طرائف الحجاج

09 سبتمبر 2015
أخبار كثيرة تتناقل في موسم الحج (Getty)
+ الخط -


مع موسم الحج تكثر الطرائف ولا يخلو الأمر من اجتهادات العامة حول أمور الحج، وتكثر التساؤلات حول بعض الأمور، ويطرق الحجاج وأقاربهم أبواب أهل العلم والاختصاص للسؤال حول حقيقة بعض الأمور الأخرى التي تكون غامضة بالنسبة إليهم. وفي غزة خصوصاً تدور بعض المعتقدات التي لم يتخلّ عنها الناس رغم مرور الزمن عليها، ولكنهم تناقلوها جيلاً بعد جيل.

في ما يلي حاولنا جمع بعض هذه الطرائف التي لا تزال متداولة حتى وقتنا الحالي وانتقلت عبر الأجيال، ومنها مثلاً أن يطلب المقيم من الشخص الذي يوشك على السفر أن يكوم له كومة ويخاطبه وهو يرجوه قائلاً: "لا تنسى أن تكوم لي كومة على الجبل"، ويقصد بهذا الطلب أن يقوم الحاج على جبل عرفات بجمع كمية من الرمال بيديه على شكل كومة صغيرة ويقول في نفسه: هذه الكومة لفلان، ويتركها وحين يعود لوطنه يخبر صاحبها أنه قد ترك الكومة على الجبل ومعنى ذلك أن صاحب الكومة سوف يسافر في العام المقبل للحج لأن كومته تظل تناديه وتنتظره.

ومما يزيد الأمر طرافة حينما لا يتيسر الحج لصاحب الكومة في العام التالي وهنا يذهب معاتباً لصاحبه ويستحلفه ويشكك في كونه قد ترك كومة باسمه على "الجبل"، وغالباً ما تنشأ المشاحنات والخصومات بسبب هذا الأمر.

وقد ظلت هذه العادة متبعة حتى زمن قريب ثم لم تلبث أن اصبحت دعابة واستذكاراً لطيبة السابقين وحسن نيتهم، لتحل محلها في الوقت الحالي عادة جديدة وهي "حج البدل" وذلك بسبب انتشار هذه الظاهرة في غزة لكثرة الشهداء والمرضى والمصابين جراء الحروب المتتالية وعجزهم عن أداء الحج.

ويتم منح مبلغ من المال لشخص قد أدى الفريضة فعلاً، ويقوم بالحج نيابة عن شخص مريض أو عاجز أو مصاب ويقوم بكل شعائر الحج كاملة. ومن الطرائف التي رواها أحد رجال الدين حين توجه له أحد الشباب يطلب منه الفتوى لأنه سوف يحج بدلاً عن أمه، فهل يجب عليه تغطية وجهه ورأسه أثناء الحج لأنه سوف يحج عن امرأة؟ أم أن عليه أن يحرم ويرتدي ملابس الأحرام الخاصة بالرجال؟

أقرأ أيضاً:التحنينة وموسم الحجّ

وهناك سيدة مسنة ومصابة طلبت من أولادها حين يعود الشاب الذي سافر للحج بدلاً منها أن يكتب لها التهاني بسلامة العودة على جدران بيتها في المخيم كما اعتاد كل الحجاج العاديين أن يفعلوا، وأن توزع الحلوى بسلامة عودتها أيضاً، ولازال السؤال عالقاً بطلب فتوى شرعية بهذا الأمر!

وتبقى الطرفة حاضرة مع طقوس الحج التي لا تتكرر سوى مرة كل عام ورغم ما تمر به غزة من ظروف صعبة إلا أن الحرص على وداع الحجاج واستقبالهم لا يزال الناس يتمسكون به ويجلسون في وداع الحجيج وتتندر النساء بدعابة طريفة عن المرأة التي ألقت بخفها المنزلي بدلاً من الحصاة في مكان رجم إبليس، ولكن هناك خرافة يتم تداولها أن غسل الجمار يجعلها تصيب الشيطان في مقتل عند رجمه لأنه تسبب بطلاق امرأة وزواج زوج جارة عزيزة بأخرى غيرها.

أقرأ أيضاً:أيّام الحجّ افراح كل موسم!
المساهمون