ضرير غزي يشكل فريق "إعلاميون نحو الحقيقة"

10 ديسمبر 2015
(عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
لا يوجد في قاموس الشاب الفلسطيني إبراهيم الفيراني (20 عاماً) شيئاً اسمه مستحيل، فمنذ بداية حياته العلمية والعملية، تخطى إبراهيم، المكفوف، كل العقبات والتحديات التي واجهته كونه يخوض غمار مهنة المتاعب.

نظرات المجتمع ورفض المؤسسات للأشخاص ذوي الإعاقة، كانت من المحفزات التي دفعت إبراهيم إلى تكثيف جهوده في الدراسة، وحصوله على معدلات عالية، مكنته من الدخول إلى الجامعة الإسلامية، ليبدأ فصلاً جديداً من فصول التحدي لإثبات الذات.

ويقول الفيراني لـ"العربي الجديد": "منذ صغري وأنا أحلم بأن أصبح صحافياً مشهوراً، لكن وبعد انتهاء الحياة المدرسية، نصحني الجميع بعدم دخول تخصص الصحافة، استمعت إلى نصيحتهم ودرست الشريعة والقانون، لكني لم أحتمل ذلك، فقررت بعد فصل واحد، دخول قسم الصحافة والإعلام".

ومنعت كلية الصحافة والإعلام الشاب المكفوف من دخول التخصص كونه ذا إعاقة بصرية، وهذا القسم بحاجة إلى شخص سوي، قادر على الإخراج والتصوير وغيره من الفنون الصحافية، فتوجه إبراهيم بعدها إلى قسم "لغة عربية – صحافة"، وقام بتطوير قدراته عبر تعلم التحرير عن طريق الإنترنت والدورات التدريبية.

وواجهت إبراهيم عقبة كبيرة خلال الدراسة، وهي عدم توفر الكتب بلغة بريل الخاصة بالمكفوفين، فقام بطباعة عدد من الكُتب على نفقته الخاصة، وذهب للتدرب في عدد من المؤسسات الإعلامية المحلية، وفوجئ حينها بعقبات كبيرة، نتجت عن عدم تقبل تلك المؤسسات لشخص مكفوف ضمن كادرها، حتى وان كان على بند التدريب.

الصعوبات التي واجهت إبراهيم كانت سبباً في قيامه بتشكيل فريق "إعلاميون نحو الحقيقة" الذي يهدف لتخفيف الأعباء التي يواجهها طلبة الإعلام في الجامعات الفلسطينية، في ظل عدم وجود فرص حقيقية للتدريب والعمل، إلى جانب الغلاء في أسعار الدورات الجيدة.

وعن ذلك يقول إبراهيم الذي يستخدم برنامج "الناطق" في أجهزته: "يتطلع الفريق إلى توفير فرص تدريب، وبناء جسور مع المؤسسات الإعلامية، وإبراز إنجازات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، علاوة على إذابة الفروق بين الأشخاص الأسوياء وأصحاب الإعاقات".

أما في ما يتعلق بأنشطة الفريق الذي يديره الفيراني، فيوضح: "نظمنا ثلاث دورات تدريبية في التقديم الإذاعي والمراسلة التلفزيونية، إضافة الى صناعة أفلام قصيرة ناقش أحدها حياة شهيد، والآخر مدرسة النور والأمل التي درست بها، وفيلم ثالث عن شخص رياضي قعيد، وهناك الكثير من الأفلام القادمة، ومنها فيلم عن الصم".

عشق العشريني الكفيف للتغيير والتجديد دفعه إلى التفكير خارج الصندوق، فشارك في عدد من الرياضات مثل الجري والوثب ورمي القلة والرمح في الاتحاد العام لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، وذلك جعله يفكر جدياً بأن يصبح أول صحافي رياضي مكفوف في فلسطين. ولتحقيق هذا الحلم، يقول الفيراني: "أصبحت أتابع المباريات الدولية والمحلية، وأطلع على المصطلحات الخاصة بالصحافة الرياضية، أرغب أن أصبح مميزاً في كل المجالات، فمن الجميل أن تتحدى المعيقات، وتصنع منها النجاح".

ويؤكد إبراهيم أنّ "الأشخاص ذوي الإعاقة ليسوا أشخاصاً للتسول عليهم، بل قادرين على صناعة شيء من لا شيء"، مضيفاً أنه "لو ترك لنا المجال، سنصنع أرقاماً قياسية في النجاح والإبداع، وسنتغلب على رفض المؤسسات لنا، على اعتبار أننا أشخاص غير فاعلين".



اقرأ أيضاً: شوكان أمام المحكمة للمرة الأولى السبت
دلالات
المساهمون