واستشهد المصور الصحافي مرتجى، وأصيب ستة صحافيين آخرين خلال تغطيتهم الصحافية في "جمعة الغضب الثانية" ضمن فعاليات "مسيرة العودة الكبرى"، رغم أنّ جميعهم كانوا يرتدون اللباس المميز للصحافيين العاملين في الميدان.
مشهد الصحافيين كان حزيناً، اليوم السبت، قبل تشييع الشهيد من داخل المجمع الطبي في مدينة غزة، إذ لم يستطع كثيرون منهم إخفاء دمعتهم على استشهاد زميلهم. وعبّر المصور، محمود أبوحمدة، عن غضبه الشديد على رحيل زميل مهنته وصديقه، ووقف يشكو ظُلم الاحتلال والعالم على الجرائم المرتكبة بحق الغزّيين.
(عبدالحكيم أبورياش)
ونظّم "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين" وقفة أمام ثلاجات الموتى في "مجمع الشفاء الطبي"، احتجاجاً على استهداف الاحتلال للصحافيين خلال عملهم في تغطية "مسيرة العودة الكبرى".
وقال رئيس "منتدى الإعلاميين الفلسطينيين"، عماد الافرنجي، إن "قناصاً إسرائيلياً يمارس الهواية وتعليمات رسمية في قتل الصحافي الفلسطيني لأنه أزعج الاحتلال ودحض الرواية الإسرائيلية، ولأنه وثق لنا سلمية هذه التحركات، لكنهم لا يريدون الحقيقة".
وأضاف الافرنجي غاضباً: "رسالتنا ورسالة ياسر مرتجى وكل الزملاء الصحافيين، أننا باقون في هذه المسيرة مهما كلفنا الانتماء، نحن فقط نملك هذه الكاميرات وهذا القلم الذي لم يكتب إلا الحقيقة. ياسر ارتقى شهيداً لكي تحيا الحقيقة".
(عبدالحكيم أبورياش)
وطالب الافرنجي "العُمق العربي والإسلامي بالوقوف إلى جانب الصحافي الفلسطيني الذي كتب ولا يزال يكتب بدمائه من أجل فلسطين"، وأكد رئيس المنتدى على أن "مرتجى رحل شهيداً ليكتب أول رسائل عودة من أجل عودة الفلسطينيين إلى حيفا ويافا وعكا والقدس مهما كلّف من ثمن".
ووجه الافرنجي رسالة إلى كل المدافعين عن حقوق الصحافيين حول العالم، مفادها "لا تجعلوا شعبنا يكفر بقيم الصحافة والحريات التي تنادون بها دوما، قفوا إلى جانبهم دوماً من أجل الحقيقة والإنسان"، داعياً إلى ضرورة وجود وإرسال لجان تحقيق دولية بما يوافق بحق الصحافيين الذين يُقتلون على مرأى كل العالم.
وتابع الافرنجي رسالته بالقول: "لا تقتلوا الصحافي الفلسطيني مرتين، الأولى برصاص الاحتلال، والثانية بصوتكم وعدم ملاحقتكم للقتلة والاحتلال"، مؤكداً أن "مهنة الحقيقة في غزة لن تسكت وستبقى تفضح ممارسات الاحتلال مهما كلّف الثمن".
(عبدالحكيم أبورياش)
ومارس جنود الاحتلال الإسرائيلي هوايتهم في استهداف الصحافيين الفلسطينيين، أمس الجمعة، خلال "مسيرة العودة الكبرى"، حين تعمّد الجنود المتمركزون خلف السياج الحدودي الفاصل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، قنص الصحافيين، في مناطق متفرقة من أنحاء جسدهم، رغم كل الدلائل على أنهم يُمارسون عملهم.