سودانيّون لا يعرفون فيروس "إيبولا"

23 اغسطس 2014
يرى سودانيون أن الفيروس غير موجود في الأساس (Getty)
+ الخط -

السودانيون ليسوا بمنأى عن فيروس "إيبولا". فمع بدء انتشاره في عدد من دول غرب أفريقيا، منها غينيا وسيراليون ونيجيريا وليبيريا، وتصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية من بين الأمراض القاتلة، أعلنت وزارة الصحة السودانية اتخاذ تدابير عدة لمنع وصوله إلى البلاد. في المقابل، تكمن المشكلة الأساسية في غياب الوعي لدى بعض المواطنين بخطورة المرض، الأمر الذي ينعكس من خلال عدم التزامهم بالإجراءات الوقائية، إضافة إلى تداخل الحدود بين الدول الأفريقية، وصعوبة ضبط حركة الناس دائماً.

وتجدر الإشارة إلى أن إيبولا" يعدّ من فيروسات الحمى النزفية التي عانت منها السودان خلال السنوات الماضية، وانتقلت إليها عبر الدول المجاورة. كما أن تداخل القبائل السودانية، وخصوصاً في إقليم دارفور، يجعل انتقال عدوى الأمراض إلى السودانيين سهلاً. فالحدود بين الدول الأفريقية تكاد تكون مفتوحة. عدا عن أن القبائل لا تلتزم بالدخول عبر المنافذ المحددة.

ولطالما عانت الخرطوم من وضع مشابه. فحين كانت تستعد لإعلان القضاء على مرض شلل الأطفال قبل سنوات، أدى دخول طفل من تشاد إلى البلاد مُصاب بالمرض، إلى انتشاره من جديد.

ورفعت وزارة الصحة السودانية من درجة استعدادها للحد من انتقال إيبولا، ووضعت خطة متكاملة تمثلت في مراقبة مطار الخرطوم لحركة المسافرين القادمين من المناطق الموبوءة. كذلك، وضعت مراقبين صحيين في مدينتي نيالا والجنية في إقليم دارفور للحد من انتقال المرض من تشاد ونيجيريا اللتين من المرجح أن ينتشر فيهما.

وأطلقت خطة توعية شاملة للمرض من خلال توزيع منشورات تشرح كيفية الوقاية منه. وعمدت إلى تجهيز غرف عزل للمرضى في حال حدوث أي طارئ، إضافة إلى توفير ملابس واقية.

وأعلن مسؤول المحاجر الطبية في وزارة الصحة بابكر المقبول بدء إجراءات "المراقبة الصحية" للوافدين من دول غرب أفريقيا التي ينتشر فيها الوباء، مؤكداً خلو البلاد من أي إصابة.

بدوره، قال المدير الإداري في مستشفى "رويال كير" في السودان وليد محمد سليمان، إن "البلاد لم تسجل أي حالة إصابة بالفيروس خلال انتشاره في فترات سابقة"، مشيراً إلى أن ذلك "لا يلغي احتمال انتقال العدوى هذه المرة، وخصوصاً أن الفيروس منتشر ضمن المحيط الجغرافي الأفريقي".

وحذّر من "انتقال الفيروس إلى دولة جنوب السودان"، مشدداً على أهمية "اتخاذ جميع التدابير للحد من ذلك المرض الفتاك، وخصوصاً توعية المواطنين ومراقبة الحدود".

عادة ما يُقلّل السودانيون من خطورة أمور مماثلة. لا يكترثون للإرشادات التي وضعتها وزارة الصحة.

يقول أنس ياسين لـ "العربي الجديد" إنه "سمع عن الفيروس من خلال وسائل الإعلام". لكنه يرى أن هذه الوسائل عادة ما تعمد إلى التضخيم". يضيف: "لا أعتقد أن إيبولا موجود أصلاً"، لافتاً إلى أنه يمكن التعافي من الفيروس من خلال بعض العلاجات الطبيعية".

أما يوسف الأبنوسي، فيشير إلى أنه "لم يسمع بإيبولا، ولا يعرف شيئاً عنه". في المقابل، يقول فخري إنه "يخشى الإصابة بإيبولا"، لافتاً إلى أنه "عمد إلى تغيير نمط حياته. لم يعد يأكل خارج المنزل. يبتعد عن أماكن التجمعات، لا يل يهرب منها".

على غرار فخري، صار عمرو مصطفى شديد الحرص بعدما قرأ عن خطورة المرض على مواقع التواصل الاجتماعي. ارتاح قليلاً "حين أخبره أحدهم أن الفيروس لا ينتشر عادة في المناطق الحارة". لكنه يضيف أنه يخشى إصابة أي لاعب من الأندية الرياضية الموجودة حالياً في عدد من الدول الأفريقية، ما قد يؤدي إلى انتشار الفيروس في البلد".

في السياق، تقول نجاة أحمد إنها "قرأت كثيراً عن المرض"، لافتة إلى أنه "لا حديث بين الدارفوريين سوى عن المرض. يخشى الأهالي انتقاله، أو أن تُسهم قوات بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في الإقليم (اليوناميد) في نقل العدوى، وخصوصاً أن بعضهم ينحدر من الدول الموبوءة، وعادة ما يذهبون إليها لقضاء إجازاتهم".

وكانت "اليوناميد" أصدرت بياناً، الأسبوع الماضي، أعلنت فيه اتخاذ جميع الاحتياطات للحد من تفشي إيبولا، من خلال التنسيق مع منظمة الصحة العالمية والهيئات الدولية الأخرى، بشأن إجراءات الوقاية من المرض". وأكد الفريق الطبي للبعثة "وضع تدابير حاسمة تتمثل في إخضاع عاملي البعثة ممن يسافرون إلى غرب أفريقيا لإجراءات طبية قبل مغادرتهم وبعد عودتهم، إضافة إلى إصدار إرشادات للوقاية".
المساهمون