أطلق "جيش الإسلام"، اليوم الخميس، معركة تحت شعار "تطويق مطار دمشق الدولي"، بعد ثلاثة أيام على كسر المعارضة المسلحة الطوق الذي كان مفروضاً على المقاتلين المحاصرين في محيط بلدة المليحة التابعة للغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وأكد "جيش الإسلام"، أحد الفصائل السبعة التابعة لـ"الجبهة الإسلامية"، وأبرز فصيل مقاتل في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، أن "مقاتليه بدأوا معركة تطويق مطار دمشق الدولي، والذي يعدّ المصدر الأساس لوفود المقاتلين الأجانب والمساعدات الإيرانية إلى النظام السوري".
وأوضح بيان صادر عن الفصيل المقاتل، أن "المعركة بدأت مع غروب شمس أمس الأربعاء، ولن تتوقف قبل السيطرة على مطار دمشق الدولي، مروراً بالغزلانية وحتيتة التركمان".
وأشار إلى أن مقاتلي المعارضة "تمكنوا من السيطرة على عدد من النقاط قرب مطاحن الغزلانية، وقتل العشرات من عناصر القوات النظامية، وتدمير "مدفع 23" المتمركز على المطاحن، وإعطاب دبابة من طراز "تي 72"، وتفجير عدد من الدشم والتحصينات. كما لفت إلى أن "الثوار يحاصرون مطاحن الغزلانية تمهيداً لاقتحامها".
من جهته، لجأ جيش النظام إلى القصف بالطيران الحربي على مناطق تمركز المقاتلين في الغزلانية ودير العصافير، من دون وقوع إصابات.
وفي السياق، قال المتحدث العسكري باسم "الجبهة الإسلامية"، إسلام علوش، لـ"العربي الجديد"، إن "كسر المعارضة للحصار المفروض على مقاتلي بلدة المليحة لأكثر من شهر، خدم عملية تطويق المطار ومنح رجاحة في العمل العسكري". وأكد أن "الجبهة لا تطلق أي معركة إلا بعد إنهاء التخطيط لها، والذي قد يستمر لأشهر".
وأضاف أنه "من ضمن الخطط التي تم الإعداد لها، التصدي للطيران الحربي، الذي ستلجأ القوات النظامية إلى استخدامه، لإظهار تفوقها العسكري".
وكانت قوات المعارضة السورية قد تمكنت قبل ثلاثة أيام من كسر الطوق المفروض على المقاتلين المتواجدين في بلدة المليحة، إثر تفجير عربة "بي أم بي" مفخخة، أسفرت عن مقتل 15 عنصراً من القوات النظامية.
وتوعد المتحدث الرسمي باسم "جيش الإسلام"، عبد الرحمن الشامي، قبل أيام في تصريح لـ"العربي الجديد"، قوات النظام بـ"عمليات نوعية يجري التخطيط لها منذ أشهر، وسيتم العمل عليها في وقت ليس بالبعيد". ووصف النظام بـ"المنهار داخلياً"، بعد انسحاب عناصر من "حزب الله" اللبناني، إثر التقدم في القلمون والتوتر في عرسال، وبسبب سقوط أعداد كبيرة منهم على الجبهات.
ويُعتبر مطار دمشق أكبر مطار دولي في سورية، ويبعد عن العاصمة نحو 25 كيلومتراً في الاتجاه الشرقي، وأنشئ بعد مطار المزة غربي دمشق. ويعدّ البوابة الجوية والمقر الرئيسي ومركز عمليات شركة "الخطوط الجوية السورية". وحاولت قوات المعارضة مراراً السيطرة عليه، لكنها لم تفلح في ذلك.إطلاق رهينة من عدرا العمالية
في هذه الأثناء، كشف مصدر مسؤول في جيش الإسلام، لـ"العربي الجديد"، عن إطلاق سراح رهينة من سكان عدرا العمالية لدواع إنسانية، بعد ثمانية أشهر من الاعتقال.
وأكد المصدر أن الرهينة، سميرة محمود رحمة، من مصياف، تم إطلاق سراحها اليوم، ومن دون مقابل، وتمّ تسليمها إلى الهلال الأحمر في مخيم الوافدين، لدواع وصفها بـ"الإنسانية"، تتعلق بكبر سنها، وحاجتها الماسة إلى العلاج، وعدم توفر الإمكانيات في الغوطة الشرقية.
وعن وجود حالات مشابهة، أوضح أن "هناك العديد من المسنين والمرضى بين الرهائن". ولم يؤكد أو ينفي النية في إطلاق سراح المزيد من الحالات المشابهة.
وكان خمس من الرهائن قد قضوا في القصف الذي تعرضت له مدينة دوما أخيراً، في ثالث أيام عيد الفطر، إذ كانوا موزعين على شقق سكنية.
وبالسؤال عن سقوط المزيد من الضحايا من بين الرهائن بعد غارات، أول أمس على دوما، أوضح المصدر بأن لا ضحايا جدد، وأن العدد هو خمسة لغاية اليوم، مؤكداً أن "وجودهم في الشقق كان بناء على رغبتهم، في استنشاق الهواء، مشدداً على أنه تمّ تأمينهم بعد الغارات الأخيرة في مكان آمن".
وعن جهود التفاوض مع النظام، أكد المصدر بأن لا جديد في جهود المفاوضات لمبادلة المحتجزين بمعتقلين لدى النظام، متهماً إياه بأنه "لا يأبه لأسراه" على حد تعبيره.
وكانت ثلاثة من الفصائل المسلحة في الغوطة الشرقية، هي جبهة النصرة، والاتحاد الإسلامي لأجناد الشام، وجيش الإسلام، احتجزت عدداً يقدر بنحو 1500 عائلة، من أسر الضباط واللجان الشعبية والعاملين لدى النظام، بعد سيطرتها على مدينة عدرا العمالية، نهاية السنة الماضية 2013. واشترطت لإطلاق سراحهم، الإفراج عن المعتقلين من الغوطة الشرقية لدى النظام، لكن فشلت جهود العديد من الوسطاء في إقناع النظام بالتفاوض على إخراجهم.