سيف أحمد الحدي... يمني يواصل النضال في هولندا

11 يونيو 2020
قصدت هولندا في البداية لحضور دورة تدريبية (العربي الجديد)
+ الخط -

يشعر سيف أحمد الحدي (34 عاماً) بالحزن نظراً لبعده عن موطنه وأهله الذين غادرهم في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 واستقراره في هولندا وحيداً. لكنّه لا يشعر بالندم. فالعيش في اليمن أصبح صعباً جداً. يقول إنّ الفساد المنظم استفحل في مفاصل ومؤسسات الدولة عبر المليشيات والجماعات المسلحة في اليمن شمالاً وجنوباً. كذلك، يشير إلى أنّ اليمنيين باتوا محرومين من الخدمات العامة كالتعليم والصحة والمياه والكهرباء والمواصلات وغيرها من الخدمات التي تحفظ لهم مستوى مقبولاً من الحياة الكريمة. 

نشط الحدي في المجال الحقوقي والإنساني ومكافحة الفساد، وعمل في عدد من المنظمات الدولية منها منظمة "الشفافية الدولية" و"أوكسفام" البريطانية و"إنترسوس" الإيطالية. هذه الأعمال المرتبطة بالحقوق والحريات عرّضته لمخاطر عدة. يقول: "كانت هناك عيون ناعمة تراقب كلّ تحركاتنا وأقوالنا. كانوا لا يتورعون عن زيارتي في المنزل للحديث معي بنبرة تحذير لكن تكسوها كلمات ودية زائفة. ولهذا كان لا بد لي من أن أترك البلاد تجنباً للمخاطر". يضيف الحدي: "قادتني الأقدار إلى هولندا التي قصدتها في بداية الأمر لحضور دورة تدريبية. لم أقرر اللجوء حينها وكنت عازماً على العودة إلى موطني، فأنا أشغل منصباً رفيعاً في إحدى المنظمات الدولية وظروفي المعيشية كانت جيدة. لكن، عندما شعرت بالأمان والطمأنينة في هذا البلد، فكرت في مستقبل زوجتي وأولادي وقررت البقاء وبدء حياة جديدة هنا".

الوضع الأمني السيئ وظروف المعيشة الصعبة في اليمن، ليسا السببين الوحيدين لتمسك الحدي بفكرة اللجوء في هولندا، لكنّه يشعر أنّه يستطيع أن يقدم لبلده من هولندا ما لا يمكن أن يقدمه له وهو يعيش فيه مقيداً محدود التحرك: "قطعت على نفسي عهداً أن أستغل مساحة الأمن والحرية هنا لصالح وطني. وأن أعمل كلّ ما أستطيع من أجل تسليط الضوء على ما يحدث في اليمن بهدف إيقاف الحرب وتحقيق السلام الذي يضمن حقوق كلّ اليمنيين بلا استثناء".



ولأجل تحقيق هذه الأهداف، أسس الحدي "جمعية الصداقة اليمنية الهولندية" و"منتدى الشباب اليمني للسلام". ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2018 حتى اليوم، نفذ العديد من النشاطات بالتعاون مع منظمات وشخصيات هولندية: "شاركت في تظاهرات ومسيرات في 13 مدينة هولندية، وكونت قنوات تواصل وعلاقات مع عدد من دوائر صنع القرار في المؤسسات ذات العلاقة كالمجالس المحلية في بعض المدن والبرلمان ووزارة الخارجية الهولندية وفريقها الدائم في الأمم المتحدة. ونظمت وحضرت العديد من ورش العمل والندوات، والتقيت بعض الشخصيات النافذة بهدف تسليط الضوء على الوضع في اليمن". وسرعان ما لفت هذا النشاط الاستثنائي لسيف أنظار الصحافة الهولندية التي بدأت تتحدث عن تحركاته. فقد تصدرت صورته الصفحة الأولى في صحيفة "ألغبيمين داغبلاد" التي وصفته بـ "مارتن لوثر كينغ اليمن" مشيرة إلى نشاطه الحقوقي والسياسي في اليمن وهولندا.
المساهمون