شعراء "ثربانتس" في العربية: ترجمة باتجاه واحد

15 فبراير 2016
(روخاس، تصوير: بيرناردو بيريث)
+ الخط -

دائماً ما كان التقارب الجغرافي أحد أهم عوامل تمازج التجارب الثقافية بين البلدان، يصح هذا إلى حد كبير حين ننظر إلى الفعاليات الإسبانية اللغة والمحتوى في المغرب، والتي نجدها أكثر من أي بلد عربي آخر، وهو تمازج يتداخل مع التحركات الثقافية الفرنسية التي نجد أثرها في مجمل شمال أفريقيا. لكن هل يوجد توازن في عملية التمازج هذه؟

على هامش فعاليات معرض الكتاب الذي انطلق في الحادي عشر من الشهر الجاري في الدار البيضاء، جرى الإعلان عن برنامج سنوي لترجمة أعمال لشعراء يكتبون بالإسبانية ممن توّجوا بـ "جائزة ثربانتس" التي تمنح منذ 1976، وتعد الجائزة الرسمية الأبرز في عالم الأدب المكتوب باللغة الإسبانية.

يطمح البرنامج إلى ترجمة ونشر عمل أدبي كل سنة لأحد متوّجي الجائزة، وهم من أبرز الأسماء في الساحة الأدبية للبلدان الناطقة باللغة الإسبانية، حيث نالها، مثلاً، أوكتافيو باث (المكسيك) ورفائيل ألبرتي (إسبانيا) وأغوسطو روا باستوس (الباراغواي).

ستخصص سنة 2016 الجارية إلى انتقاء ترجمة لأحد أعمال الشاعر التشيلي غونثالو روخاس الحائز على الجائزة في 2003، فيما تخصص 2017 إلى الشاعر الإسباني خوزي هييرو. يتيح البرنامج التنسيق بين المترجمين والشعراء المعنيين في حالة بقائهم على قيد الحياة، أو مع متخصصين في أدبهم خلال عملية إنجاز الترجمات.

يعمل على البرنامج مؤسستان؛ "معهد ثرباتس" في الدار البيضاء ومؤسسة "دار المأمون"، ويهدف - كما جاء في بلاغ الإعلان عنه - إلى تطوير الحوار بين الثقافات وإسماع صوت المبدعين باللغة الإسبانية في العالم العربي، إضافة إلى تشجيع المترجمين المغاربة.

جدية هذه المبادرة لا تخفي علينا الوجه الآخر من العملة؛ حيث أن مرور الأعمال من الإسبانية إلى العربية لا يعرف نفس الحركية في الاتجاه المعاكس، وهو لو تم فإنه غالباً ما يكون من خلال مبادرات فردية للمترجمين الإسبان.

هنا، لا بد على الأقل من الاستئناس بالمبادرات التي تأتي بأدب غيرنا إلينا لإيصال صوت أدبنا إلى فضاءات عالمية أخرى في مراحل أخرى، وأول الطريق يكون من خلال الجيران.




اقرأ أيضاً: المغرب في المتن الإسباني: استعمار الفضاء الروائي
دلالات
المساهمون