أعلنت منظومة الدفاع المدني، "الخوذ البيضاء"، حالة الطوارئ والتأهب، بعد وصول الحرائق إلى المناطق الحرجية، قرب مدينة جسر الشغور، في ريف إدلب الغربي، بعد امتدادها من ريف اللاذقية ومناطق سيطرة النظام السوري، الذي لم تنجح جهوده في السيطرة على الحرائق التي اندلعت في الحراج والغابات منذ نحو أسبوع.
واندلعت الحرائق في محميات الأرز والشوح، في منطقة الصلنفة، بريف اللاذقية، وامتدّت إلى مصياف بريف حماة، ما أدّى إلى خسارة كبيرة في المساحات الخضراء، وأتت النيران على غابات بأكملها، بالإضافة إلى أراضٍ زراعية، واضطر آلاف السكّان إلى إخلاء منازلهم خوفاً من امتداد النيران إليها، وسط اتهامات بأنّ الحرائق اندلعت بفعل فاعل، من قبل متنفذين في النظام السوري، لهدفين: الأول السطو على الأراضي المحروقة بهدف استثمارها، والثاني الاستفادة من مادة الفحم التي تنتج من الحرائق.
ومنذ الليلة الماضية تحاول فرق الدفاع المدني قرب جسر الشغور المتاخمة لريف اللاذقية، إخماد الحرائق التي امتدت إلى الأحراج القريبة من جسر الشغور، في مسعىً لإيقاف تمدّد النيران، قبل إعلان حالة الطوارئ، اليوم الخميس، في بيان نشره الدفاع المدني على صفحته.
وجاء في البيان: "بعد امتداد الحرائق من مناطق سيطرة النظام إلى الأحراج القريبة في منطقة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، خلال الليلة الماضية، نهيب بالأخوة المدنيين في المنطقة أخذ الحيطة والحذر خشية وصول هذه الحرائق إلى المخيمات والمناطق المأهولة".
وأكد البيان أنّ "فرق الإطفاء في الدفاع المدني أعلنت حالة الطوارئ لإطفاء هذه الحرائق ومنع وصولها إليهم".
وأكّد رائد الصالح، مسؤول منظومة الدفاع المدني، "الخوذ البيضاء"، وصول النيران إلى مناطق سيطرة المعارضة بريف إدلب الغربي، مشيراً إلى أنّ هناك سبع فرق من المنظومة تشارك في إخماد النيران والحدّ من تمدّدها هناك.
وأشار الصالح إلى أنّ "وعورة الطرقات ووجود قنابل ومخلفات الحرب في تلك المناطق، لأنها كانت خطوط مواجهات واشتباك، تعوق وصول الفرق إلى المناطق التي تندلع فيها النيران". وأضاف الصالح أنّ النيران تمتد على طول 3- 4 كيلومترات، وفي أكثر من منطقة، وسط استنفار فرق الدفاع المدني في جميع المراكز لإخمادها، مع التركيز على بعض المناطق، خشية أن تمتد النيران إلى المدن والقرى المأهولة.
وأمس الأول أصدر الدفاع المدني "الخوذ البيضاء"، بياناً أكد فيه استعداد فرقه للمشاركة في إخماد الحرائق التي اندلعت في مناطق سيطرة النظام، مشترطاً تقديم "ضمانات تكفل سلامة المتطوعين، وفسح المجال لهم بالتوجه إلى المنطقة، والمساهمة بالحدّ من الضرر، وإيقاف تمدّد النيران وإنقاذ المدنيين من أي خسائر أو كوارث محتملة"، بحسب البيان.