ثمة صبية صغيرة
في عيد ميلادها السابع
من عمرها الثوري
العاطفي
تفتحُ
الشجرة الخضراء
في النافذة
جالسةً
بسيقانها المتأرجحة
في الهواء
طوال النهار
بعد تدمير الحرب
لمربّعات الحجلة
ورقعة اللعب
أمام باب البيت
فلا تبارح الشجرة
مقعدها
في الطابق العلوي
مستمرّةً
في الجلوس
في النافذة
المفتوحة
في بقعة الشمس
البليلة
بجوار الصبية
المتأرجحة الساقين
في الهواء
طوال النهار
بعد تدمير الحرب
لمربعات الحجلة
ورقعة اللعب
أمام باب البيت
...................
...................
ثمة شجرة خضراء
منحازة عاطفياً
بعصافيرها المحرِّضة
إلى تمرّد الأطفال
على قسوة آبائهم
تحرص على المجيء
كل صباح
لتفتحَ
النافذة المغلقة
في البقعة البليلة
بغزل الشمس
جالسةً
على مقعدها
في الطابق العلوي
كي تتمكن الصبية
من الجلوس في الشجرة
على المقعد
الأخضر الوثير
طوال النهار
بعد تدمير الحرب
لمربّعات الحجلة
ورقعة اللعب
أمام باب البيت
فلا تبارح الصبية
مقعدها الرطب الندي
بغزل الشمس
في الشجرة المفتوحة
في النافذة
طوال النهار
بسيقانها المتأرجحة
في الهواء
حتى يحط طائر الليل
بأجنحته المديدة
على مدخنة الأنقاض
القريبة
في الركام السخيّ المشتعل
طيلة شتاء القصف
فتغلق يدها الشجرة
المفتوحة
في النافذة
تاركة
مقعدها الشاهق
للاختباء
في نوم أعزل
متقطِّع
تحت ملاءةٍ مذعورة
تفرُّ بزهورها
من حرب شريرة
دمرت مربعات الحجلة
ورقعة اللعب
أمام باب البيت
.......................
.......................
ليس ثمة سوى ثورة
في عيد ميلادها السابع
من عمر الصبية
المحبوس
بضفيرة طويلة
تترقب بفارغ الصبر
أن تبتعد الحرب
بأمتار قليلة
عن فسحة الشمس
أمام باب البيت
حتى تعيد رسم
مربعات الحجلة
وتأطير رقعة اللعب
بطبشورها المتيبس
مزوِّدة
شجرتها الخضراء
المنحازة عاطفياً
إلى تمرد ضفيرتها
على باقي الجسد
بالنافذة الوحيدة
المفتوحة العصافير
المحرِّضة
بأضلاع باب بيتهم
الذي أغلقه الجنود
بمقابض الثكنات
حتى يسعها الدخول
إلى الشجرة
في أي ساعة رطبة
من الشمس
لتطل على بيت
رهن الإقامة الجبرية
تتوق للتطلع
من العلو الأخضر
إلى تحليق الجدران
في سماء متباطئة
على حافاته
طليقة بلا نوافذ
طليقة بلا أبواب
* شاعر من المغرب