سوق البشر

27 أكتوبر 2014
انتشار الاتجار في البشر في الدول العربية(getty)
+ الخط -
من يعتقد أن تجارة الرقيق قد ولت فهو مخطئ؛ فإن عمليات الاتجار بالبشر منتشرة، بل مزدهرة، خاصة في دول ما تزال تسيطر عليها النزاعات المسلحة. 
ويشير مؤشر العبودية الصادر عن منظمة "ووك فري"، التي تتخذ من لندن مركزاً لها، إلى أن أكثر من 28.9 مليون شخص يعيشون اليوم تحت وطأة العبودية العصرية بأشكالها كافة، في مقابل أرباح لتجار الرق تتعدى الـ31 مليار دولار على مستوى العالم، وفق دراسة جامعة إلينوي في شيكاغو.
وفي عالمنا العربي، تجد العبودية الحديثة بيئة حاضنة، سواء لناحية الواقع الاقتصادي أو الأمني أو الاجتماعي، لتقفل مستقبل دول بأكملها على واقع مأزوم بأجيال مطرودة خارج دورة الإنتاج، ومجتمع يختنق بالمعاناة، وأثرياء يراكمون أموالهم من عمليات الاتجار بالبشر.
في لبنان 5934 امرأة من جنسيات مختلفة دخلن إلى البلد في عام 2012 في إطار تأشيرات "العمل الفني". إلا أن عدداً كبيراً من هؤلاء الفتيات يخضعن لممارسة البغاء القسري، باحتجاز جوازات السفر والأجور، والقيود المفروضة على الحركة، والاعتداء الجسدي والجنسي، وفق ما يشير تقرير لوزارة الخارجية الأميركية. كما يصل عدد ضحايا الاتجار بالبشر إلى 60 حالة سنوياً، وبين هؤلاء 38 طفلاً جلهم من الفتيات، وذلك وفق البلاغات التي تصل إلى الجهات الرسمية والجمعيات اللبنانية.
في العراق، وبعد دخول تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" ساحة القتال، ظهرت معالم العبودية. ويشير تقرير صادر عن مفوضية حقوق الإنسان في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2014، إلى تعرض النساء في سنجار إلى الأسر، وإجبارهن على تقديم خدمات جنسية للمقاتلين.
وفي حديث خاص، يكشف مستشار رئيس حكومة كردستان العراق، كفاح محمود كريم، أن تنظيم داعش، وخلال سيطرته على جبل سنجار، خطف أكثر من 5000 عائلة، وتم بيع النساء كعبيد، وإجبارهن على تقديم خدمات جنسية للمقاتلين، في مقابل استغلال الأطفال في العمليات الحربية.
أما في سورية، فيشير تقرير صادر عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" في يونيو/حزيران 2014، إلى أن أكثر من 194 طفلاً قد لقوا حتفهم خلال مشاركتهم في النزاع؛ إذ يتم استغلال الأطفال في العمليات الحربية، لقاء راتب شهري لعائلاتهم يصل إلى 135 دولاراً.
ولا يختلف الأمر بالنسبة لليمن، فوفقاً لدائرة شؤون الأفراد، لا توجد إحصائية رسمية عن عدد الأطفال المجندين في صفوف القوات المسلحة النظامية، ولا توجد إحصائيات عن عدد الأطفال الذين تم استخدامهم من قبل الحوثيين، إلا أن هناك مشاركة فعلية للأطفال في النزاع الدائر، وتقدر أن تكون الأعداد مرتفعة.
من جهته يعد السودان في مقدمة الدول العربية التي شكلت معبراً للاتجار بالبشر. ويشير تقرير صادر عن وزارة الخارجية الأميركية حول الاتجار بالبشر الصادر في شهر يونيو/حزيران 2014، إلى أن السودان يشكل مصدرا ومعبرا ومقصدا للرجال والنساء والأطفال الذين يتعرضون للعمل القسري والاتجار بالجنس. ويقول التقرير إن النساء والفتيات السودانيات، خاصة المنحدرات من المناطق الريفية، هن على الدوام عرضة للسخرة كعاملات في المنازل في جميع أنحاء البلاد. ويُعتقد أن معظمهن يعملن بدون عقود أو من دون حماية حكومية من العمالة القسرية.
المساهمون