صراعات كراسي السلطة تغتال أطفال أفريقيا

04 مارس 2014
+ الخط -

الأطفال يفرّون من الحرب الى الجوع والموت، هكذا يمكن وصف أحوال الاطفال في بلدين أفريقيين هما جنوب السودان وأفريقيا الوسطى. فقد قالت وكالات مساعدات تابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، إن الفارين من الصراعات في جمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان يعانون على نحو متزايد من تفشي الامراض والجوع وإن الأطفال بشكل خاص معرّضون للخطر.

ويعاني كثيرون ممّن فروا من جنوب السودان إلى إثيوبيا من سوء التغذية. حيث تؤكد المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن المسح الطبي أظهر أن 11.1 بالمئة يعانون من سوء التغذية بالغ الحدة وأن آخرين نسبتهم 16.6 في المئة يعانون من سوء التغذية الحاد أيضا لكن بدرجة أقل.

وقال باتريك مكورميك، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في مؤتمر صحافي في جنيف، إن الصراع على السلطة بين رئيس جنوب السودان ونائبه الذي أقيل في يوليو/ تموز الماضي، أدى إلى مقتل الآلاف في الأشهر القليلة الماضية. وتفاقم العنف رغم اتفاق لوقف إطلاق النار في الثالث والعشرين من يناير/ كانون الثاني الماضي، ما يحوّل "حلم جنوب السودان.. أحدث دولة في العالم.. إلى كابوس بالنسبة لأطفال هذا البلد".

وتقلّ المناشدة للإنسانية التي وجهتها الأمم المتحدة لمساعدة جنوب السودان بأكثر من مليار دولار عن المبلغ المستهدف جمعه بحلول يونيو/ حزيران وقدره 1.27 مليار دولار.

وعلى صعيد ذي صلة، قالت المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، ميليسا فليمنغ، إنه كان من بين أحدث وفيات الأطفال 15 طفلاً أصيبوا بسوء التغذية "ولاقوا حتفهم قبل أن يتم إنقاذهم" في مطلع الأسبوع بعدما عبروا من أفريقيا الوسطى إلى الكاميرون.

وقال مكورميك، في إشارة إلى الأطفال الخمسة عشر: "أرى أن من المناسب للغاية أن نتعامل مع هذا باعتباره قمة جبل الجليد".

وأدت أعمال العنف في جمهورية أفريقيا الوسطى وفي جنوب السودان، إلى تشريد حوالى 1.8 مليون شخص في أنحاء المنطقة.

وقالت فليمنغ: "نلاحظ حقاً اتجاهاً بين جميع اللاجئين يشير إلى أن حالتهم البدنية سيئة للغاية. البعض يعاني من الملاريا والإسهال وعدوى الجهاز التنفسي".

وتقول منظمة الصحة العالمية إن معدل الوفيات لمَن هم دون الخامسة ويعانون من سوء التغذية الحاد يتراوح عادة بين 30 في المئة و50 في المئة.

وتمزّق أعمال العنف الطائفية جمهورية أفريقيا الوسطى ولم تحصل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الاستراتيجية هناك سوى على 112 مليون دولار من مبلغ 551 مليون دولار مطلوب تأمينه هذا العام.

المساهمون