سورية: مجلس كردي موحّد لإدارة المناطق الشمالية

24 أكتوبر 2014
توجّه لتشكيل جسم موحّد يتولّى إدارة المناطق الكرديّة السوريّة(الأناضول)
+ الخط -
توصّل المجلس الوطني الكردي في سورية، وحركة المجتمع الديمقراطي، التي تُمثّل حزب "الاتحاد الديمقراطي"، المسيطر على المناطق الكرديّة في سورية، إلى توقيع اتفاق، يقضي بتشكيل مجلس كردي مشترك لإدارة المناطق الكرديّة، بعد أسبوع كامل من الاجتماعات اليوميّة في مدينة دهوك العراقية، برعاية رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البرازاني.

وتتضمّن الاتفاقية أن يحصل كل من الطرفين الموقّعين عليها، على نسبة أربعين في المائة من مقاعد المجلس المقرّر تشكيله، في مقابل حصول باقي التيّارات والأحزاب الكرديّة غير المنضوية، تحت جناح أيّ من الطرفين على نسبة العشرين في المائة المتبقية.
وتهدف اتفاقية دهوك إلى تشكيل جسم سياسي موحد، يتولى إدارة المناطق الكردية في شمال سورية، لإنهاء حالة الانقسام التي نتجت من استئثار حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي بإدارة هذه المناطق منذ خروج معظمها من سيطرة النظام السوري منذ أكثر من سنتين.

وتهدف اتفاقية دهوك أيضاً إلى تشكيل قوة عسكرية موحدة مؤلفة من قوات "البشمركة" السورية، المكونة في معظمها من ضباط وجنود أكراد انشقوا في وقت سابق عن قوات النظام السوري، وقوات الحماية الشعبية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يسيطر على المناطق الكردية شمالي سورية.

وتأتي اتفاقية دهوك الأخيرة بعد أكثر من شهر على بدء الهجوم الواسع الذي يشنّه تنظيم "الدولة الاسلاميّة" (داعش) على منطقة عين العرب، شرقي حلب، والتي تشكّل إحدى أكبر ثلاثة تجمّعات، يشكّل الأكراد الغالبية السكانية فيها، شمالي سورية.
وتسبّب هجوم "داعش" الواسع، بتهجير أكثر من 160 ألفاً من سكان المنطقة نحو الأراضي التركية، بعد أن تمكّن من السيطرة على ريف مدينة عين العرب، بشكل كامل، وانتقاله لقتال قوات الحماية الشعبية الكردية، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي داخل المدينة منذ أكثر من عشرة أيام.
ومن شأن تطبيق الاتفاق، أن يؤدي إلى إبعاد حزب الاتحاد الديمقراطي عن النظام السوري، الذي يحتفظ بعلاقات جيدة مع الحزب الكردي المسيطر على المناطق الكرديّة، خصوصاً مع حماية هذا الحزب لمقرات أجهزة الأمن السوريّة في مدينة القامشلي، أكبر المدن الخاضعة لسيطرة قوات الحماية الشعبيّة الكرديّة، في وقت يُعتبر فيه المجلس الوطني الكردي أحد أكبر مكوّنات "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة" السوري، وهو الكتلة السياسية الأكبر المعارضة للنظام السوري.

وتفيد مصادر خاصة، شاركت في اجتماعات دهوك لـ"العربي الجديد"، بتعرّض المجتمعين "لضغوط من الحكومتين التركيّة والفرنسيّة لدفع الطرفين إلى الاتفاق على إنهاء خلافاتهما، وتشكيل إدارة موحّدة للمناطق الكرديّة شمالي سورية"، بهدف تمكين القوات الكردية التي تقاتل "داعش"، من زيادة التنسيق مع قوات "التحالف الدولي". وتعترض الحكومة التركية على دعم قوات "الحماية الشعبيّة الكردية"، لاعتبارها فرعاً لقوات حزب "العمال الكردستاني" المصنف من قبل تركيا حزباً إرهابياً.

دلالات