صحافيون سودانيون ينتقدون تأسيس "عصبة كرام الصحافيين"

10 يوليو 2017
يقوم قادة الكيان الجديد بإدارة أهم الصحف في السودان(إنترنت)
+ الخط -

أثار كيان أسسه عشرة من قادة الصحف السودانية، بينهم رئيس اتحاد الصحافيين السودانيين، الصادق الرزيقي، تحت مسمى "عصبة كرام الصحافيين" حفيظة الصحافيين السودانيين، الذين استفزهم اسم الكيان، ورأى بعضهم أنه يستبطن تمييزاً بين الصحافيين.

وواجه الكيان، انتقادات لاذعة من قبل الصحافيين، الذين سارع بعضهم لإنشاء مجموعة موازية على "واتساب" أطلقوا عليه "الصحافيين اللئام"، وبدأ بعض الصحافيين الربط بين الكيان وتحقيق مصالح ذاتية للمؤسسين.

ودافع مؤسسو عصبة "كرام الصحافيين" عن الفكرة، باعتبارها "مبادرة لتحسين السلوك المهني وتعزيز الحلقات الإنسانية بين الصحافيين"، فضلا عن تعريف الصحافيين بوطنهم.

وقال رئيس تحرير صحيفة "الصيحة" السودانية، وأحد مؤسسي الكيان، النور أحمد النور إن "عصبة كرام الصحافيين عبارة عن جمعية ثقافية، تم تسجيلها بوزارة الثقافة، وتم تأسيسها من قبل عشرة أشخاص يمثلون الطيف الصحافي، على أن يتم فتحهها لمن يريد أن ينضم من الصحافيين". وقال "نحن نمثل أنفسنا وليس المجتمع الصحافي"، مؤكداً أن العصبة "تتكامل مع كل الكيانات الصحافية الموجودة من اتحاد صحافيين ومجلس صحافة، ولا تتقاطع معها". كما أشار إلى أن الهدف منها "ترقية وتطوير المهنة وحث الصحافيين، وتشجيعهم للالتزام بأخلاقيات المهنة والمواثيق، بجانب رفع وبناء القدرات، وتعريف الصحافيين بوطنهم".

وفيما يتعلق بالاسم الذي أطلق على المبادرة، أكد النور أنهم استلهموه من تجربة مماثلة تمت في القرن الماضي، حيث بادرت مجموعة من الوطنيين لحل الأزمة السياسية التي نشبت في جامعة الخرطوم وقتها، وأطلق هؤلاء على حراكهم  اسم "كرام المواطنين".

لكنّ الصحافيين الذين انتقدوا المبادرة استدعوا مسمى مشابها عرف بمذكرة "المواطنين الكرام" التي رفعها بعض القادة السياسيين، في ستينيات القرن الماضي، تأييدا للانقلاب العسكري الذي نفذه الرئيس السوداني الراحل ابراهيم عبود، وحينها أثارت المذكرة جدلا وسجلت في تاريخ العمل السياسي السوداني، لا سيما وأنها كانت مضاده لطلب قادة سياسيين آخرين للرئيس عبود بالتخلي عن السلطة وتسليمها للمدنيين".

وأعلن الكيان الجديد عن تدشين نفسه باختيار رئيس تحرير صحيفة التغيير السابق، إمام محمد إمام، رئيساً له، ورئيس اتحاد الصحافيين، الصادق الرزيقي نائباً للرئيس، وانتقد الصحافيون وجود الرزيقي ضمن عضويتها وقيادتها، باعتباره يقود كيانا آخر، ورأى البعض الكيان الجديد بمثابة تجمع لتحقيق مصالح ذاتية عبر الترزق من المسؤولين.

وقال الصحافي السوداني علاء الدين محمود لـ"العربي الجديد" إنه "من الواضح أنهم تخلوا عن شرفهم المهني وأخلاقهم وأصبحوا يسبحون بحمد الحكومة"، ودلل محمود على ذلك بانتهاج معظم الأسماء المنضوية بالكيان الجديد لطريقة كتابة تعبر بشكل أساسي "عن النظام الحاكم، دون الالتفات لأمر الوطن والمواطن". وأضاف "هي مجموعة تحاول التودد إلى النظام دون أدنى اهتمام للمهنة والمهنية"، وأضاف "هذا خطر يهدد عملية الصحافة لأن معظمهم قادة في صحفهم".

كما رأى الصحافي محمد الاسباط، أن الفكرة في حد ذاتها "غريبة ومضحكة"، باعتبارها تستبطن تمييزا مقيتا بين الصحافيين، وسأل "هل هؤلاء الزملاء هم الكرام والبقية لئام؟". ولفت إلى أن الصحافة عموماً ترتكز على قواعد ومعايير وقيم ووسائط ومعطيات وأهداف ليس من بينها الكرم، فكيف لهم تحديد معايير "الكرم الصحافي".


بدوره، أبدى الصحافي ماهر محمد الأمين استغرابه، من انضمام رئيس اتحاد الصحافيين للجسم الجديد، وتقلده لمنصب نائب الرئيس فيه، وتساءل كيف يكون له أن يرأس اتحادا ويصبح مرؤوسا في جسم أدنى ومتصلا بالصحافة نفسها، وأضاف "وجوده في الكيان الوليد بمثابة إقرار منه بفشل الاتحاد في تحقيق الأهداف المتصلة  بالمهنة".

المساهمون