شهيدان فلسطينيان وتظاهرات غاضبة ضد التنسيق الأمني برام الله

رام الله

نائلة خليل

نائلة خليل (فيسبوك)
نائلة خليل
صحافية فلسطينية، مراسلة ومديرة مكتب موقع وصحيفة "العربي الجديد" في الضفة الغربية.
رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
22 يونيو 2014
2C44A4BD-CCCC-40B5-9EF8-659B41D3EA0A
+ الخط -
استشهد شابان فلسطينيان، فجر اليوم الأحد، في مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في نابلس ورام الله، حيث انطلقت في الأخيرة تظاهرات غاضبة ضدّ التنسيق الأمني، انتهت بمواجهات مع الشرطة الفلسطينية.

تظاهرات ضدّ التنسيق الأمني

وهاجم مئات الشبان الغاضبين، فجر اليوم، مركز شرطة رام الله، وقاموا بحرق وتكسير سيارات الشرطة الفلسطينية، وهم يهتفون بعبارات غاضبة ضدّ التنسيق الأمني، بعد دقائق من انسحاب قوات الاحتلال من المدنية. وأكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أن الشرطة الفلسطينية فتحت نيرانها على المتظاهرين، وأصابت اثنين منهم بالرصاص الحيّ على الأقل.

ونقلت مصادر متطابقة لـ"العربي الجديد"، من مصورين وصحافيين كانوا في الميدان، قولهم إن "جيش الاحتلال انسحب عند حوالى الساعة الرابعة والنصف فجرا من رام الله، ليقوم مئات من الشبان الغاضبين بمهاجمة مقر شرطة المدينة، وتكسير سياراته وحرق بعضها، موجهين هتافات غاضبة ضد الشرطة، التي لم تغادر المبنى ولم تقم بحمايتهم من جنود الاحتلال". وكشفت هذه المصادر عن أن جيش الاحتلال عاد بعد انسحابه، لحماية الشرطة من غضب المتظاهرين، وإبعادهم عن المبنى بإطلاق النار الكثيف.

وقال مصور وكالة "الأناضول"، معاذ حامد، لـ"العربي الجديد" إنه "عند الساعة 4:30 تقريباً انسحب جيش الاحتلال من المدينة باتجاه حي عين المصباح (شمالي رام الله)، وقام المتظاهرون باللحاق بهم، وعند وصولهم إلى مركز الشرطة، هتف المتظاهرون لفلسطين، ثم ضدّ التنسيق الأمني". وأضاف: "بعدها، بدأ المتظاهرون بإلقاء الحجارة، وقاموا بتكسير سيارات الشرطة المتواجدة خارج المقر، لتقوم الشرطة بإطلاق الرصاص بشكل كثيف جداً، في الهواء، وباتجاه المتظاهرين".

وأكد حامد "أنه رأى إحدى الإصابات أمامه"، إذ قال "كنت، أنا وزملائي، قاب قوسين أو أدنى من الإصابة بسبب كثافة الرصاص الحي". وأشار إلى أنه "بعد حوالى ربع ساعة من هذه الأحداث، عادت إحدى دوريات جيش الاحتلال الإسرائيلي من خلف مركز الشرطة، ولاحقت المتظاهرين، الذين كانوا على وشك الدخول إلى مركز الشرطة، حيث قاموا بتحطيم البوابة الرئيسية".

وقال حامد إن "دورية الاحتلال دفعت المتظاهرين نحو دوار المنارة، وسط مدينة رام الله، وتخلل ذلك إطلاق الرصاص الحي، وفي هذه اللحظة خرجت الشرطة الفلسطينية الخاصة من المبنى في اتجاه المنارة، حيث استمرت المناوشات عدة دقائق، قبل أن ينسحب المتظاهرون من المكان، على وقع هتافات ضد التنسيق الأمني، واتهام رجال السلطة بأنهم جواسيس".

وقدم المصور الصحافي في إذاعة وموقع "راية اف ام"، سامر نزال، شهادة قريبة جداً مما قاله حامد، وقال لـ"العربي الجديد" إنه "بعد دقائق من استهداف المركز بالحجارة، وتكسير سيارات الشرطة، خرج بعض الأفراد وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء بكثافة، وأصيب شابان بالرصاص الحي في أقدامهم".

وأكدت المصادر أن الشبان الذين أصيبوا برصاص الشرطة الفلسطينية، هربوا من المستشفى كي لا يتم اعتقالهم، إذ داهمت قوات كبيرة من الشرطة مجمع فلسطين الطبي بحثاً عنهم. وحاول "العربي الجديد" الاتصال بالمسؤول عن العلاقات العامة للشرطة في الساعات الأولى من هذا النهار، لكن لم يجب أحد.

وأفادت مصادر محلية فلسطينية بأن الشبان ألقوا زجاجة حارقة، "مولوتوف"، على جيب عسكري عند دوار المنارة وسط رام ال، فيما قامت قوات الاحتلال باقتحام عمارة "السيتي سنتر" في رام الله، والتي يتواجد فيها عدد من المكاتب الإعلامية والمحلات التجارية والعيادات الطبية. وفي رام الله أيضاً، اعتقلت قوات الاحتلال مفتي محافظة رام الله والبيرة، الشيخ إبراهيم عوض الله.

وفي وقت لاحق، عثرت الشرطة الفلسطينية على جثمان الشهيد محمود عطاالله اسماعيل، الذي استشهد بعد إصابته برصاص أطلقته قوات الاحتلال، بينما كان واقفاً على سطح إحدى العمارات في مدينة رام الله، وذلك بعد نحو ثلاث ساعات من انسحاب جيش الاحتلال من المدينة.

في هذه الأثناء، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، أثناء اقتحام الأخيرة لمناطق الضفة الغربية المحتلة، ووقعت المواجهات في كل من بلدة قباطية، جنوبي جنين، ومحيط جامعة القدس في بلدة أبو ديس، شرقي القدس المحتلة، ومدينة دورا، جنوبي الخليل، ونابلس، وبلدة تقوع، جنوب شرقي بيت لحم.

وأفاد المسؤول في وزارة الصحة الفلسطينية، طريف عاشور، بأن الشاب أحمد فحماوي، استشهد نتيجة إصابته بأربع رصاصات معدنية بالصدر، أثناء اقتحام جيش الاحتلال مخيم العين في مدينة نابلس.

وداهمت قوات الاحتلال منازل الفلسطينيين في بلدة دورا وعاثت فيها فسادا، وصادرت كاميرات مراقبة من محطة وقود في منطقة كريسة. واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في مدينة الخليل، التي قامت بعمليات دهم وتفتيش في منطقة حارة زغير في المدينة، واعتقلت الشاب عبد الله ادعيس بعد مداهمة منزله في منطقة شارع السلام في الخليل، كما اعتقلت الشاب محمود العويوي، وشاباً آخر من بلدة بني نعيم شرقي الخليل.

وفي بلدة إذنا، غربي الخليل، داهمت قوات الاحتلال وفتشت مقبرة البلدة، كما فجرت أبواب شركة "إيد إيست" للصرافة في البلدة، وصادرت كاميرات المراقبة فيها، في وقت قامت فيه قوات الاحتلال بعملية إنزال جوي، شرقي قرية نوبا.

وفي ساعات الفجر الأولى، داهمت قوات الاحتلال منزل القيادي في حركة "حماس"، الأسير المضرب عن الطعام للشهر الثاني جمال الطويل، وفتشته وحققت ميدانياً مع عائلته. ولم يسلم الصحافيون من هجمة الاحتلال، بحيث اعتُقل الصحافي، صهيب العصا.

وفي جنين، اقتحمت قوات الاحتلال قرى اليامون والسيلة الحارثي غرباً، بينما دارت مواجهات في بلدة قباطية، إثر اعتقالها الشاب، محمد كميل، من البلدة. كما اعتقلت الشاب، ياسر جود الله، شقيق الأسير، أنس جود الله، والذي استشهدت والدته وشقيقه خلال انتفاضة الأقصى، بعد اقتحام منزله في نابلس.

غارات على غزة

في المقابل، شنت طائرات حربية إسرائيلية، فجر اليوم الاحد، أربع غارات جوية على مواقع تابعة لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في جنوبي قطاع غزة من دون وقوع اصابات، على ما ذكر مصدر أمني وشهود عيان. وأكد المصدر الأمني أن "طائرات الاحتلال الاسرائيلي نفذت أربع غارات جوية أطلقت خلالها عدداً من الصواريخ على مواقع مختلفة للمقاومة الفلسطينية، في كل من دير البلح وخان يونس ورفح، ولم يبلغ عن وقوع اصابات، لكنّ اضراراً جسيمة وقعت في هذه المواقع كما لحقت أضرار بعدد من المنازل المجاورة للمواقع المستهدفة".

وأوضح شهود العيان أن الغارات الجوية استهدفت ثلاثة مواقع تابعة لـ"كتائب القسام"، غربي دير البلح والمنطقة الشرقية في خانيونس وفي شمال رفح جنوب القطاع. وأكد الشهود أن الغارة الرابعة استهدفت موقع تدريب عسكري تابع لـ"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، في شمال رفح.

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الاثنين، بلدة عزون شرقي قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وسط انتشار عسكري كثيف
الصورة
مرفأ الإسكندرية، 31 أغسطس 2023 (Getty)

سياسة

قدمت السلطات المصرية روايات متضاربة حول السفينة كاثرين التي تحمل متفجرات لإسرائيل. فبعد نفي لمصدر مصري استقبال السفينة صدر بيان لوزارة النقل يثبت وجود السفينة.
الصورة
الهجوم الإسرائيلي على إيران 26/10/2024 (صورة متداولة)

سياسة

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت، أنه شنّ ضربات دقيقة على أهداف عسكرية في إيران، لكن الأخيرة نفت نجاح إسرائيل في الهجوم.
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون