صيدلية تويتر.. بعيدًا عن أقراص النظام المصري

15 نوفمبر 2016
(الصورة: كريستين لي)
+ الخط -

في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعانيها مصر، جرّاء تفشي الفساد وانخفاض قيمة الجنيه المصري، وفشل الحكومة في احتواء الوضع، ووسط غياب تامٍ لدور مؤسسات الدولة في توفير احتياجات مواطنيها الأساسية من غذاء ودواء، اختفت سلع أساسية مثل السكر من الأسواق، والأخطر من كل هذا، كان اختفاء أدوية حيوية من رفوف الصيدليات.

أزمة الدواء في مصر، وانعكاساتها على المواطنين خصوصا ذوي الأمراض المزمنة، أدت إلى ظهور"صيدلية إلكترونية" على تويتر، هدفها جمع أدوية أصحابها ليسوا في حاجة إليها، وتوزيعها على المرضى الباحثين عنها.

حساب على تويتر يحمل اسم "غانداوي"، أطلق "هاشتاغ" على الموقع، وكتب تغريدة تقول: "اللي عنده دوا مش عايزه في البيت يا ريت يبتدي يصوره ويرفعه على هاشتاغ (# صيدلية_تويتر)، علشان يوصل لغيره وياريت يكتب مكان المحافظة".

هذه الكلمات، كانت كافية لتفعيل عمليات تبرّع واسعة للأدوية الخارجة عن الاستعمال، ويلقى الهاشتاغ، رواجًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، كما حظيت الفكرة بدعم بعض الإعلاميين أيضًا، حيث كتبت الإعلامية ليليان داوود، في تغريدة على صفحتها: "أي أدوية مش محتاجينها أرجو مشاركتها تحت صيدلية تويتر دون مقابل، أرجو المساعدة".

وسرعان ما تطوّرت الفكرة من هاشتاغ، إلى حساب يحمل اسم "صيدلية تويتر"، وكانت أولى تغريداته: "هنعلن عن الأدوية اللي حضراتكم اعلنتوا تبرّعكم بها وهنطلب الأدوية اللي حضراتكم محتاجينها وهنّزل أيّام في الأسبوع في أماكن معلومة".

وتسابق مغرّدون للإعلان عن أدوية خارج احتياجاتهم، وعبّروا عن استعدادهم للنزول إلى الشارع والمساهمة في توزيعها، كما جاءت التعليقات، محذّرة من انتهاء صلاحية الأدوية المتبّرع بها.

وعلّق متفاعلون على مواقع التواصل الاجتماعي: "الهاشتاغ اتعمل عشان اللي عنده دواء مش محتاجه، يكتب عنه واللي محتاج دواء مش لاقيه يسأل عنه".

مع وجود دعم كبير لهذه الفكرة، قد تتطوّر نحو إنشاء بنكٍ للأدوية قريبًا، وفي طريقها إلى التجسيد واتخاذ الطابع القانوني، لتسهيل تلقّي التبرّعات وإيصالها لمستحقيها.

روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين تتهمهم السلطة المصرية في كثير من الأحيان، بنشر الشائعات والترويج للمؤامرات، وتنصحهم بعمل أشياء مفيدة بدل "القعدة على تويتر"، يطلقون مبادرات إنسانية ربّما تغطي عن عجز الدولة في توفير الدواء، وتساهم في مساعدة كثيرين تعجز هياكل الدولة عن مساعدتهم، ولم تكن هذه الفكرة التعاونية هي الأولى التي تخرج من تويتر إلى الشارع، فقد سبقتها حملات ناجحة لنشر ثقافة التبرّع، على غرار حملات التبرّع بالدم، دون لجان إلكترونية مدفوعة الأجر.

المساهمون