سنابل أريد أن أجرح إصبعي لأجلها

12 نوفمبر 2015
شارل خوري/ لبنان
+ الخط -

بضعة أجراس ترنّ كلّماَ كانت الزحمة في أصابعنا
أنياب الليل الوقح لن تفلح في سدّ ثغرة في مزادٍ علني لفكرة
الرياح بعيدة، كلّما اقترب حنينها ضاع شيء في الفؤاد
أين منجلي؟ أيتها القبائل النائمة
هناك سنابل أريد أن أجرحَ إصبعي لأجلها
لست فيلسوفاً ولم أنتظر محاصيل المواسم
الأرض نداء أزلي، لنسقه قطرةً قطرة
تلك هي نهاياتي الجميلة
أريد أن أستمرّ مع سنبلة
أحذيتي رميتها من الشرفة في عراك مع ورقة
كنتُ حافياً أركض دون نهايات
لن أبحث عن حذاء ولن أجاري أحداً. ليسبقني من يشاء
الأحذية تغادر إلى مكانِ سيء
وقدماي رغم أن الطريق وقح
لن تذهبا في رحلة لبكاء أحذية قديمة
أنا الحافي ذو القدمين الراكضتين في العراء
أحب تلك الصحاري التي أزورها من دون أقنعة
وذلك الجبل الأصلع حين تمطر
أنزله مغموساً في طينه كما تسلّقته أول مرّة
أعود إلى غرفتي من دون إشارات سيئة
أحب تلك النكات التي يرويها الصقيع ليلهيني عن خطرٍ قديم
أحب تلك الحقول الشائكة وأنا أعبر لأقدم تحيّتي لفلاح يغنّي
أنا مكشوف الرأس، لا أرتدي قبّعة أفغانية ولا قبعة تشارلوك هولمز
يمكن لفتاة تعبر في حافلة أن تنظر إلي بحيرة
قد أبدو لها مغفّلاً يشير إلى كل الجهات
وقد أبدو لها طفلاً جميلاً ينزل دون نقود إلى سوق الشمس
أنا تلكَ الرغبة الموحشة في ثغرات ناي
أنا سرّ تلك الجداول، حين تمتطي خطراً
أنا ذلك القادم في ليلة باردة، لستُ ملاكاً
لستُ نجمة في السماء
لستُ الراكب في قطار الأمس
لست حلاّقَ القرية، حين يتجمع حوله أطفال المدارس
لست ذلكَ الصوت الرهيب في أذن الليل
أنا الذي يحمل في كفّه قبلة مضيئة وضعها ملاك فوق صخرة
وغادر دون أن يلتفت إلى حاملها
أنا من يبحث في هذه الطريق عن نجمة غابت عن السماء ولم يشعر بها أحد
أنا من يجلس على السكة وينتظر عمّال الصيانة
أنا الذي أكتب قصائد في هجاء حلاّق القرية
كلّما رن الجرس

* شاعر من الجزائر

اقرأ أيضاً: قبل أن يُفجع بيومٍ آخر

دلالات
المساهمون