ضفاف أخيرة

23 نوفمبر 2016
نجاد دفريم / تركيا
+ الخط -

تنهض من حلمي يانعةً
المرأة التي أحببت،
قبل عامٍ،
أو قبل ثوانٍ فقط،
فوق هذا السرير..

***

أراها، في ما يرى العاشق، تراود جسداً عن ضفافه الأخيرة
وتضرم ما يموج فيه من ظلال

أراها تُوسّد حواسّيَ سديمَ أنوثتها،
وتستدرجني،
بعزفٍ ساحر اليأس
على نرجسٍ يطفو على سطح الفراق الساخن،
إلى حدائق الفراغ الفاتن
أرى صوتها يحمل حلمي
في راحتيه المخضّبتين بأشواقٍ لا تلتئم
ويعبر به نهراً من عويل الذكريات

أرى جسدها ليلاً صوفيّاً
يهذي محموماً كواكبه
والهواء جنازةً نشوى
لزمنٍ غامضٍ يرقص بين صمتها وانتظاري

أراها تميط عن قلبي لثامه
لتتقصّى أخبار النساء
اللواتي أحللن سفك الكلمات
التي أحيا وأراوغ بها وحش الحب
المتربّص بي على مرمى شفتين منّي

أرى يديها تنسجان لي الغياب غماماً أبيضَ
وتدثّران به جوارحي المفجوعة بفقدانٍ لا تحتمل زرقته
وتحملان عبء السماء الذابلة عنّي

أراها تنهل من عطشي
وتحبّني
بكلّ ما أوتيت من أقنعةٍ
وتؤلّب أطيافها الهائمة في دمي عليّ
لكي يهتدي رحيلي المقيم فيها
إلى تيهِهِ الأوَّل
ولكي تردَّني
إلى ما فقدت من سرابي

أراها تبكي
تستلّ من لوحة الجدار قمراَ
مستدير الزرقة والجنون
وتصرعني،
دونما أسىً،
في مشهدٍ من عواء الذئاب

***

أراها تغادر، حريريَّةً، شرنقة شهواتي...
وتطير


* شاعر من فلسطين
المساهمون