ضغوط أميركية على أوباما لتوسيع التدخل في سورية واليمن

19 اغسطس 2014
يطمع الجميع في الدعم الأميركي (شاه ماراي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -
علم "العربي الجديد"، من مصادر متطابقة، أن نواباً في الكونغرس الأميركي، من الحزبين "الجمهوري" و"الديمقراطي"، يصعّدون ضغوطهم على إدارة الرئيس، باراك أوباما، لمد نطاق الضربات الجوية من شمال العراق، لتشمل قواعد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سورية، ومراكز تنظيم "القاعدة" في اليمن.

وذكر مصدر في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "من بين الاقتراحات المطروحة، إرسال قوات برية خاصة، ذات تسليح نوعي إلى العراق، ومنح الجيش الأميركي صلاحية التدخل السريع في كل من سورية واليمن، إن دعت الحاجة، أو تلقت الولايات المتحدة طلباً واضحاً من المعارضة (في الحالة السورية)، ومن النظام الشرعي (في الحالة اليمنية)".

ولفت إلى أن "النائب الديمقراطي، إليوت انجل، من بين أبرز المطالبين بتوسيع العمليات، وإرسال قوات برية للقضاء على التطرف المسلح أينما وجد". وحذّر نواب آخرون من خطر محتمل يلوح في الأفق، ويتمثل بنشوء تحالف قد يسفر عن تنسيق ميداني بين "داعش"، بقيادة أبو بكر البغدادي، وتنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، بقيادة أبو بصير الوحيشي.

وعلم "العربي الجديد"، أن "استهداف داعش داخل الأراضي السورية يحتاج إلى تعديل التفويض الرئاسي، أو إصدار توجيه جديد، في حين أن استهداف القاعدة في اليمن لا يحتاج إلى تفويض رئاسي، لأن الحرب قائمة بالفعل، وإن كانت تستخدم فيها طائرات من دون طيار، إلا أن القوات الأميركية استخدمت في بعض الهجمات طائرات مقاتلة، بل وبوارج حربية في حالات سابقة".

ويظهر أن "من بين النواب وأنصارهم من خارج البرلمان، مَن لا يريد أن تقتصر الضربات داخل الأراضي السورية على مواقع داعش، بل جميع مواقع الإخوة الأعداء"، في إشارة إلى "جبهة النصرة" المتصارعة مع "داعش"، ومواقع القوات الموالية للرئيس السوري، بشار الأسد، على أمل أن إضعاف الجبهات الثلاث يمكن أن يفتح الطريق للمعارضة المعتدلة للوصول إلى الحكم وتحقيق الاستقرار.

وفي الوقت الذي تحدثت فيه مصادر أمنية عن أن الولايات المتحدة رصدت اتصالات متقطعة بين البغدادي والوحيشي، ومحاولات سابقة من قبل الأخير للتوسط بين البغدادي وزعيم "النصرة"، أبو محمد الجولاني، إلا أن مسؤولين أمنيين وعسكريين أعربوا عن خيبة أملهم من ضحالة المعلومات، وسوء الفهم الذي يبديه بعض المشرعين ومعاونيهم، كونهم يخلطون بين تنظيم "أنصار الشريعة" و"أنصار الله" في اليمن، وهناك من يوجه أسئلة تنم عن جهل، من قبيل مدى احتمال التحالف بين الحوثي في اليمن والبغدادي في العراق، ومخاطر ذلك على المصالح الأميركية وعلى منابع البترول في السعودية.

وتتزامن تلك الضغوط على أوباما، مع قرب حلول الذكرى السنوية الأولى لمجزرة الغوطة، حين قصف النظام السوري، في 21 أغسطس/آب الماضي، مجموعة من البلدات والقرى في الغوطتين الشرقية والغربية، بالسلاح الكيماوي، فقتل وجرح المئات. وفي حينها، لوّحت دول غربية عدة، في مقدمتها الولايات المتحدة، بقصف أهداف عسكرية سورية، قبل أن تعود وتتراجع بذرائع متعددة، منها رفض برلمانات وطنية لمثل هذا التدخل.

وكان البديلَ عن ذلك اتفاقٌ على تصفية الترسانة الكيماوية السورية، بعدما وقعت دمشق على ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهو ما لم يحل دون صدور تقارير أفادت عن استخدام النظام السوري، في الأشهر الماضية، أسلحة محرمة دولياً، من دون أن يتحرك "المجتمع الدولي" لمنعه أو معاقبته. وسرعان ما وجد النظام بديلاً عن السلاح الكيماوي، من خلال اعتماده البراميل المتفجرة الفتاكة، ليوقع المئات أو الآلاف من القتلى في حلب، وفي غيرها من المدن والبلدات السورية.
المساهمون