سوريا: عشرات القتلى من مسلّحي الطرفين ومعركة في نيويورك

27 فبراير 2014
+ الخط -

دعا نائب مندوب روسيا في هيئة الأمم المتحدة، بيوتر ماكسيميتشيف، أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى بدء العمل لإعداد وثيقة تهدف إلى الحد مما وصفه بـ"النشاط الإرهابي" في سوريا، في وقت بدأت فيه معركة تفسير قرار مجلس الأمن الرقم ٢١٣٩، بين روسيا والولايات المتحدة، بعد أربعة أيام من صدور القرار بإجماع أعضاء المجلس. سجالات واكبتها تطورات ميدانية كان عنوانها سقوط عشرات القتلى من طرفي المعارضة والقوات السورية النظامية، في عدد من الجبهات السورية المشتعلة.

وقال ماكسيميتشيف، في كلمه ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء: "يجب إدانة الإرهاب بأشد شكل ممكن، وكذلك الأمر بالنسبة إلى مموليه"، وأضاف أن على أعضاء مجلس الأمن الدولي "العمل على إعداد وثيقة تفصيلية تهدف إلى الحد من النشاط الإرهابي على الأراضي السورية".

وكان مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، قد صرّح في منتصف فبراير/ شباط الجاري، بأن روسيا أعدت مشروع بيان باسم رئيس مجلس الأمن الدولي، مكرّس لمكافحة الإرهاب في سوريا.

يأتي هذا بعدما تبنى المجلس، يوم السبت الماضي، بالإجماع، قراراً حول الوضع الإنساني في سوريا. وكانت نقاشات حادّة قد جرت بين مندوبي أميركا وروسيا في جلسة خصصت، أمس الثلاثاء، لبحث الأزمة الإنسانية في سوريا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ قالت السفيرة الأميركيّة في الأمم المتحدة، سامنثا باور، إن "مجلس الأمن أكد استعداده التحرك في إجراءات إضافية في حال عدم تقيّد الأطراف بمضمونه". ودعت الدول "ذات النفوذ على الأطراف السوريين إلى ممارسة نفوذها، وخصوصاً الضغط على السلطات السورية لرفع الحصار عن المناطق السكانية وتسهيل عبور المساعدات".

على صعيد متصل، اعتبر وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، اليوم الأربعاء، أن الأزمة السوريّة باتت تمثل "تهديداً للجميع"، مشيراً إلى "الطبيعة الشمولية لحكومة (الرئيس بشار) الأسد ووجود جماعات مسلحة تربطها صلات بتنظيم القاعدة". وشدد داود أوغلو على أن دمشق "تواطأت مع جماعات متشددة لمحاربة جماعات المعارضة المعتدلة".

استئناف المساعدات الإنسانية

في الملف الانساني، لفت أحدث تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إلى أنه تم استئناف العمليات الإنسانية في حمص. وأوضح التقرير أن مركز الأمم المتحدة في طرطوس، أوفد بعثة ليلية إلي مدينة إدلب، وقافلة مشتركة إلى ريف إدلب وقد قاموا بتسليم 776 متراً مكعباً من مواد الإغاثة، بما في ذلك مواد المياه والصرف الصحي والغذاء والمأوى والحماية، مضيفاً أن وكالة "الأونروا" حصلت على مساحة محدودة للوصول إلى تقديم المساعدات الإنسانية لأول مرة لمخيم اليرموك منذ يوليو/ تموز عام 2013. وقد تناقلت مواقع إلكترونية صوراً من داخل المخيم، يظهر فيها عدد كبير من قاطنيه وهم يتوافدون، إما للحصول على مساعدات غذائية، أو لمحاولة الخروج من المخيم الذي يظهر في الصور مدى الدمار اللاحق بأحيائه.

تواصل المعارك وقتلى بالمئات

ميدانياً، أكد ناشطون سوريون أن مقاتلي المعارضة تمكنوا، فجر اليوم الأربعاء، من قتل وإصابة العشرات من قوات النظام في عملية استهدفت حواجز لقوات النظام وعناصر من حزب الله في بلدة القلمون بريف دمشق.

وقال "المركز الإعلامي في القلمون"، إن فصائل من المعارضة قتلت خمسة ضباط من قوات النظام، ضمن 150 قتيلاً وجريحاً أصيبوا في هجوم على نقاط تفتيش عدة يتمركز فيها جنود النظام وعناصر من حزب الله.

وأفاد المركز بأن مقاتلي المعارضة دمروا بعض العربات العسكرية بينها دبابة بالقنابل اليدوية، مؤكداً استمرار الاشتباكات وصد محاولات قوات النظام التسلل منذ أسبوعين، وراح في هذه الاشتباكات خمسة من مقاتلي المعارضة.

في المقابل، زعمت مصادر سورية رسمية سقوط 175 مقاتلاً من المعارضة المسلحة في كمين نصبه الجيش النظامي لهم في ريف دمشق على محور النشابيّة ـ الضمير جنوب شرق العاصمة دمشق. وأكّد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" صحة حصول الكمين، غير أنّ الحصيلة بلغت 70 قتيلاً من كتائب المعارضة، وفق "المرصد".

وفي منطقة التل، ريف دمشق، اغتيل رئيس بلدية حرستا وكبير مفاوضي هدنة حرستا (التي بدأ تطبيقها في السابع من الشهر الجاري)، أبو خالد سلعس، برصاص مجهولين، بحسب "المركز السوري للتوثيق".

اقتتال المعارضة

من جهة أخرى، ذكر تقرير حقوقي، اليوم الأربعاء، أن نحو 3300 شخص قتلوا منذ بدء المعارك في سوريا بين الدولة الأسلامية في العراق والشام (داعش) ومقاتلين من فصائل معارضة أخرى للنظام السوري. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لقي نحو 3300 شخص مصرعهم منذ بدء الاشتباكات بين داعش والفصائل الأخرى، منذ 3 كانون الثاني/ يناير وحتى 25 شباط/ فبراير". وبدأ القتال بين هذه الفصائل بسبب صراعات على النفوذ وأمتد الى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة في سوريا.