عشق الضبة تصاميم السيارات وإضافة لمساته الخاصة عليها، إضافة إلى متابعة آخر التصاميم وآخر صيحات وخطوط الشركات العالمية، والتطوير عليها حيناً، أو ابتكار تصاميم جديدة مختلفة بشكل كبير حيناً آخر، مع الحفاظ على الخطوط العامة لكل شركة.
ولم تتوقف محاولاته رغم حالة الإحباط التي تسود قطاع غزة نتيجة الحصار الإسرائيلي، وما نتج عنه من ظروف اقتصادية سيئة، أو حتى شعور الإحباط حول عدم جدوى ما يصنع، إذ حَوّل تلك العقبات إلى حوافز تدفعه نحو تحقيق ذاته وحلمه في الانضمام لإحدى الشركات العالمية، فرسم نحو 150 تصميماً، ما بين الابتكار والتطوير.
ولا ينافس العشريني الضبة أيا من أقرانه، حيث اختار زاويته المختلفة، والتي يسعى من خلالها إلى التميز عن الجميع، وبدأ بتطبيق ذلك في رسوماته على الأوراق والبرامج الإلكترونية المتنوعة.
البداية كانت داخل أسوار المدرسة عام 2007، حين كان يقضي وقته في رسم السيارات والدراجات النارية على مقعد الدارسة، أو تخيل تصاميم سيارات جديدة، ويقول "كان يشغل تفكيري حينها تساؤل محدد، وهو هل إنني أمتلك موهبة تصميم السيارات؟".
ويبين، لـ"العربي الجديد"، أنّه حاول الإجابة عن تساؤله من خلال الاستمرار في ممارسة هوايته، والبدء فعلاً في تطويرها عام 2010، إذ التحق في المرحلة الثانوية بالتعليم الصناعي لكهرباء السيارات، بغرض معرفة المكونات الداخلية للسيارات، بينما التحق بتخصص الوسائط المتعددة في الجامعة، من أجل التعبير عن أفكاره بتصاميم متقنة، ودمج موهبته وهوايته بالأسس العلمية على برامج التصاميم.
ويوضح الضبة، الذي يعشق السيارات الرياضية وسيارات الرالي الرملية، أنّه يرغب دائماً في وضع لمساته على السيارات، من خلال رفع السيارة عن الأرض، وتضخيم الهيكل الخارجي، وإضافة إطارات مناسبة للظروف الجغرافية، وفتحات التهوية، إلى جانب التعديل على الإضاءة الخارجية، موضحاً "كل إضافة تتم بناء على علم مسبق بأهميتها، ولا تقتصر على العنصر الجمالي فقط".
ويمرّ التصميم الخاص بكل سيارة بمختلف أنواعها أو أشكالها في عدة مراحل، تبدأ بتخيّل الشكل والتصميم المطلوب، وبدء تخطيطه بقلم الرصاص على الورق، ومن ثم رسمه بقلم الحبر، وتلوين الهيكل، وبعد ذلك يتم الانتقال إلى مرحلة الرسم الإلكتروني عبر البرامج المخصصة للتصميم.
ويرى الضبة أنّ التصاميم لا تقتصر فقط على الابتكار وإيجاد أشكال جديدة، وإنّما أيضاً تتجسد في تطوير التصاميم الموجودة، مضيفاً "هذه واحدة من العقبات التي تواجه عملي، وهي الفهم الخاطئ من الناس لفكرة التصميم".
ويقول "تواجهني عدة عقبات أخرى، تتمثل في عدم قدرتي على مغادرة غزة من أجل تطبيق تلك التصاميم على أرض الواقع، وإضافة اللمسات الفلسطينية عالمياً"، مضيفاً "بلدنا ليست صناعية، وكنت أتمنى أن يتم تطبيق تلك التصاميم على أرض فلسطين، وداخل غزة".
وحاول الضبة مراسلة شركة BMW الألمانية، لعرض تصميم خاص به لإحدى السيارات، وعن تجربته يقول "وصلني الرد بعد يوم واحد، يتلخّص في أنّ الرسمة جيدة، إلا أنّ الشركة لا يمكنها التعامل مع شخص خارج الكادر الخاص بالشركة".
ويبيّن أنّ الشركة أرسلت له آلية وشروط التواصل والانضمام، لكنه اصطدم بعثرة تكاليف السفر، والتي لا يمكنه تغطيتها، إلا أنّه بات مقتنعاً بأنّه يمتلك موهبة ستمكنه في يوم من الأيام من تحقيق حلمه.