ضحايا بالوعر المحاصر... والنظام يضغط للتنصل من الاتفاق المُبرم

08 نوفمبر 2016
الاستهداف تم عبر الأسطوانات المتفجرة وقذائف الدبابات(أحمد محمد علي/الأناضول)
+ الخط -
سقط عدد من الجرحى في حي الوعر المحاصر بمدينة حمص (وسط سورية)، اليوم الثلاثاء، جراء استهداف النظام السوري للمناطق السكنية في الحي بالأسطوانات المتفجرة وقذائف الدبابات.

ويأتي ذلك بعدما أخلَّ النظام باتفاق فك الحصار الموقع قبل أسابيع، والذي هجّر على أساسه المئات من مقاتلي وأهالي الحي إلى ريف حمص الشمالي، ساعيا الآن لممارسة ضغوطٍ على أكثر من 100 ألف مدني يسكنون الحي، لدفعهم إلى التنازل عن شرط المطالبة بإطلاق سراح أكثر من 7 آلاف معتقل.

وقال مدير مركز حمص الإعلامي، أسامة أبو زيد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام عادت لتقصف الوعر بعدما أعادت حصاره بشكل كامل وأغلقت المعابر بوجه المدنيين، منذ نحو 15 يوماً، عبر الأسطوانات المتفجرة، وقذائف الدبابات والقنص الذي يستهدف الطرقات، ما تسبب في سقوط عدد من الجرحى".

وبيَّن أن "سياسة النظام عبر الحصار والقصف الممنهج، تهدف للضغط على المدنيين للتنازل عن ملف المعتقلين، وهي السياسة ذاتها التي استخدمها قبل أشهر من أجل السبب ذاته وهو إنهاء المطالبة بالمعتقلين، الذي يعتبر ملفهم الملف الأبرز في اتفاقات الهدن المتعاقبة بحي الوعر".

ولفت أبو زيد إلى أنّ "الحي يعاني من حصار خانق، حيث يمنع النظام دخول مواد غذائية أو طبية، حيث أغلقت المليشيات الموالية الطرقات المؤدية إلى الحي منذ ما يقارب الأسبوعين، ومنعت إدخال المواد الغذائية والخضار ومادة الخبز التي تعد من أهم المواد الأساسية لمقومات الوجبة الرئيسية للعائلة السورية".

وأضاف أنّ "الوضع الإنساني في حي الوعر متدهور جداً، نتيجة الحصارات القاسية التي تعرض لها الحي مسبقاً، إذ يعاني السكان من نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية والجراحية، وحتى المواد الغذائية الضرورية، الأمر الذي يثير المخاوف من حصول كارثة إنسانية إن استمر هذا الحصار الخانق".

ولم يلتزم النظام السوري بجميع اتفاقيات الهدن والتهجير، مع المناطق المناهضة له، خصوصاً في بنود إطلاق سراح المعتقلين، والذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف في أقبية أفرع الأمن، في وقت تفيد مصادر مقربة من دوائر النظام في دمشق، بأنّ الأخير "متمسك بملف المعتقلين كورقة ضغط على طاولة المفاوضات في جنيف إنّ عُقدت".