وقبل انطلاق أولى فعاليات فنون العزف على العود "آلة الحكماء"، كما سماها الكندي، افتتح على مقربة من دار الأوبرا معرض صنّاع العود، الذي ضم عدداً من الأجنحة من سورية، والعراق، والكويت، وتركيا، واليونان، وإيران.
وقدم عازف العود العراقي مصطفى الزاير، ومجموعة "سومريون للموسيقى العراقية" مقطوعات من بينها "الكندي" و"ثلاث أمنيات".
وترافَق العود مع فرقة مكونة من القانون، والكونتراباص، والناي، والكمنجة، والإيقاع، في القطع الموسيقية المجردة، وكذلك مصاحبة المغنية العراقية أصيل هميم.
وفي الإطار، استمع جمهور الليلة إلى عازفة العود داليا حسين من الأردن، ولمحمد السليطي من قطر، ومواطنه علي الخلوصي في أول ظهور له، وللتوأم العراقي عز وفهد.
|
ولأن العادة جرت على تسمية دورات المهرجان بأسماء شخصيات مؤثرة في حقل الموسيقى، فإن الدورة الثالثة اتخذت اسم "الكندي"، وعرضت في مستهل الليلة الأولى فيلماً تعريفياً بسيرته، وتحديداً رسائله الهامة في الموسيقى.
وليعقوب بن إسحق الكندي، المولود في بداية القرن التاسع الميلادي بمدينة الكوفة في العراق مؤلفات بلغت 241 كتاباً موزعاً على 17 مجالاً من مجالات المعرفة، غير أن الكثير من هذه المؤلفات فُقِد ولم يبقَ من أعماله سوى 50 كتاباً في الطب، والمنطق والحساب والفلك والصيدلة.
وفي مجال الموسيقى وضع الكندي سلماً موسيقياً مؤلفاً من اثنتي عشرة نوتة موسيقية، ما زال يُستخدم في الموسيقى العربية، كما أن له خمس عشرة رسالة في الموسيقى، لم يبقَ منها سوى خمس فقط، وهو أول من أدخل كلمة "موسيقى" إلى اللغة العربية، ومنها انتقلت إلى الفارسية والتركية.
|
تناول الكندي صناعة العود وفصلها بدقة، وتناول تقنيات العزف، ومنها "التسوية" التي تعرف اليوم بـ"الدوزنة"، ووصف النغمات، وربطها بالحالة النفسية، وتطرق إلى اختلاف أساليب العزف بين الشعوب، كالفرس والترك والعرب.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قال المدير العام للحي الثقافي خالد السليطي إن الكندي سعى إلى تأسيس هذا العلم الموسيقي، "وها نحن في كتارا، ومن خلال مهرجاننا على مدى أربعة أيام نفتح النوافذ لمعرفة المزيد، حيث يجمع المهرجان أمهر العازفين، وصانعي العود من 13 دولة عربية وأجنبية".
وبحسب مدير المهرجان محمد المرزوقي، إن الحفلات المدرجة ستعرض مدارس العزف الشرقي، بما لا يقل عن 12 عازفاً كل ليلة، لإثراء الذائقة ومنح مزيد من الخيارات.
يشار إلى أن أمسية اليوم الأربعاء، عند الثامنة مساء، يتابع محبو العود كلاً من يوردال وفرقته من قطر، ومن لبنان نزيه أبو الريش وولاء الجندي عزفاً وغناء، فضلاً عن الأخوين بشير ومحمد الغربي من تونس، وسالم المقرشي من سلطنة عمان ونجيب ناظم من إيران.