شبيهتي: عن هوسي المُستجدّ بنجلاء فتحي

24 يناير 2015
الممثلة المصرية نجلاء فتحي (Getty)
+ الخط -
لطالما استهوتني مشاهدة بعض الأفلام المصرية القديمة، ولكنني لم أحفظ يوماً اسم ممثل أو إنتاج لتنوّعها. الأبيض والأسود والستينيات حقبة أشعرتني بأنني أنتمي إلى ذلك الزمن الجميل والبسيط، وغالباً ما أحس بالندم لأني لم أولد خلالها. ومنذ عدة أيام، اقتربت مني زميلتي خلال بحثي عن صورةٍ تناسب البطاقة الصحافية الجديدة وقالت: "أنت نسخة عن نجلاء فتحي!".

ساد الصمت لدقائق قليلة قبل أن نلجأ لغوغل ونبدأ بالبحث بين صور الممثلة المصرية. دُهشت، أحسنت صديقتي باختيار التشبيه.. فأنا فعلاً أشبه نجلاء. من وجهها الدائري الشكل وكثافة شعرها، إلى ابتسامتها وفوضى أسنانها الجميلة. ومنذ ذلك الصباح، أصبحت نجلاء فتحي همي الوحيد. أمعنت النظر بصورها، وبدأت بسلسلة بحوث تساعدني على تقصي أفلامها والانتاجات التي شاركت بها. حتى أن ثيابها والتصاميم التي اعتادت على ارتدائها لفتتني بتميّزها وألوانها. نجلاء الشقراء عمدت مراراً وتكراراً إلى تغيير لون شعرها لملاقاة أدوارها المختلفة.

ولكن أين نجلاء فتحي اليوم؟ نجلاء التي دخلت عقدها السادس لم تشارك بأفلام مصرية منذ سنوات. ولم تلجأ لعمليات التجميل أيضاً، حافظت على ابتسامتها البسيطة وشعرها الطويل الذي لم تعدّله بإضافة خصل شقراء كغيرها من نجمات الشاشة. ظهرت في مناسباتٍ عديدة، وما لفتني هو فضلاً عن شخصيتها الهادئة، مظهرها الذي يوحي بطمأنينة داخلية لما آلت إليه الأمور في حياتها. هي اكتفت بنجاحاتها التي بدأت منذ سنواتها الأولى في عالم السينما.

بالعودة إلى اليوم، وبعد تمعّني بالنظر إلى صورها الأخيرة، تساءلت: هل سأشبه نجلاء بعد سنوات عديدة؟ تبادرت الإجابة التالية إلى ذهني: كم أتمنى أن أشبهها فعلاً، لأن ابتسامتها، رغم قلة معرفتي بها، توحي بسلام وسعادة، بحياة قد لا نعرف تفاصيلها، ولكنها بعكس غيرها من نجمات الشاشة، تبدو راضيةً عنها.


المساهمون