يضيف: "يعتمد المعرض على الرسم لإنتاج عوالم حلمية أو فانتازية كما أحب تسميتها، وتم استخدام مادة الأكريلك والزيت على الكانفاس"، مشيراً إلى أنه "تخلى في هذه التجربة عن المسوخ التي تناولها في المعرض السابق، لإنتاج حياة مختلفة تلتبس فيها المشاهد ويصعب فهم ما يدور فيها".
يوضّح الجميلي "اشتغلت هنا لإنتاج حياة سريّة غريبة ومختلفة، أرى أنها أكثر قرباً من عالمنا الحقيقي، والكوابيس فيها ليست تشويهات بل تخيّلات سحرية ترسم عالمنا الحقيقي عبر تعاضد العناصر المختلفة لتكوين معان مختلفة وغير واضحة تماماً".
خمسة وعشرون عملاً يضمّها المعرض، يواصل من خلالها الفنان اشتغالاته على العادي والمألوف في الحياة المعاصرة، باحثاً في غرابته ووحشيته وفي تعدّد حضوره؛ خفّة وثقلاً، عبر بناء شخصياته التي تخالف الواقع في حجمها وشكلها وأبعادها وتلتقط مفارقاته.
التقنيات والأسلوب يساهمان في تعزيز غرائبية الأعمال المعروضة، واستحضار قلق شخصياتها وحضورها المتوتر في يومياتها، لتبدو كأنها تبحث في ذاكرتها أو تستدعي حدثاً أو تتأمّل اغترابها عن محيطها، أو تدير مونولوغاً داخلياً.
يستمر الجميلي في تجريبه عبر تحرير الشكل الإنساني من مرجعياته السابقة، والبحث له عن مسار آخر موازٍ لحركته وتعبيراته وحضوره في المكان، وإيجاد علاقات جديدة بينه وبين الأشياء المحيطة من حوله، في عملية تفكيك لمشاهد الحياة وإعادة تركيبها تظهر في تكويناتها مفتوحة الاحتمالات.
يُذكر أن صدّام الجميلي من مواليد البصرة، وهو حاصل على درجة الماجستير في الفنون الجميلة، ويعمل مدرّساً جامعياً. له عدّة مؤلّفات وأبحاث؛ من بينها: "فاعلية الخطاب الجمالي: تطبيقات في التشكيل العراقي"، و"انفتاح النص البصري".