سورية: تقدم للمعارضة بحلب واختفاء طبيب معارض في دمشق

29 يوليو 2014
مقاتلو المعارضة نصبوا كميناً للنظام جنوبي حلب (صالح محمد/الأناضول/Getty)
+ الخط -

شن مقاتلو المعارضة السورية المتمثلة بـ"جبهة أنصار الدين" بالاشتراك مع "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين" هجوماً، أمس الاثنين، ضد معاقل قوات جيش النظام في كل من منطقتي حيلان، البريج، والشيخ نجار في حلب.
وأسفرت المعركة عن خسائر في الجيش النظامي، فقتل ستة عناصر وضابط برتبة نقيب، إضافة إلى تدمير "مدفع 23" في البريج وإعطاب دبابة في منطقة الصناعة، في الوقت الذي دارت فيه اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل الجيش الحر في محيط فرع الاستخبارات الجوية في حلب. 
كما تمكنت قوات المعارضة، عصر أمس الاثنين من اعتراض طائرة مروحية تابعة لقوات النظام حلّقت في سماء حلب، فمنعتها من رمي البراميل المتفجرة على المدنيين، وأجبرتها على الانسحاب بعد استهدافها بقذيفة صاروخية انفجرت بالقرب منها.

في المقابل، حاولت قوات النظام، لليوم الثاني على التوالي، التسلل إلى أطراف قرية عزيزة جنوبي حلب، حيث قام مقاتلو الحر مع "الجبهة الإسلامية" بهجوم مضاد ونصبوا لها كميناً، ما أدى إلى قتل سبعة عناصر وجرح آخرين ولاذ البقية بالفرار. وتعتمد قوات الجيش النظامي في هذه المنطقة على "شبيحة" من آل بري، ومن منطقة النيرب.

من جهته، أكد مدير الإعلام الحربي لـ"الجبهة الإسلامية" أبو فراس الحلبي، لـ"العربي الجديد، أن "توحد المجاهدين في حلب ضمن (الجبهة الإسلامية) انعكس إيجاباً على مختلف جبهات القتال، حيث تجددت العمليات العسكرية، وتحققت انتصارات كبيرة سيعلن عنها لاحقاً حتى تكتمل، إضافة إلى الخسائر المادية والبشرية الكبيرة التي أوقعها المجاهدون في صفوف قوات النظام".

وقد أعلن، قبل يومين، عن اندماج كامل بين فصائل "الجبهة الإسلامية"، "أحرار الشام"، "لواء التوحيد"، و"صقور الشام"، وتم تعيين القائد العام لـ"لواء التوحيد" عبد العزيز سلامة، قائداً للجبهة في حلب.

في المقابل، شن الطيران الحربي لقوات النظام هجوماً، ليل أمس الاثنين، على حي الشعار في حلب، ما أدى لوقوع مجزرة راح ضحيتها حوالي 20 قتيلاً من المدنيين نتيجة استهداف المنطقة ببرميلين متفجرين. في حين يشهد الريف الشمالي لمدينة حلب في اليومين الأخيرين تناقصاً في عدد الطلعات الجوية لطائرات النظام، ويعزو مراقبون ذلك للاشتباكات الأخيرة الدائرة بين قوات النظام وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في محيط مطار "كويرس" العسكري، إضافة لإسقاط طائرة مروحية فوق مخيم النيرب، منذ أيام بعد استهدافها بصاروخ مضاد للطيران. 

ونشرت "الجبهة الإسلامية"، أمس الاثنين، حواجز في مدينة اعزاز عقب ورود أنباء عن وجود سيارة مفخخة. هذا الانتشار يأتي على خلفية اكتشاف سيارة مفخخة من قبل أمن معبر "باب السلامة" الحدودي، وتواتر أنباء عن وجود سيارة ثانية.

في الوقت ذاته، نفت مصادر ميدانية خاصة لـ"العربي الجديد" الأنباء التي يتناقلها أهالي حلب عن فتح معبر ثانٍ في منطقة الشيخ مقصود، بين المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ومناطق المعارضة، وأكدت المصادر ذاتها أن هذه المعلومات عارية من الصحة وليست إلا شائعات يقوم النظام بترويجها.

اختفاء طبيب معارض
في غضون ذلك، علم "العربي الجديد"، أن الطبيب المعارض جلال نوفل، اختفى يوم الخميس 17 يوليو/تموز الجاري، بعد خروجه من منزل العائلة في دمشق بظروف غامضة. ورجح مصدر مقرب من نوفل، احتمال اعتقاله من قبل أجهزة الأمن السورية، علماً أنه لم يمض على خروجه من السجن سوى نحو أسبوعين.

وقالت زوجة نوفل، الناشطة خولة دنيا، لـ "العربي الجديد" إن الاتصال مع زوجها انقطع منتصف ليلة الخميس 17/7/2014، وأصبح هاتفه خارج التغطية، علماً أنه منذ خروجه الأخير من السجن يقيم في دمشق، وقد خرج من المنزل على إثر هاتف ورده، ظناً أنه من مريض.

وسبق للمعارض اليساري جلال نوفل (مواليد عام 1963) الأخصائي في الطب النفسي، أن اعتقل أربع مرات، الأولى في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، في أواخر القرن الماضي، حيث قضى نحو تسع سنوات في سجن عدرا، على خلفية نشاطه ضمن حزب يساري معارض، ثم في صيف 2011 اثر تظاهرة عرنوس وسط دمشق لمدة أسابيع، وثم اعتقل من مكان عمله في مستشفى الهلال الأحمر في نيسان عام 2012 من قبل فرع الخطيب التابع لأمن الدولة وأمضى عدة أشهر تعرض خلالها للتعذيب.

 واعتقاله الأخير كان مطلع العام الجاري 2014، إذ أمضى أكثر من ستة أشهر نقل خلالها من فرع الاستخبارات السياسية في دمشق إلى سجن عدرا، ليتم تحويله الى محكمة الارهاب ويقرر القاضي تركه في يونيو/حزيران الماضي.

وأكد مصدر مقرب من نوفل، لـ"العربي الجديد"، أن نشاط نوفل، يتركز على العمل الانساني في مجال تخصصه في الطب النفسي، ومعروف عنه بأنه ساعد الكثير من السجناء اثناء فترات اعتقاله المختلفة على تجاوز ظروف اعتقالهم الصعبة، وبأنه كان من القلائل المؤمنين بالعمل السلمي المدني، والرافضين لمغادرة البلد، علماً بأنه ممنوع من المغادرة لأسباب أمنية.

وترجح زوجة نوفل، أن استخبارات النظام قد اعتقلته، وناشدت عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كل من لديه معلومة تساهم في الكشف عن مصير زوجها أن يبادر لإخبارها.

يشار إلى أن الاستخبارات السورية، سبق لها أن خطفت الكثير من المعارضين، أثناء تنقلهم داخل سورية، ورفضت الاعتراف باعتقالهم، وكان من أبرزهم؛ المعارض الطبيب عبد العزيز الخير، والمعارض رجاء الناصر. ووثق المركز "السوري لتوثيق"، انتهاكات النظام، واكد أن هناك 2224 مفقودا بالاسم، يعتقد أن معظمهم اختفوا في معتقلات النظام.