غمرت الستيني الفلسطيني أبو حسام أيوب سعادة كبيرة حين اصطاد بصنارته اليدوية سمكتين في اللحظة ذاتها، ليتفوق على منافسه وصديقه أبو حازم أبو رمضان الذي قاسمه الجلوس على صخرة ضخمة في ميناء مدينة غزة البحري، وبجوارهما أكياس "الطُعُم وكمية من الأسماك الصغيرة".
الصداقة القوية التي ربطت بينهما بدأت قبل عدة عقود، وعززتها هواية الصيد اليدوي، إذ يجتمعان يومياً، يحملان أدوات الصيد، ويتوجهان عصراً لأقصى "لسان الميناء"، لممارسة هوايتهما المحببة، ويرى كل منهما أنها سبيله لكسر الروتين اليومي، والخروج من الأجواء السلبية لقطاع غزة المُحاصر.
حكاية الصيد اليدوي بدأت مع أبو حسام أيوب منذ الصغر، حين كان عمره 16 عاماً، ويقول: "كنا نتوجه إلى الميناء القديمة قبل نحو 50 عاماً، ومعنا أدوات بسيطة للصيد، لكن الصيد كان وفيراً، وتطور ذلك الحب حتى أضحى إدماناً، يرافقني فيه صديقي بعد نهاية مهام كل يوم".
ويوضح أيوب لـ "العربي الجديد" أنه نقل خبرته في العمل لأبنائه، وتوجه إلى البحر، مضيفاً: "لا أهوى ممارسة أي هواية أخرى سوى الصيد بالصنارة، أجد فيها متعة (..) أصبحت هذه الهواية جزءاً من شخصيتي، وسأستمر في ممارستها طيلة حياتي".
ويشير أيوب إلى أنه قام باصطياد أصناف عديدة من الأسماك منها "القراص، البوري، الدنيس، العريان، الصروص، السويسي، المرمير"، موضحاً أن الظروف المناخية تؤثر على عملية الصيد، إذ تزداد النسبة في فصل الخريف.
ويلفت إلى أنّ "إغلاق البحر وأثره السلبي على كمية الصيد لم يؤثر على عشقنا لهذه الهواية، فهي للتسالي وكسر الروتين اليومي فقط".
أما صديقه أبو حازم أبو رمضان فيقول لـ "العربي الجديد" إن هواية الصيد اليدوي بدأت عنده منذ العام 1965، حين كان الصيد عن طريق "البولص" وهو خيط رفيع يتم ربط طرفه بالصنارة المُطعمة بـ "الدود أو الجمبري أو الصبيدة"، لافتاً إلى أن الأسماك كانت وفيرة على الرغم من الأدوات البدائية والبسيطة.
ويشير أبو رمضان إلى أنه ورث هواية الصيد عن أخواله، مضيفاً: "أصبحت هذه الهواية جزءاً من الحياة اليومية، حتى أشك في بعض الأحيان أنها جينات مورثة، وخاصة أن حرفة الصيد بدأت مع الإنسان فطرياً منذ بداية حياته، إذ يجد متعة كبيرة في إيجاد شيء من العدم".
ويوضح أنه سافر إلى عدد من الدول العربية، منها لبنان، ومصر، وكان يصيد بصنارته على شاطئ الإسكندرية وبيروت، مشيراً إلى أن أفضل موسم للصيد بالصنارة هو بداية فصل الصيف حتى نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول، وتستمر حتى بدايات فصل الشتاء.
أما عن طريقة قضائه يومه، فيقول أبو رمضان الذي غطا رأسه بطاقية شمسية، ورقبته بمنشفة: "أنا موظف متقاعد، أستيقظ فجراً، أصلي، وأذهب للسوق، وبعد تناول طعام الغذاء أذهب برفقة صديقي عصراً إلى الميناء، لنبدأ جولة من الصيد والمنافسة التي تكسر روتين اليوم".
وتكتظ الناحية الغربية من ميناء غزة البحري، بعدد من هواة الصيد، إذ جلس الشاب محمد قليبو (28 عاماً) وبيده صنارته وبجواره سلة بلاستيكية لوضع السمك. يقول محمد لـ "العربي الجديد" إنه بدأ ممارسة هواية الصيد اليدوي بالصدفة حين رافَق صديقه علي أبو شميس، الذي عَشِق الصيد اليدوي فـ"هذا الصيد ابتلاء، لكنه ابتلاء جميل".
ويقول قليبو إنه اشترى الصنارة قبل ثلاث سنوات، وكان يذهب برفقة صديقه، لكن صديقه توقف عن الصيد نتيجة ظروف صحية، مضيفاً: "حصلت على كميات من الأسماك المختلفة، ومنها سمك اللوكس الصخري، السنفور، الجرع، القراص أو ما تعرف باسم البطاطا، وغيرها".
أما الهاوي سعيد أبو العيس (32 عاماً)، فيشير إلى أنه غير محترف في الصيد اليدوي، لكنها هواية تمكنه من توفير وجبة أسماك لا تتجاوز كميتها غالباً الكيلو ونصف، يقوم بشوائها برفقة أسرته. ويضيف أبو العيس لـ"العربي الجديد" بينما ينتظر أن تلقط صنارته سمكة: "يعطينا البحر مساحة جيدة لتفريغ الشحنات السلبية، وتجديد النشاط، استعداداً لمواجهة الحياة بشكل أفضل".
اقــرأ أيضاً
الصداقة القوية التي ربطت بينهما بدأت قبل عدة عقود، وعززتها هواية الصيد اليدوي، إذ يجتمعان يومياً، يحملان أدوات الصيد، ويتوجهان عصراً لأقصى "لسان الميناء"، لممارسة هوايتهما المحببة، ويرى كل منهما أنها سبيله لكسر الروتين اليومي، والخروج من الأجواء السلبية لقطاع غزة المُحاصر.
حكاية الصيد اليدوي بدأت مع أبو حسام أيوب منذ الصغر، حين كان عمره 16 عاماً، ويقول: "كنا نتوجه إلى الميناء القديمة قبل نحو 50 عاماً، ومعنا أدوات بسيطة للصيد، لكن الصيد كان وفيراً، وتطور ذلك الحب حتى أضحى إدماناً، يرافقني فيه صديقي بعد نهاية مهام كل يوم".
ويوضح أيوب لـ "العربي الجديد" أنه نقل خبرته في العمل لأبنائه، وتوجه إلى البحر، مضيفاً: "لا أهوى ممارسة أي هواية أخرى سوى الصيد بالصنارة، أجد فيها متعة (..) أصبحت هذه الهواية جزءاً من شخصيتي، وسأستمر في ممارستها طيلة حياتي".
ويشير أيوب إلى أنه قام باصطياد أصناف عديدة من الأسماك منها "القراص، البوري، الدنيس، العريان، الصروص، السويسي، المرمير"، موضحاً أن الظروف المناخية تؤثر على عملية الصيد، إذ تزداد النسبة في فصل الخريف.
ويلفت إلى أنّ "إغلاق البحر وأثره السلبي على كمية الصيد لم يؤثر على عشقنا لهذه الهواية، فهي للتسالي وكسر الروتين اليومي فقط".
أما صديقه أبو حازم أبو رمضان فيقول لـ "العربي الجديد" إن هواية الصيد اليدوي بدأت عنده منذ العام 1965، حين كان الصيد عن طريق "البولص" وهو خيط رفيع يتم ربط طرفه بالصنارة المُطعمة بـ "الدود أو الجمبري أو الصبيدة"، لافتاً إلى أن الأسماك كانت وفيرة على الرغم من الأدوات البدائية والبسيطة.
ويشير أبو رمضان إلى أنه ورث هواية الصيد عن أخواله، مضيفاً: "أصبحت هذه الهواية جزءاً من الحياة اليومية، حتى أشك في بعض الأحيان أنها جينات مورثة، وخاصة أن حرفة الصيد بدأت مع الإنسان فطرياً منذ بداية حياته، إذ يجد متعة كبيرة في إيجاد شيء من العدم".
ويوضح أنه سافر إلى عدد من الدول العربية، منها لبنان، ومصر، وكان يصيد بصنارته على شاطئ الإسكندرية وبيروت، مشيراً إلى أن أفضل موسم للصيد بالصنارة هو بداية فصل الصيف حتى نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول، وتستمر حتى بدايات فصل الشتاء.
أما عن طريقة قضائه يومه، فيقول أبو رمضان الذي غطا رأسه بطاقية شمسية، ورقبته بمنشفة: "أنا موظف متقاعد، أستيقظ فجراً، أصلي، وأذهب للسوق، وبعد تناول طعام الغذاء أذهب برفقة صديقي عصراً إلى الميناء، لنبدأ جولة من الصيد والمنافسة التي تكسر روتين اليوم".
وتكتظ الناحية الغربية من ميناء غزة البحري، بعدد من هواة الصيد، إذ جلس الشاب محمد قليبو (28 عاماً) وبيده صنارته وبجواره سلة بلاستيكية لوضع السمك. يقول محمد لـ "العربي الجديد" إنه بدأ ممارسة هواية الصيد اليدوي بالصدفة حين رافَق صديقه علي أبو شميس، الذي عَشِق الصيد اليدوي فـ"هذا الصيد ابتلاء، لكنه ابتلاء جميل".
ويقول قليبو إنه اشترى الصنارة قبل ثلاث سنوات، وكان يذهب برفقة صديقه، لكن صديقه توقف عن الصيد نتيجة ظروف صحية، مضيفاً: "حصلت على كميات من الأسماك المختلفة، ومنها سمك اللوكس الصخري، السنفور، الجرع، القراص أو ما تعرف باسم البطاطا، وغيرها".
أما الهاوي سعيد أبو العيس (32 عاماً)، فيشير إلى أنه غير محترف في الصيد اليدوي، لكنها هواية تمكنه من توفير وجبة أسماك لا تتجاوز كميتها غالباً الكيلو ونصف، يقوم بشوائها برفقة أسرته. ويضيف أبو العيس لـ"العربي الجديد" بينما ينتظر أن تلقط صنارته سمكة: "يعطينا البحر مساحة جيدة لتفريغ الشحنات السلبية، وتجديد النشاط، استعداداً لمواجهة الحياة بشكل أفضل".