صوت جديد: مع بهاء إيعالي

29 مايو 2019
(بهاء إيعالي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب.


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟
- الحديث عن الكتابة الجديدة لا يمكن اختزاله بسهولة، فتاريخ الكتابة طويل منذ اكتشف السومريين الكتابة المسمارية حتى اليوم. لكن يمكن القول بأن الأصوات الجديدة في هذا العالم، شعراً أم سرداً، تحمل محاولة جديدة النهضة بـ الأدب العربي الحديث، كذلك تحاولُ جاهدةً أن تثبت نفسها بجدارة، وتشقّ طريقها في عالمٍ ربما يصح نعيه لخفوت حركة الثقافة فيه.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟
- تصنيف الأجيال الأدبية بالنسبة لي مرجعه أولاً الفترة الزمنية التي ظهرت بها مجموعة كتّابٍ يصحّ تصنيفهم كجيل، أمّا عنّي فأجد نفسي جزءاً من جيل الكتّاب الشباب في لبنان الذين هم دون الثلاثين، وأبرز ملامح هذا الجيل هو أنّه لم يأت لإيصال رسالة بفحوى محدد بقدر ما أتى ليقول إنّي لا زلت أكتب، كذلك الاختلافات العميقة في ثقافة أفراد هذا الجيل الذي لم يتكتل بتجمّع أدبي بقدر ما اختار كل كاتبٍ فيه الطريق الذي يروق له.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟
- يصحّ القول بأنّ علاقتي بالأجيال السابقة متباينة المشاعر، فأنا لا يمكنني إنكار كلّ ما قدّمه السابقون للمكتبة العربية، بدءاً من عصر النهضة ببدايته مع البارودي واليازجيين وغيرهم وصولاً إلى جماعات العقود الأخيرة، لكن، وفي نفس الوقت، الكاتب ليس ظلّاً لسابقٍ له، بل هو حاملٌ لصوته الخاص الذي عليه به أن يقول أنا هنا.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟
- هي علاقة قطيعة شبه تامة، فأنا لا أرتاد الصالونات الثقافية ولا أحضر الفعاليات الأدبية لمؤاخذاتٍ يطول شرحها، أكثر ما يروق لي هو العمل على شاشة حاسوبي الخاص قراءةً وكتابةً في غرفتي المعزولة، والتردد إلى المكتبات العامة ولقاء بعض الأصدقاء الأدباء الحقيقيين في مقاهي الرصيف.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟
- كانت أولى محاولات اصدار كتابٍ لي عام 2015، لكن ضيق الحال مادّياً أجبرني على التأجيل دائماً، خلال هذا الوقت تطوّرت تجربتي كثيراً وبتّ أنظر لقصائد المجموعة الأولى على أنّها لا تمثّلني إطلاقاً، فوضعتها في أرشيفي الشخصي وبقيت دون إصدار حتى وجدت دار نشرٍ صغيرة في دمشق تطبع بسعر معقول، هنا قمت بتجهيز مجموعةٍ وأرسلتها لهم، ليصدر كتابي الأول "الضوء آخر عصفورٍ في السماء" صيف 2018 وكان عمري ثلاثة وعشرين عاماً.


■ أين تنشر؟
- عادةً أنشر نصوصي على صفحتي الفيسبوكية، إضافةً لنشري بعض نصوصي الشعرية والقصصية في عدة دورياتٍ ورقية وإلكترونية عربية ذات توجّه أدبيّ طليعي، أذكر منها: "النهار"، وملحق "كلمات"، و"ضفّة ثالثة"، و"المدن"، و"السفير"، ومنصة "RE"، و"نصوص من خارج اللغة"، وغيرها الكثير.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟
- لطالما حاولتُ وضعَ منهجيّةٍ ذات مخطط واضحٍ لقراءاتي دون أن أتقيّد بتفاصيلها، فأنا أحمل صفةَ الفوضى في كافةِ صفاتي الحياتية حتى وصلَ ذلك حدود القراءة، فحالما أنتهي من كتاب أختار آخر بعشوائيّة مطلقة، غير أنّ كفّة الشعر الحديث والتاريخ والسرد الروائي مرجحة دائماً. كما أنّ قراءاتي (لنقل ثقافتي) ليست محصورةً بالكتب فقط، فأنا أطالع مدونات النت، وأستمع إلى الموسيقى، وأشاهد الأفلام السينمائية، وما إلى ذلك.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟
- أجيد اللغة الفرنسية إلى جانب العربية وأقرأ بين الحين والآخر نصوصاً باللغة الفرنسية، وأنا بصدد التفكير في تعلم لغة بلاد لوركا، الإسبانية.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تكون كاتباً مترجماً؟
- الترجمة عملٌ رائعٌ بحدّ ذاته، خصوصاً ترجمة النصوص الأدبية، وأنا بين الحين والآخر أترجم عن الفرنسية بعض النصوص التي تعجبني وأراها قريبة مني، غير أنّي لا أجد نفسي مترجماً فذاً بحكم عدم امتهاني لهذه المهنة، كل ما في الأمر هو أنّي أحاول تقريب اللغة من روح النص الأصلي لتصل لقارئها كأنها مكتوبة باللغة المنقول إليها، أي العربية.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك القادم؟
- حالياً أعمل على إعادة النظر في بعض القصص التي كتبتها على مراحل متعدّدة، وقد نشرت قصة "الشيخان وقلب الضبع والضحيّة 250" منذ بضعة أيّامٍ في "ضفة ثالثة"، كما أنّ نصّي الشعري "كونشيرتو لشفاهٍ ترفعها الريح" سيصدر في الأيام المقبلة عن "دار نينوى للدراسات والنشر".


بطاقة
شاعرٌ لبناني من مواليد عام 1995 في بلدة ببنين، قضاء عكار شمالي لبنان. حاصل على إجازة في التاريخ من الجامعة اللبنانية-كليّة الآداب والعلوم الإنسانية. نشرت بعض نصوصه في عدة دوريات لبنانيّة وعربية ومواقع إلكترونية. صدرت له عام 2018 مجموعته الأولى "الضوء آخر عصفورٍ في السماء" عن دار دلمون الجديدة، ويصدر له قريباً "كونشيرتو لشفاهٍ ترفعها الريح" عن "دار نينوى". له تجربة في كتابة القصة والترجمة.

المساهمون