زلزال سورية... هلع وتذكر ما مضى

13 اغسطس 2024
لا يزالون في الخيام عقب زلزال 2023 في جنديرس، 5 فبراير 2024 (بكر القاسم/ فرانس برس)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **زلزال يضرب وسط سورية:** زلزال بقوة 5.5 درجات يضرب مدينة السلمية في ريف حماة، مما يثير حالة من الخوف والهلع بين السكان الذين قضوا الليلة في الخارج خوفاً من هزات ارتدادية.
- **تجارب مرعبة للسكان:** سكان ريف حمص الشمالي وإدلب ومدينة الدانا نزلوا إلى الشوارع والنوم في الفسحات الخارجية خوفاً من تكرار كارثة زلزال فبراير/ شباط 2023.
- **تداعيات الزلزال:** الزلزال تسبب في إصابات وأضرار، بما في ذلك إصابة طفل حديث الولادة بكسور خطيرة في عفرين، ونقل 25 شخصاً إلى المستشفى.

يعيش سكان عدد من المحافظات في سورية حالة من الخوف، جراء الزلزال الذي ضرب وسط البلاد الليلة الماضية، ومركز مدينة السلمية في ريف محافظة حماة وسط سورية، معيداً إلى الأذهان زلزال السادس من فبراير/ شباط، الذي ضرب شماليّ سورية وجنوبيّ تركيا العام الماضي، وسبّب أضراراً بالغة ووفيات بالآلاف بين السكان.

لم تكن ليلة أمس عادية لدى سكان المدينة ومعظم سكان المناطق السورية، ولا سيما أن الزلزال وقع في منتصف الليل. وفي هذا السياق، قالت هدى الحمدان، من سكان مدينة السلمية، لـ"العربي الجديد"، إنها وأفراد عائلتها بقوا حتى الصباح خارج المنزل في حديقة قريبة. وتضيف: "ما حدث كان مرعباً. كنا جالسين عندما وقع الزلزال، اهتزت الخزانة في الغرفة التي نجلس فيها بشكل خفيف في البداية، ثم تبعتها هزة شديدة. على الفور، سارعنا إلى الخروج من المنزل برفقة الأولاد. قبل الهزة التي حدثت الساعة الـ 12 ليلاً، كانت هناك هزة أقل شدة في الساعة التاسعة مساءً. اليوم لن ننام في البيت أبداً".  

تابعت الحمدان: "جهزت بعض الحاجيات للأطفال، فهم خائفون من دخول المنزل. لذلك، سنبيت خارج المنزل اليوم. لدى أقاربي مزرعة قريبة من مدينة السلمية. سنذهب لنقيم هناك، وقد نقيم في الخيمة مؤقتاً ريثما تزول حالة الهلع والخوف".  

وكانت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام السوري قد أوضحت أن امرأة سبعينية توفيت جراء حالة الهلع والخوف التي أصابتها جراء الزلزال في قرية الربا قرب مدينة السلمية، بينما نقل 25 شخصاً أصيبوا جراء الزلزال برضوض وجروح إلى مستشفى "اللواء قيس أحمد حبيب الوطني" في مدينة السلمية شرق حماة لتلقي العلاج.

أما عباس المراد، من سكان ريف حمص الشمالي، فتحدث لـ"العربي الجديد" عن زلزال أمس، قائلاً: "كنت نائماً، أتيت من العمل متعباً للغاية. استيقظت على صراخ زوجتي التي أيقظت أولادنا. كانت مصابة بحالة من الهلع. بعدما هدأت، أخبرتني أن زلزالاً حدث. لم يكن لدينا خيار سوى مغادرة المنزل. لدينا فسحة كبيرة لكون المنزل ريفياً. جميع الجيران خرجوا من المنازل. الأولاد ناموا في الخارج وكذلك نحن. الأمر مخيف فعلاً، وكان خوفنا الأكبر من حدوث هزات أقوى، لأننا قرأنا تحذيرات عبر وسائل التواصل من حدوث هزات قد تكون أقوى".  

شعر بالزلزال معظم السكان في سورية، من جنوبها حتى شمالها، وخرج السكان في مناطق إدلب شمال غربيّ البلاد إلى الشوارع، ولا سيما أن الزلزال أعاد إلى الأذهان زلزال السادس من فبراير/ شباط 2023، الذي سبّب كارثة في المنطقة.  

وفي السياق، أوضح عدنان العواد، من سكان مدينة الدانا في ريف إدلب، لـ"العربي الجديد"، أنه بقي برفقة أفراد عائلته حتى ساعة متأخرة من الليل خارج المنزل بعد حدوث الزلزال. وأضاف: "هدأت من روع الأطفال وعدنا مع حلول الفجر إلى البيت. بقيت مستيقظاً خوفاً من حدوث هزات أخرى. فعلاً، أقل تقدير يمكن أن ننجو إن غادرنا فوراً. ما حدث ذكرني بزلزال العام الماضي. كنت في مدينة الدانا وفي ذات المنزل، وكتبت لنا النجاة".  

وقال محمود المعراوي، وهو نازح من مدينة معرة النعمان إلى مدينة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد": "شعرنا بالهزة الأرضية بشكلٍ قوي جداً. منزلي في حيّ الضبيط وسط مدينة إدلب، وقد تعرّض سابقاً للقصف من قبل قوات النظام السوري، وهو متصدع". وأضاف: "على الفور نزلنا إلى الشارع أنا وزوجتي وأولادي الثلاثة. نزل العديد من الجيران أيضاً إلى الشارع خشية حدوث هزات ارتدادية قوية تسبب انهيار منازل متصدعة". 

وأكدت منظمة "الخوذ البيضاء" إصابة طفل حديث الولادة بكسور خطيرة في الرأس وتوقف قلب مؤقت، إثر سقوطه من يد والدته في أثناء نزولها من المنزل بمدينة عفرين شماليّ محافظة حلب بشكل مستعجل وبحالة هلع بعد الهزة الأرضية التي ضربت سورية.  

وشهدت عدة محافظات في سورية نزول آلاف العائلات إلى الشوارع، وذلك عقب الهزة الأرضية التي شعروا بها مساء الاثنين. ونقلت وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري عن رئيس المركز الوطني للزلازل رائد أحمد أن "هزة أرضية بلغت شدتها 5.5 درجات على مقياس ريختر ضربت شرقيّ مدينة حماة الساعة 11:56 ليلاً".

وتعرضت مناطق شمال غربيّ سورية وجنوبيّ تركيا، فجر الاثنين 6 فبراير/ شباط الماضي، لزلزالين بقوة (7.6 و7.8) على مقياس ريختر، هما الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، ما سبّب كارثة إنسانية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّف آلاف الضحايا ومئات آلاف المشرّدين.  

دلالات
المساهمون