إصابة المرأة الحامل بكورونا أو تحصينها بلقاح مضاد لا يزيدان خطر تشوه الجنين

18 يوليو 2024
امرأة حامل تتلقى لقاحاً مضاداً لكورونا، إندونيسيا، 19 أغسطس 2021 (فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- دراسة في "بريتش ميديكل جورنال" تؤكد أن الأجنة لا تواجه مخاطر تشوهات خلقية إذا أُصيبت المرأة بكوفيد-19 أو تلقت اللقاح في الفصل الأول من الحمل.
- الإصابة بكوفيد-19 ترتبط بزيادة خطر مضاعفات مثل الولادة المبكرة، لكن نسبة تشوه الجنين لا تختلف بين المصابات أو الملقحات وغيرهن.
- الدراسة شملت 350 ألف طفل من الدنمارك والنرويج والسويد، وخلصت إلى أن التحصين ضد كورونا آمن للحوامل ويوفر طمأنة إضافية.

أظهرت دراسة نُشرت نتائجها في دورية "بريتش ميديكل جورنال" الطبية البريطانية، اليوم الخميس، أنّ الأجنّة لا تواجه أيّ مخاطر محدّدة للإصابة بتشوهات خلقية في حال أُصيبت المرأة بكوفيد-19 في الفصل الأوّل من الحمل أو في حال تلقّت لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا الجديد (سارس-كوف-2) في المدّة الزمنية نفسها. وأكد الباحثون، في دارستهم تلك، أنّ لا اختلاف في نسبة تشوه الجنين بين امرأة من هؤلاء وبين أخرى لم تُصب بالمرض ولم تتلقَّ لقاحاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملها.

وما زالت فكرة احتمال إصابة المرأة الحامل بكوفيد-19 تثير القلق والخوف إزاء سلامة الأم وسلامة المولود المنتظر من تبعات تلك الإصابة، لا سيّما أنّ أزمة كورونا الوبائية التي ظهرت في أواخر عام 2019 أدّت إلى انتشار شائعات كثيرة مرتبطة بالعدوى وباللقاحات. كذلك، فإنّ الإصابة بالمرض ترتبط بزيادة خطر حدوث مضاعفات في أثناء الحمل أو الولادة، من قبيل الولادة المبكرة.

من جهة أخرى، فإنّ الخشية من تشوه الجنين أو إصابته بأيّ حالة صحية أخرى ليست محصورة بكوفيد-19 فحسب، إنّما تنجم كلّما تعرّضت امرأة حامل لمشكلة صحية معينة، فكيف إذا كان الأمر يرتبط بفيروس كورونا الجديد الذي أرّق العالم وما زال. واليوم، على الرغم من مرور أكثر من أربعة أعوام ونصف عام على رصد الإصابة الأولى (ديسمبر/ كانون الأول 2019)، وعلى الرغم من أنّ منظمة الصحة العالمية ألغت تصنيفه "حالة طوارئ صحية تثير قلقاً عالمياً" (مايو/ أيار 2023)، فإنّ العدوى ما زالت قائمة من جرّاء متحوّرات جديدة من الفيروس.

وفي ما يشبه محاولة الطمأنة، ولأنّ العواقب التي قد تحدث لجهة تشوه الجنين غير معروفة إلى حدّ كبير، ولأنّ من المهمّ تحديد التبعات المحتملة للتحصين ضدّ كورونا في ظلّ التوصيات الطبية المنتشرة على نطاق واسع للحوامل بتلقّي اللقاح، أكّد معدّو الدراسة الأخيرة أنّه "لم يُثبَت ارتفاع خطر الإصابة بتشوهات خلقية ملحوظة لدى الأطفال الذين سبق أن أُصيبت أمهاتهم بمرض كوفيد-19 أو تلقّينَ لقاحاً مضاداً للفيروس خلال الأشهر الثلاثة الأولى من حملهنّ".

وفي دراستهم التي نُشرت اليوم في الدورية الطبية البريطانية، والتي استند فيها الباحثون إلى قاعدة بيانات واسعة من الدنمارك والنرويج والسويد، أتت النتائج مطمئنة على الجهتَين. وقد درس هؤلاء حالات نحو 350 ألف طفل وُلدوا بين عام 2020 في بدايات جائحة كورونا وعام 2022، ليتبيّن أنّ نحو 5% من الأطفال وُلدوا مع تشوهات وُصفت بأنّها كبيرة، شملت تشوهات في القلب ومشكلات في العيون وفي الأعضاء التناسلية على سبيل المثال. لكنّ هذه النسبة لم تُظهر اختلافاً كبيراً لدى الأمهات اللواتي أُصبنَ بكوفيد-19 أو تلقّينَ اللقاح في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، مقارنة بالأخريات. وقد اختار الباحثون الفصل الأول من الحمل فترةً مرجعيةً لأنّها الأكثر أهمية لنموّ الجنين. وخلصوا إلى أنّ نتائج دراستهم "توفّر عناصر جديدة تؤكد أنّ التحصين (المضاد لكورونا) آمن بالنسبة إلى النساء الحوامل".

(فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون