنتيني على "جبيرة" وضعها اللاعب الهولندي رينيه فان دي كيركوف على ذراعه المكسورة في المباريات الأخيرة.

 

"الفيفا" يتحدى الجميع

عانت الأرجنتين كثيراً على مدار العقود الماضية لتُقنع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بأحقيتها في استضافة بطولة كأس العالم، لدرجة أنها عزفت عن المشاركة في البطولة العالمية رداً على عدم منحها هذا الحق، الذي اعتبرته قد سُلب منها في ثلاثينيات القرن الماضي.

 

لكن لسوء حظها، نجحت الأرجنتين في إقناع الاتحاد الدولي لكرة القدم بأحقيتها بتنظيم كأس العالم عام 1978 في أسوأ المراحل التي شهدتها البلاد، في خطوة لم يتوقعها أحد، ولا سيّما في ظل الصراعات السياسية، وحروب العصابات التي شهدتها في ذلك الوقت.

 

وقدمت الحكومة الأرجنتينية ضمانات كافية "للفيفا" بأنّ تسير كل الأمور كما ينبغي ومن دون الحد من حريات المواطنين والضيوف خلال هذه الفترة، فوافق "الفيفا"، من مبدأ أنّ حالة "الكبت" التي كانت تعيشها البلاد تحت وطأة الحكم العسكري ستكون من أهم أسباب نجاح هذه الدورة، لأنّ هذه الجماهير ستجد متنفساً للتخفيف من الضغط الذي تعاني منه، ووسيلة للتنفيس عن همومها الحياتية.

عرض إماراتي يُغري مدرب إنجلترا

عاشت الأوساط الكروية في إنجلترا على وقع الصدمة، وذلك بعد استقالة مدرب المنتخب الإنجليزي، دون ريفي، أثناء التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 1978، وفي الوقت الذي كان فيه منتخب بلاده قاب قوسين أو أدنى من حجز بطاقة التأهل إلى البطولة العالمية.

 

وفاجأ ريفي، الذي يُعتبر واحداً من أبرز الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم الإنجليزية خلال منتصف القرن الماضي، جميع الأوساط الرياضية حينما تقدم باستقالته من منصب المدير الفني لمنتخب "الأسود الثلاثة".

 

وخيّم الإحباط على عناصر المنتخب الإنجليزي، الذي فقد لاحقاً فرصة التأهل للمونديال، ليكتشف الإعلام الرياضي بعد ذلك، بأنّ دون ريفي تلقى عرضاً مغرياً من المنتخب الإماراتي فحزم حقائبه مفضلاً مصلحته الشخصية على مصلحة بلاده وسمعتها الكروية، إلا أنّه حقق نتائج هزيلة مع المنتخب العربي وقاده لاحتلال المركز قبل الأخير من بطولة كأس الخليج العربي عام 1979.

كرويف يخشى القتل

رفض صانع ألعاب المنتخب الهولندي، يوهان كرويف، المشاركة في نهائيات عام 1978 رغم الإغراءات المالية الضخمة التي انهالت عليه والضغوط الشديدة التي تعرض لها من الجماهير والمسؤولين الهولنديين؛ وذلك خوفاً على حياته بعدما تلقى تهديداً بالقتل في حال سفره إلى الأرجنتين.


واعترف اللاعب الهولندي السابق، أن عدداً من المجرمين قد اقتحموا منزله خلال الليل وقيدوه مع بقية أفراد أسرته تحت تهديد السلاح، ولكنّه تمكن من الهرب، وبالتالي فشلت محاولة اختطافه، مشيراً إلى أنّ هذا الحادث كان من بين الأسباب التي دفعته لاتخاذ قراره بعدم المشاركة في نهائيات كأس العالم لعام 1978 بالأرجنتين.

محاولة اختطاف

تعرض المدير الفني للمنتخب الفرنسي، ميشال هيدالغو، لمحاولة اختطاف مع زوجته قبيل أيام قليلة من السفر إلى الأرجنتين، وقد وُجهت أصابع الاتهام "آنذاك" لنظام الديكتاتور الأرجنتيني الجنرال فيليدا، علماً أنّ عدّة مناهضين له قد ألحوا على المسؤولين الكرويين الفرنسيين بمقاطعة هذا المونديال.

 

ولم يأبه المدرب الفرنسي لتلك المحاولة، فقد سافر رفقة منتخب بلاده، وسجّل رقماً قياسياً من نوع آخر، باعتباره المدرب الوحيد حتى اليوم في تاريخ كأس العالم الذي أشرك جميع اللاعبين المسجلين في التشكيلة "22 لاعباً"، يُذكر أنّ "الفيفا" طلبت من المنتخبات كلها إبراز لائحة بالتشكيلة المؤلفة من 22 لاعباً، اعتباراً من مونديال 1954.

إشاعة وفاة

تعرض حارس مرمى المنتخب الفرنسي، جان بول برتران – ديمانيس، لإصابة خطيرة في ظهره خلال مباراة منتخب بلاده أمام المنتخب الأرجنتيني بعد اصطدامه بالقائم الأيمن. وفي حين كان يخضع هذا الحارس لفحوص الأشعة بعد إخراجه من الملعب، كانت وسائل الإعلام الأرجنتينية تعلن خبر وفاته.

 

سرقة قمصان المنتخب الفرنسي

فوجئ لاعبو المنتخب الفرنسي الأوّل لكرة القدم، لدى وصولهم إلى ملعب ماردي بلاتا ليخوضوا مباراتهم أمام منتخب المجر بسرقة قمصانهم، الأمر الذي دفعهم إلى ارتداء قمصان نادٍ من الدرجة الأرجنتينية الثانية مقلمة بالأبيض والأخضر، حيثُ فاز الفرنسيون آنذاك بنتيجة (3 – 1).

 

صافرة متعجلة

أطلق الحكم الويلزي، كلينت توماس، صافرة متعجلة في الثانية الثالثة من الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع في الشوط الأول لمباراة البرازيل وأسكتلندا معلناً نهاية الشوط، وتسببت الصافرة المتعجلة في عدم احتساب هدف سجله زيكو برأسه بداعي نهاية الشوط وتعادل الفريقان، وتساءل الجميع وقتها... ألا يوجد في الشوط الأول عشر ثوانٍ وقت بدل ضائع؟!

مؤامرة أرجنتينية-بيروفية

أثارت المباراة التي جمعت المنتخبين الأرجنتيني والبيروفي في دور المجموعات، جدلاً واسعاً، حين اتهم حارس المرمى البيروفي صاحب الأصول الأرجنتينية، رامون كويروجا، بتعمد تسهيل مهمة المنتخب الأرجنتيني في تحقيق فوز كبير على بيرو في مباراة الفريقين بالدور الثاني من نهائيات كأس العالم 1978.

 

وكما جرت العادة كانت الأرجنتين تلعب كل مبارياتها ليلاً بعد انتهاء مباريات منافسيها، مما جعل لاعبي "التانجو" وجماهيرهم يعرفون نتائج الآخرين قبل مبارياتهم، لذا دخل المنتخب الأرجنتيني مباراته الثالثة، والأخيرة أمام بيرو وهو بحاجة للفوز بنتيجة أكبر من فارق أربعة أهداف حتى يتصدر المجموعة على حساب البرازيل ويصل للمباراة النهائية.


ونجح المنتخب الأرجنتيني في اكتساح نظيره البيروفي بستة أهداف نظيفة، لتتهم البرازيل منتخب بيرو بتفويت المباراة من أجل مصالح شخصية، وهو ما أنكره الفريقان رغم اتهامات البرازيل المستمرة حتى اليوم.

 

وكانت تقارير صحافية قد تحدثت قبل عامين أنّ الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يسعى للتحقيق في فوز الأرجنتين المثير للجدل على بيرو في نصف نهائي كأس العالم 1978 بسداسية بيضاء بعدما أثير من وجود شبه تلاعب في النتيجة.

 

وجاء سعي الاتحاد الدولي لكرة القدم، بعد أن خرج سيناتور سابق بحكومة بيرو بعد 34 عاماً من الصمت ليعترف أنّ بلاده تعمدت هزيمة منتخبها في مباراتها أمام الأرجنتين في نصف نهائي كأس العالم 1978 مقابل مساعدتها على التخلص من المعارضة.

"جبيرة" تُؤخر انطلاق المباراة النهائية

تأخر انطلاق المباراة النهائية التي جمعت بين المنتخبين الأرجنتيني والهولندي لمدة عشر دقائق؛ وذلك بسبب اعتراض لاعبي المنتخب الأرجنتيني على "جبيرة" وضعها اللاعب الهولندي رينيه فان دي كيركوف على ذراعه المكسورة في المباريات الأخيرة.

 

واحتج أصحاب الملعب على تلك "الجبيرة"، بحجة أنها تُشكل خطراً عليهم خلال المباراة، ليتمكن الحكم الايطالي، جونيلا، بعد ذلك من إقناع رينيه فان دي كيركوف بنزعها قبل بداية المباراة.

دلالات
المساهمون