صنع في شمال أفريقيا..منتج كروي ناجح في ملاعب أوروبا

09 يناير 2016
+ الخط -

يعيش النجوم العرب أو الذين ينحدرون من أصول عربية، حالة من التألق والانتشار في كافة ملاعب أوروبا خلال السنوات الأخيرة، ومع بزوغ نجم المصري صلاح في إيطاليا مع فيورنتينا ثم روما، كذلك الإبداع المتواصل للجزائري رياض محرز بالبريمييرليغ، وحصول المغربي المهدي بنعطية على لقب البوندسليغا مع بايرن، أصبح الطريق ممهدا أمام اللاعبين القادمين من الشرق الأوسط بصفة عامة، وشمال أفريقيا على وجه الخصوص، للانطلاق من دون توقف على الصعيدين الأوروبي والعالمي.

بلهندة
"هو يلعب بدون أي تعقيدات، يمتاز بالأسلوب المباشر، تكمن مهارته في المراوغات السريعة، التمرير، والجانب التقني القادر على إضافة الجزء غير المتوقع خلال أي مباراة، شخصيا أفضل طريقة لعبه وأتابعه كلما أتيحت لي الفرصة"، هكذا يتحدث الأستاذ الفرنسي أرسين فينغر عن المغربي المميز يونس بلهندة، النجم الرحالة الذي وصل إلى ألمانيا ليلعب مع شالكه على سبيل الإعارة، خلال ميركاتو الشتاء.

يونس بطل سابق للدوري الفرنسي، حينما حقق مونبيلييه المفاجأة الكبرى، وخطف الليغا وان في موسم 2011-2012، مع تقديم المغربي لمستوى غير طبيعي، بتسجيله 12 هدفا في 28 مباراة، مع 2.3 تمريرة خطيرة في كل مباراة، وقرابة الـ 37 تمريرة كمعدل ثابت في كل مباريات الدوري، لذلك لعب بلهندة دور البطل في تتويج فريقه باللقب، ونال شهرة إضافية بعد هذا الموسم التاريخي.

انطلق بلهندة إلى أوكرانيا مع دينامو كييف، هو لاعب هجومي صريح، يصلح في مركز الجناح ولاعب الوسط، بالإضافة إلى المهاجم المتأخر، لأنه يحصل على الكرة من مناطق بعيدة، يستخدم صبغته المباشرة في القطع المستمر أمام الدفاعات، وبالإضافة إلى جمعه بين المراوغة والتمرير، يستطيع ممثل العرب إيجاد مكان أساسي في تشكيلة شالكه، لأنه يناسب بشدة تكتيك الدوري الألماني، في سرعته، واتجاهه الدائم إلى الأمام.

العربي
لاعب آخر في دائرة الضوء، محمد وائل العربي، نجم أجاكسيو الفرنسي، وأحد أبرز النجوم في الدوري الفرنسي لهذا الموسم. يلعب فريقه بخطة أقرب إلى 4-3-1-2، ثنائي هجومي في الأمام وخلفه ثلاثي صريح في المنتصف أمام رباعي الدفاع، بينما يحصل العربي على أهم مركز بالملعب، صانع اللعب في المركز 10، بين الوسط والهجوم، من أجل تسجيل الأهداف وإيصال الكرة سريعا إلى الثلث الأخير من الملعب.

رقميا، سجل اللاعب 6 أهداف هذا الموسم، مع صناعته 12 فرصة، بالإضافة إلى مجهود دفاعي واضح، من خلال قيامه بالواجبات الخلفية كالعرقلة المشروعة، قطع الكرات، وافتكاك هجمات الخصوم، هو الرقم 10 العصري الذي لا يكتفي أبدا بالهجوم، بل يعود باستمرار إلى المنتصف، لتشكيل رباعية الارتكاز، مع تحول الخطة إلى 4-4-2 الضيقة.

يسير محمد العربي صاحب الجنسية التونسية بخطى ثابتة نحو وضع اسمه ضمن الكبار في فرنسا، لأنه يتواجد باستمرار في تشكيلة الأسبوع، ويعتبر النجم الأبرز لأجاكسيو، لأنه يملك شخصية كروية قوية، تجعله مؤهل للعب في أندية أكبر خلال السنوات القليلة القادمة، في انتظار نقلة نوعية تناسب قدراته المميزة.

لزعر
يضع يوفنتوس وأكثر من ناد إيطالي بينها روما، أعينها على المدافع المغربي أشرف لزعر، لاعب فريق باليرمو ضمن فرق الكالتشيو، خصوصا بعد تقديم اللاعب العربي مستوى مميزا خلال الموسم الحالي، ومناسبة طريقة لعبه لتكتيك الفرق الإيطالية، التي تعتمد على الصلابة في التغطية الخلفية، والقدرة على شغل معظم مراكز الدفاع في المباراة الواحدة.

يلعب لزعر على يسار الدفاع، كظهير أيسر صريح في تشكيلة رباعي الدفاع، ومدافع ثالث في حالة اللعب بخطة 3-5-2، ويركز أكثر على إغلاق القنوات على الرواق، وإعطاء زميله الجناح أريحية أكبر في التقدم للهجوم، مع تميز شديد في قطع الكرات، أشرف له 44 عرقلة صحيحة هذا الموسم بالكالتشو خلال 18 مباراة، بمعدل 2.4 في التسعين دقيقة.

يمتاز المغربي بالإضافة الهجومية، من خلال صعوده إلى نصف ملعب المنافس، عن طريق تحول لاعب الوسط إفايلو شوشيف إلى اليمين قليلا، من أجل السماح لأشرف بلعب دور الجناح في طريقة لعب 4-3-1-2، ومع نجاحه في شغل الدورين، الدفاعي والهجومي، يبحث أليغري عن خليفة لباتريس إيفرا، ويبدو أن أسد الأطسي هو الحل، إما تورينو أو روما.
المساهمون