صحف بريطانيا تعكس مخاوف لندن من فوز ماكرون

09 مايو 2017
قلق حول البريكست (آن زيمنسكي/فرانس برس)
+ الخط -




عكست الصحافة البريطانية خلال متابعاتها للانتخابات الفرنسية، وفوز إيمانويل ماكرون برئاسة الإليزيه، القلق الرسمي لحكومة لندن من تدفق المزيد من المهاجرين واللاجئين غير الشرعيين إلى الأراضي البريطانية من فرنسا، لاسيما بعد إشارات قوية عن نية الرئيس الفرنسي الجديد لإغلاق المركز البريطاني لمراقبة الحدود الموجود في مدينة كاليه شمال فرنسا، وبعد تصريح المستشار الاقتصادي للرئيس الفرنسي المنتخب، جان بيزاني، بأن ماكرون سيكون صارماً في المفاوضات بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ونشرت صحيفة "ديلي تليغراف" موضوعًا بعنوان "وزراء في الحكومة البريطانية يستعدون بخطة بديلة لمواجهة زحف المهاجرين إذا ألغى ماكرون مركز مراقبة الحدود في كاليه".

ويقول كاتب التقرير، نائب محرر الشؤون السياسية بالجريدة، ستيفن سوينفورد، إن مجموعة من الوزراء البريطانيين يشعرون بالخطر من تدفق المهاجرين من فرنسا إلى الأراضي البريطانية عبر القنال الإنكليزي في حال إقدام إيمانويل ماكرون على إلغاء مركز مراقبة الحدود التابع للحكومة البريطانية على الأراضي الفرنسية في كاليه.

وأشار إلى تعهدات ماكرون خلال حملته الانتخابية بإعادة التفاوض مع بريطانيا لتغيير الاتفاق بين بلاده وبريطانيا لمراقبة الحدود بين البلدين، والذي يسمح لموظفي المعبر الحدودي البريطاني بمراقبة وفحص أوراق الداخلين إلى الأراضي البريطانية قبل خروجهم من ميناء كاليه الفرنسي.

وجاء في تقرير "ديلي تليغراف" أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أعلنت قبل أيام أنه من الوارد مناقشة الاتفاق الحدودي مع فرنسا مرة أخرى لكنها أكدت أنها ستدافع عن حدود بلدها بكل ما تملك مشيرة إلى أن الاتفاق يفيد السلطات الفرنسية والبريطانية في نفس الوقت.

وأكدت الصحيفة أنها علمت من مصادر خاصة عن خطط للحكومة البريطانية ستجبر الشركات التي تسير الرحلات البحرية بين البلدين على عدم نقل المهاجرين الذين لا يمتلكون تأشيرة دخول إلى الأراضي البريطانية قبل السماح لهم بعبور القنال الانكليزي.


وبخصوص ملف مفاوضات "بريكست" بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، قالت صحيفة "ذا غارديان" في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، إن لندن تتوقع تعنتا من الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون فيما يخص مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، مشيرة إلى أن ماكرون سيكون "مفاوضا صعبا" في محادثات "بريكست".

وأوضحت الصحيفة، في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني، إن ماكرون، كان قد أبدى "ذعره وخشيته" العام الماضي من احتمال مغادرة بريطانيا للاتحاد الأوروبي، ووصف نتيجة الاستفتاء الذي أجري في بريطانيا بأنها "جريمة يجب أن تعاقب عليها بريطانيا بخروج كامل من الاتحاد".

وأشارت إلى أنه في الفترة التي سبقت الاستفتاء البريطاني، حذر ماكرون من أن التصويت لمغادرة بريطانيا الاتحاد سيجعلها "تعزل نفسها" عن أوروبا، مضيفة أن مبادئ ومعتقدات ماكرون المؤيدة للاتحاد الأوروبي قد تشكل مشاكل محتملة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ومفاوضيها بشأن "بريكست".


وتأتي تحذيرات "ذا غارديان" متزامنة مع تصريحات نقلها موقع "بي بي سي" الإلكتروني، أمس، عن المستشار الاقتصادي للرئيس الفرنسي المنتخب، جان بيزاني، أكد فيها أن ماكرون سيكون صارما في المفاوضات بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلا أنه لن يسعى لمعاقبة لندن.

وبعيدا عن المخاوف البريطانية، والقلق من سياسات الرئيس الفرنسي الجديد في ملفي الحدود الفرنسية البريطانية، و"بريكست"، شرحت صحيفة "تيلغراف" البريطانية، أهمية الانتخابات الرئاسية الفرنسية لبريطانيا لأن فرنسا هي نصف المحور الفرنسي الألماني الذي كان عاملا حاسما في توجهات الاتحاد الأوروبي، كما أن فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي تعمل الى جانب المملكة المتحدة في صياغة قرارات الأمم المتحدة التي تشكل السياسة العالمية.

وقالت الصحيفة "لهذين السببين الرئيسيين، تهتم لندن بالإنتخابات الرئاسية الفرنسية، ويزداد هذا الاهتمام هذه السنة نظرا لتزامن انتخابات الإليزيه مع بدء مفاوضات "البريكسيت"، وفوز دونالد ترامب، برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، وصعود الأحزاب الشعبوية في أوروبا. 

المساهمون