شرورة... منطقة سعودية تزخر بالأحداث اليمنية

29 مايو 2015
تدريبات "المقاومة الشعبية" تجري في المناطق الحدودية (فرانس برس)
+ الخط -
يتزايد الحديث عن قوات يمنية خاصة جرى تدريبها في مناطق حدودية بين اليمن والسعودية. وبينما تتحدث الكثير من المصادر عن هذه القوة، تغفل التفاصيل حول المناطق التي يجري فيها التدريب، فلطالما كانت الحدود اليمنية السعودية ملفاً زاخراً بالتاريخ والأحداث.

تقول الأنباء إن القوة التي يتم الحديث عنها هي مجاميع من "المقاومة الشعبية" تتلقى تدريباً وتسليحاً في أحد المعسكرات السعودية في محافظة شرورة التابعة إدارياً لمنطقة نجران وتفصلها عن اليمن مدينة "الوديعة"، حيث المنفذ الحدودي مع محافظة حضرموت اليمنية.
تقع شرورة في الجزء الجنوبي الشرقي من منطقة نجران، وتسمى "عروس الربع الخالي". ولأن الحدود بين اليمن والسعودية، لم تكن مرسّمة، فقد كانت جزءاً من الصراع بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الشطر الجنوبي في اليمن بعد الاستقلال وقبل الوحدة) والسعودية، إذ كان الجانب اليمني الجنوبي يعتبر شرورة جزءاً من أراضيه، وشنّ حملة عسكرية في عام 1969 للسيطرة عليها، حيث دارت معارك انتهت بسيطرة القوات السعودية على شرورة والوديعة.
بعد ذلك كانت شرورة مقراً لمعسكر تحت مسمى "قوة السلام الخاصة"، تألفت من عسكريين يمنيين من بقايا الاتحاد السلاطيني الذي كان قائماً في جنوب اليمن أثناء الاستعمار البريطاني. وبعد الاستقلال انشق هؤلاء العسكريون وانضموا تحت قيادة السعودية التي كانت تدعمهم ضد النظام الاشتراكي في جنوب البلاد، وكانت هذه القوة بقيادة العميد حيدر الهبيلي (لواء حالياً). وتقول بعض المصادر إن اليمن الجنوبي ضغط على السعودية بعد ذلك لتقوم بنقل القوة من شرورة إلى تبوك.

اقرأ أيضاً: الضالع "محرّرة" والعطاس يقود معسكر مقاطعة جنيف

بعد توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي في عام 1990، تصاعدت الخلافات بين الشريكين في تحقيق الوحدة، ووصلت الخلافات أوجها في عام 1994 عندما اندلعت الحرب الأهلية، وكانت السعودية منحازة إلى الجنوب، والذي أعلن الانفصال أثناء الحرب.
تقول العديد من المصادر إن السعودية دفعت بهذه القوات إلى اليمن للمشاركة في القتال إلى جانب القوات الجنوبية، إلا أن الأغلبية منها رفض القتال وانضم إلى القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في صنعاء، بسبب تاريخ الصراعات بين الحزب الاشتراكي والمنتمين لهذه القوة.
منذ عام 1994 انتهى ملف هذه القوات، وتم ترسيم الحدود اليمنية السعودية رسمياً في عام 2000.

ومع انطلاق عمليات التحالف العربي في اليمن، عاد الحديث مجدداً عن شرورة وتدريب قوات يمنية في داخلها لمواجهة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع صالح. وكان لافتاً أن محافظ شبوة، أحمد باحاج، الذي كان يقود معارك ضد المليشيات وقوات المخلوع، وقُتل قبل أيام، تم دفنه في محافظة شرورة، بحضور رئيس الوزراء خالد بحاح وعدد آخر من المسؤولين.
وتفيد المعلومات بأن تدريبات عناصر "المقاومة الشعبية" تجري في المناطق الحدودية مع محافظة حضرموت، (العبر وشرورة والوديعة). ويجري تدريب مجموعات يمنية وخصوصاً من أبناء المحافظات الجنوبية ومن محافظة الجوف شرق صعدة. ويتم التدريب على استخدام بعض الأسلحة ووسائل الاتصال الخاصة وغيرها من المهارات الأولية التي يحتاجها المقاومون.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه الكثير من المعلومات المتداولة عن قوة يمنية خاصة ستبدأ باقتحام صعدة، معقل الحوثيين من الشرق، قلّل مراقبون من إمكانية أن يتم ذلك، بدون مشاركة ألوية يمنية رسمية، من المساندة للشرعية، وتحديداً من القوات المرابطة في محافظة مأرب وبعض مناطق حضرموت التي أعلنت ولاءها للشرعية.
من جهة ثانية، من غير المستبعد أن يجري التنسيق لعملية برية في محافظة صعدة، تنفذها قوات يمنية مدعومة من طيران التحالف. وهو الأمر الذي زاد الحديث حوله في الفترة الأخيرة، غير أن الحوثيين قابلوه بتصعيد هجماتهم على الحدود مع السعودية.

اقرأ أيضاً: الحرب تسجن نساء اليمن

المساهمون