أطفال مناطق الصراع العربي هم المتضرر الأكبر. الكبار رجالاً ونساءً متضررون أيضاً بلا شك، لكن الضرر الذي يقع على الأطفال أكثر قسوة وأشد فداحة.
لا يمكن تحجيم أو التغلب على مخاطر بقاء الأطفال في المناطق الملتهبة تحت القصف والحصار ووسط الدم والرصاص، وخصوصاً إن قضى أحد أفراد العائلة نحبه في حضور الطفل، أو فقد الطفل عضواً من جسده أو حاسة من حواسه.
لا يحيا الطفل الذي تعرّض لتلك التجربة المريرة حياةً سوية مثل أقرانه أبداً، تظل ذكريات تلك الأوقات الصعبة تطارده وتؤثر على تصرفاته ومواقفه. ربما تحوّله إلى شخص كاره للحياة أو كاره للأحياء، وأحياناً تفجّر في البعض كل طاقات التشبث بالحياة.
ولا يسلم من تلك التبعات المأساوية من يمكنه الهرب من داخل بؤر الصراع المشتعلة، فتجربة النزوح أو اللجوء لا تقلّ مرارة عن تجربة الحصار، ومرور الطفل بها قد ينقذه على الأغلب من الموت، إلا أنه على الأغلب أيضاً لا يمنع تجرّعه المرارة التي تلازمه طيلة حياته.
صدمت صورة الطفل السوري عيلان كردي العالم بعد اكتشاف جثته على سواحل تركيا. تحوّلت الصورة إلى أيقونة حول العالم، وظهرت في أعقاب الواقعة الكثير من المبادرات الإنسانية، كما تحدث الكثير من قادة العالم عن إجراءات حاسمة لمنع تكرار الواقعة، لكن الواقع يؤكد أن الأطفال وعائلاتهم يغرقون يومياً خلال رحلة الهروب من الصراع في بلادهم.
لا أنسى أبداً لقطات الفيديو التي تظهر طفلاً سورياً يبكي حاله وحال عائلته وما فعله نظام الأسد ببلاده، والتي انتشرت نهاية 2011، كانت دموع الطفل كفيلة بإنهاء الصراع، لكنه مازال متواصلاً. الطفل نفسه انتشرت بعد عدة سنوات لقطات فيديو أخرى له وقد التحق بتنظيم الدولة "داعش" وهو يتدرب على حمل السلاح ويجهز نفسه للقتال.
منتصف العام الماضي، نشر داعش صوراً لعملية إعدام رمياً بالرصاص في مسرح مدينة تدمر الأثرية. كان التنفيذ على أيدي أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة.
وجد داعش وغيره من التنظيمات والمليشيات ضالتهم في جيل من الأطفال الذين عاشوا المأساة، والذين جعلتهم الظروف فريسة سهلة لتنظيمات استغلت حداثة سنهم وقسوة أوضاعهم والحنق الذي يملأ نفوسهم ضد العالم الذي لم يتدخل لإنقاذهم وحماية عائلاتهم.
بات أطفال مناطق الصراع المتواصل جنوداً في الصراع، تحوّلوا من ضحايا إلى قتلة تستغلهم التنظيمات والمليشيات كوقود لحرب يبدو أن لا طائل من ورائها ولا أفق لنهايتها. حرب يرغب كثيرون في إطالة أمدها كونها تحقق للأطراف التي تديرها مكاسب أخرى لا تعني الأطفال ولا يمكن أن تكون ذات جدوى لمستقبلهم.
اقــرأ أيضاً
لا يمكن تحجيم أو التغلب على مخاطر بقاء الأطفال في المناطق الملتهبة تحت القصف والحصار ووسط الدم والرصاص، وخصوصاً إن قضى أحد أفراد العائلة نحبه في حضور الطفل، أو فقد الطفل عضواً من جسده أو حاسة من حواسه.
لا يحيا الطفل الذي تعرّض لتلك التجربة المريرة حياةً سوية مثل أقرانه أبداً، تظل ذكريات تلك الأوقات الصعبة تطارده وتؤثر على تصرفاته ومواقفه. ربما تحوّله إلى شخص كاره للحياة أو كاره للأحياء، وأحياناً تفجّر في البعض كل طاقات التشبث بالحياة.
ولا يسلم من تلك التبعات المأساوية من يمكنه الهرب من داخل بؤر الصراع المشتعلة، فتجربة النزوح أو اللجوء لا تقلّ مرارة عن تجربة الحصار، ومرور الطفل بها قد ينقذه على الأغلب من الموت، إلا أنه على الأغلب أيضاً لا يمنع تجرّعه المرارة التي تلازمه طيلة حياته.
صدمت صورة الطفل السوري عيلان كردي العالم بعد اكتشاف جثته على سواحل تركيا. تحوّلت الصورة إلى أيقونة حول العالم، وظهرت في أعقاب الواقعة الكثير من المبادرات الإنسانية، كما تحدث الكثير من قادة العالم عن إجراءات حاسمة لمنع تكرار الواقعة، لكن الواقع يؤكد أن الأطفال وعائلاتهم يغرقون يومياً خلال رحلة الهروب من الصراع في بلادهم.
لا أنسى أبداً لقطات الفيديو التي تظهر طفلاً سورياً يبكي حاله وحال عائلته وما فعله نظام الأسد ببلاده، والتي انتشرت نهاية 2011، كانت دموع الطفل كفيلة بإنهاء الصراع، لكنه مازال متواصلاً. الطفل نفسه انتشرت بعد عدة سنوات لقطات فيديو أخرى له وقد التحق بتنظيم الدولة "داعش" وهو يتدرب على حمل السلاح ويجهز نفسه للقتال.
منتصف العام الماضي، نشر داعش صوراً لعملية إعدام رمياً بالرصاص في مسرح مدينة تدمر الأثرية. كان التنفيذ على أيدي أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخامسة عشرة.
وجد داعش وغيره من التنظيمات والمليشيات ضالتهم في جيل من الأطفال الذين عاشوا المأساة، والذين جعلتهم الظروف فريسة سهلة لتنظيمات استغلت حداثة سنهم وقسوة أوضاعهم والحنق الذي يملأ نفوسهم ضد العالم الذي لم يتدخل لإنقاذهم وحماية عائلاتهم.
بات أطفال مناطق الصراع المتواصل جنوداً في الصراع، تحوّلوا من ضحايا إلى قتلة تستغلهم التنظيمات والمليشيات كوقود لحرب يبدو أن لا طائل من ورائها ولا أفق لنهايتها. حرب يرغب كثيرون في إطالة أمدها كونها تحقق للأطراف التي تديرها مكاسب أخرى لا تعني الأطفال ولا يمكن أن تكون ذات جدوى لمستقبلهم.