سيناريوهات مصر للخروج من الأزمة... تقديم كبش فداء لامتصاص غضب الجماهير

08 يوليو 2019
الجماهير غاضبة بشدة بعد وداع منتخب مصر (Getty)
+ الخط -
لا تزال تداعيات "الخروج المهين" للمنتخب المصري لكرة القدم من الدور ثمن النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً في مصر مستمرة بقوة في الساعات القليلة الماضية، مع التضارب وكثرة الحلول المطروحة لإيجاد صيغة لإنهاء الجدل حول ملف إدارة اتحاد كرة القدم بعد استقالة هاني أبو ريدة، رئيس الاتحاد، وعدد من أعضاء المجلس، وإنهاء حقبة مجلس يهيمن على إدارة الكرة المصرية منذ أكثر من 30 عاماً بناء على مطالب الجماهير الغاضبة.

وكتبت الساعات الأخيرة معاناة الكرة المصرية من فوضى حقيقية أشعلها هاني أبو ريدة رئيس الاتحاد المستقيل الذي اختار "الخروج الآمن" وإعلان رحيله من منصبه هروباً من تهديدات الحساب المالي التي لوح بها مسؤولون كبار في الدولة ضده، عقب الخسارة المذلة أمام جنوب أفريقيا لتقديم مجموعة كبش فداء لامتصاص غضب الجماهير.

ويدور سيناريو يقوده مسؤول بارز يتمثل في التفاوض مع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" من أجل تجميد لائحة النظام الأساسي في ما يخص بند ضرورة إجراء الانتخابات الجديدة في أقل من 3 أشهر، على أن يتم تعيين مجلس إدارة بشكل مؤقت يتولى ترتيب الكرة المصرية في ظل كثرة الارتباطات التي تواجه الكرة المصرية. وجرى ترشيح أكثر من شخص لإدارة هذا المجلس تصدرهم عصام عبد المنعم، رئيس الاتحاد الأسبق بين عامي 2004-2005.


في الوقت نفسه يدور اتجاه آخر ويلقى دعماً كبيراً من أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، ويدعو إلى إجراء الانتخابات في الموعد القانوني بعد استقالة المجلس، على أن تدعم الدولة مرشحين معينين في الانتخابات المقبلة، وسيكون النجاح من نصيبهم في ظل إمكانية السيطرة على الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم.

والمثير في الأمر أنه في حال اختيار أي من الاتجاهين فإن قائمة تم وضعها بالفعل لتحديد هوية رئيس اتحاد الكرة الجديد تتألف من 3 أسماء بشكل مبدئي، للتفاوض مع أحدها لتولي المسؤولية، من بينهم طاهر أبوزيد، وزير الشباب والرياضة السابق ولاعب الكرة السابق بالنادي الأهلي المرشح الأوفر حظاً حتى الآن للتواجد في رئاسة اتحاد الكرة عبر الانتخابات لمدة 4 سنوات، تليه مفاجأة مدوية ممثلة في محمود طاهر، رئيس النادي الأهلي السابق، والذي عمل من قبل عضواً لمجلس إدارة اتحاد الكرة، وأخيراً يأتي المرشح الثالث وهو خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة السابق. والمثير في الأمر أن الأخير مدعوم وبقوة من صديقه هاني أبو ريدة ليكون خليفته في الانتخابات المقبلة، ومن بعدها تولي رئاسة اتحاد الكرة المنتظر، الذي سيضم في عضويته أبو ريدة أيضاً بحكم توليه منصب عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وسيطرة الأخير بشكل لافت على الجمعية العمومية وبقوة.

ولا يزال الباب مفتوحاً على مصراعيه لظهور وجوه جديدة سواء ممن لم يتواجدوا من قبل في الساحة، أو مسؤولين سابقين عملوا لسنوات في الأندية أو الاتحاد، بحثاً عن حل الأزمة التي انفجرت في الساعات الأخيرة.

وتواجه هذه التحركات تياراً معارضاً قوياً يقوده أحمد شوبير، نائب رئيس الاتحاد، الذي تجاهل تماماً فكرة الاستقالة عندما طرحها أبو ريدة ودارت بينهما مناقشة حادة، قبل أن يتجاهل شوبير تماماً النظر لها وحاول الضغط على عدد من أعضاء المجلس لرفض هذا التوجه، ومن بينهم كرم كردي وعصام عبد الفتاح ومجدي عبد الغني، على أمل الحفاظ على النصاب القانوني للمجلس بعد رحيل أبو ريدة ورفاقه، الذي ينص على حلّ المجلس في حالة استقالة 6 أعضاء، والمثير في الأمر أيضاً أن شوبير يرى نفسه بريئاً من فشل المنتخب المصري في بطولة كأس الأمم الأفريقية، لانضمامه إلى المجلس في الانتخابات التكميلية بعد اختيار خافيير أغيري مديراً فنياً للمنتخب برفقة جهازه المعاون، وابتعاده عن إدارة الكرة وترك ملف الإشراف على الفريق لهاني أبو ريدة في وقت سابق، ويعتبر نفسه لا يستحق الاستقالة الإجبارية والخروج السريع من المجلس الحالي الذي تنتهي ولايته رسمياً في أغسطس/ آب 2020.

وسار شوبير في اتجاه آخر يتمثل في الإعداد للانتخابات المقبلة عبر تشكيل قائمة وضع فيها سيف زاهر نائباً للرئيس ومعه محمود الشامي ومجدي عبد الغني وعصام عبد الفتاح ومحمد فضل، مدير بطولة كأس الأمم الأفريقية الحالي، ودينا الرفاعي، سواء جرت انتخابات تكميلية مبكرة أو في موعدها المعروف.

وشهدت الساعات الأخيرة طلب خافيير أغيري، المدير الفني للمنتخب المصري المقال من منصبه، الحصول على راتب 3 أشهر، ما يوازي 300 ألف يورو (6 ملايين جنيه)، بعد صدور قرار من هاني أبو ريدة رسمياً يقضي بإقالته من منصبه، بالإضافة إلى تعويض لمساعديه عن الأضرار الناجمة عن قرار الاتحاد، خاصة في ظل ارتباطه بعقد ساري المفعول مع الاتحاد المصري حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2021 يجدد لمدة عام  في حال الوصول إلى كأس العالم المقرر إقامتها في قطر عام 2022، وأصر أغيري على مطالبه ورفض تحمل مسؤولية خسارة المنتخب المصري في البطولة ووجه انتقادات لاذعة إلى أبو ريدة مضمونها رهانه كمدرب على الأسماء التي طالب رئيس الاتحاد ونائبه أحمد شوبير بضمها إلى المنتخب، يتقدمهم عبد الله السعيد ووليد سليمان وأحمد علي، الثلاثي الكبير، بعد أن كانوا خارج حساباته خلال مشواره في التصفيات المؤهلة للبطولة.

 

المساهمون