وقالت الصحيفة، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز"، إنّ ماي ستظل رئيسة للوزراء، بينما يُنتخب خليفة لها في عملية من مرحلتين يتنافس فيها مرشحان نهائيان للحصول على أصوات 125 ألف ناخب من أعضاء حزب المحافظين.
وتأتي هذه التوقعات بعد فشل ماي في حشد الدعم لخطتها ذات العشر نقاط لـ"بريكست"، التي أطلقتها الثلاثاء، حيث جاءت ردود الفعل عكسية على مدى الطيف السياسي البريطاني.
واشتملت خطة ماي على عدة تعهدات سيتم إدراجها في قانون الانسحاب، ومنها التعهد بإجراء استفتاء ثان في حال تمرير اتفاقها في البرلمان.
ودعت ماي النواب إلى التصويت على الخطة الجديدة، مطلع يونيو/حزيران، حتى تتمكن البلاد من مغادرة الاتحاد الأوروبي هذا الصيف. وأكدت ماي أنّ اقتراحاتها هي "الفرصة الأخيرة" بالنسبة إلى البرلمان لإنهاء المأزق السياسي الذي أخّر موعد "بريكست" الذي كان مقرراً في الأصل في مارس/آذار، وأثار غضباً شعبياً عارماً.
ووصفت ماي هذه الاقتراحات بأنّها "اتفاق بريكست جديد" ينبغي على بريطانيا أن تدعمه، إلا أنّ تعهدات ماي واجهت رفضاً شديداً من قبل عدد من وزراء حكومتها، بينما وصفها العديد من النواب البرلمانيين بأنها "سطحية" وغير كافية، بل إن أكثر من 20 نائباً عن حزب المحافظين ممن دعموا الاتفاق خلال التصويت الأخير، والذي خسرته ماي بفارق 58 صوتاً، أعلنوا نيتهم التصويت ضدها.
وتشمل هذه القائمة أسماء مثل بوريس جونسون ودومينيك راب وجاكوب ريس موغ وديفيد ديفيس، وهم من متشددي "بريكست"، الذين دعموا خطة ماي في المحاولة الأخيرة فقط، عندما وعدت بمغادرة منصبها في حال نجاحها في البرلمان.
وذكرت تقارير وسائل الإعلام البريطانية أنّ النواب المحافظين ناقشوا في اجتماعهم، الأربعاء، تعديلات على القوانين تركز على التخلص من ماي في غضون أيام.
وزيرة تستقيل احتجاجاً
وأعلنت الوزيرة البريطانية لشؤون البرلمان أندريا ليدسوم، مساء الأربعاء، استقالتها من منصبها، احتجاجاً على طريقة إدارة ماي لملفّ "بريكست".
وقالت ليدسوم، في تغريدة على "تويتر" أرفقتها بكتاب استقالتها: "بأسف بالغ وقلب حزين قرّرت الاستقالة من الحكومة".
وأوضحت وزيرة شؤون البرلمان، في كتاب استقالتها، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس"، أنّها خلال الأشهر الأخيرة التي قدّم فيها العديد من زملائها استقالاتهم من الحكومة بسبب خلافات بينهم وبين ماي حول "بريكست"، آثرت هي البقاء في منصبها "للنضال من أجل بريكست".
وأضافت مخاطبة رئيسة الوزراء، بحسب ما ذكرت "فرانس برس": "على طول الطريق كانت هناك تنازلات غير مريحة، لكنّك حصلت على دعمي التامّ وإخلاصي"، أمّا اليوم "فلم أعد أصدّق" بأنّ النهج الذي تتّبعه الحكومة سوف ينجح في "تحقيق نتائج الاستفتاء" الذي جرى في 2016 وأيّد فيه 52 بالمئة من الناخبين البريطانيين خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
Twitter Post
|
واعتبرت ليدسوم، في رسالتها، أنّها لا تعتقد أنّ المملكة المتّحدة ستكون "ذات سيادة كاملة" إذا ما رأت خطة ماي النور، مؤكّدة أيضاً أنّ تنظيم استفتاء ثان من شأنه أن "يقسّم البلاد" بشكل خطير.
كما شكّكت الوزيرة المستقيلة في قانونية الإجراءات الحكومية المتعلقة بـ"بريكست". وقالت إنّ "مشاريع القوانين المتعلّقة ببريكست لم تتم مراجعتها أو الموافقة عليها بشكل صحيح من قبل أعضاء مجلس الوزراء".
وتسعى الحكومة إلى المصادقة على اتفاق ماي، بحلول موعد بدء عطلة البرلمان الصيفية في 20 يوليو/ تموز، ما سيسمح لبريطانيا بمغادرة الاتحاد الأوروبي في نهاية ذلك الشهر، طالما أن النواب يرفضون إجراء استفتاء ثان.
وفي حال لم يحصل ذلك، فقد يتمّ تأخير "بريكست" حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول، وهو الموعد الذي حدّده الاتحاد الأوروبي، أو حتى إلى ما بعد هذا التاريخ إذا منح القادة الأوروبيون بريطانيا تأجيلاً آخر.
ومساء الأربعاء، قال المشرع البريطاني جيكوب ريس-موج، بحسب ما أوردت "رويترز"، إن خطة ماي الجديدة للانسحاب من الاتحاد الأوروبي أسوأ من خطتها القديمة.
وقال ريس-موج، وهو مشرع مهم في حزب المحافظين، الذي تتزعمه ماي، إنها قد تخسر التصويت في البرلمان على مقترحها الجديد بأكثر من الهزيمة القاسية التي تكبدتها في محاولتها الأولى لتمرير الاتفاق.
وقال لتلفزيون "آي.تي.في": "إنه أسوأ مما كان عليه في المرة السابقة.. إذا طرحت مشروع القانون بالشكل الذي تقترحه... فقد تخسر بأكثر من 230 صوتاً. أعتقد أنّ المزاج العام انقلب على الاتفاق بشكل حاد".
هنت: ماي ستستقبل ترامب
إلى ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، اليوم الخميس، إنّ ماي ستكون في منصبها عندما يزور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بريطانيا، في أوائل يونيو/حزيران.
وقال هنت، رداً على سؤال من صحافي حول من يتوقع أن يكون رئيساً للوزراء عندما يبدأ ترامب زيارته الرسمية لبريطانيا في الثالث من يونيو/حزيران، وفق ما ذكرت "رويترز" إنّ "تيريزا ماي ستكون رئيسة الوزراء التي تستقبله".
ورفض هنت التعليق عندما سُئل عما سيناقشه مع ماي في اجتماع بينهما، في وقت لاحق اليوم الخميس.