وبعد عشرة أشهر من سيطرة قوات المعارضة السورية على مدينة عدرا العمالية في ريف دمشق، والتي تعيش فيها غالبية مؤيدة للنظام، استخدم الأخير، في وقت مبكر من أمس الأربعاء، غازات سامة على المدينة الواقعة في الريف الشرقي لمدينة دوما، والتي تبعد 35 كيلومتراً شمال شرق العاصمة، ما أدى إلى مقتل سبعة محتجزين من عائلات قوات النظام، وإصابة نحو عشرين مقاتلاً من "جيش الإسلام".
وأُجبر مقاتلو المعارضة على الانسحاب، في وقت متأخر من ليل أمس الأربعاء، بعد ضرب المدينة بالغازات السامة، لتدخل بعدها قوات النظام إلى المدينة، بحسب ما أفاد مدير "شبكة سوريا مباشر"، علي باز، لـ"العربي الجديد".
وكانت معلومات مسربة من مقاتلين لدى قوات النظام قد كشفت عن نيات لاستخدامه الغازات السامة في الغوطة الشرقية وعدرا، الأمر الذي تحول إلى حقيقة، بعد أربعة أيام من بدء الحملة العسكرية لجيش النظام على المدينة بمشاركة جيش التحرير الفلسطيني، والتي استخدمت خلالها جميع أنواع الأسلحة الثقيلة وسلاح الطيران الحربي.
ونشرت تنسيقية مدينة عدرا على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، الاثنين، معلومات تفيد بتوزيع كمامات على عناصر جيش النظام والميليشيات التابعة له تحضيراً لاستخدام غازات سامة.
وفي هذا السياق، أشار مراسل "شبكة سوريا مباشر"، براء عبد الرحمن، لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود مئات المحتجزين لدى كتائب الثوار في مدينة عدرا، هم من طوائف متعددة كالعلوية والمسيحية والإسماعيلية والدرزية وقلة ممن ينتسبون للسنة، ومن بينهم نساء وأطفال وعوائل ضباط الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وفروع الاستخبارات".
وكان المتحدث الرسمي باسم جيش الإسلام، عبد الرحمن الشامي، قد أكد لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، أن "إشعال النظام جبهة عدرا، محاولة لنقل المعارك من الدخانية إلى الخطوط الخلفية حيث الأراضي أكثر انفتاحاً، ويستطيع فيها استخدام الأسلحة الأكثر قوة، كالغازات السامة مثلاً".
واستخدم النظام السوري غاز الكلور أخيراً في حي جوبر، بالتزامن مع ذكرى مجزرة الكيماوي، التي راح ضحيتها أكثر من 1400 مدني، في الغوطة الشرقيّة، العام الماضي.