سلام جعّاز.. اثنا عشر حلماً عراقياً

10 نوفمبر 2014
"رجل في المدينة"
+ الخط -

اثنتا عشرة لوحةً متنوعّة الأفكار والمواد يقدّمها الفنان العراقي سلام جعّاز (1964) في معرضه المقام حالياً في صالة "بوب فلاك هاوس"، في مدينة أمستردام، والذي يستمرّ حتى نهاية الشهر الجاري.

جعّاز الذي انتقل إلى هولندا عام 1999، وأكمل دراسته الفنية فيها، تتكئ لوحاته على التعبيريّة والرمزيّة. فكما يتجلّى في لوحته "رجل في المدينة" يستحضر الفنان تفاصيل الذاكرة العراقية، ويستلهم مفردات الحياة الهولندية، سيما مدينة لاهاي حيث يعيش.

يعيد جعّاز إنتاج مشاهداته وانطباعاته عن المدن الحديثة، في تكويناتٍ بصرية حافلة بالإشارات، يجعل فيها الإنسان مصدوماً، ذا حضور شبه حجريّ، لكنه، في الوقت نفسه، يعيش في كيانٍ حافل بالألوان.

لا تخلو لوحات جعّاز من حضور إنسانيّ، لكنه يحمّل إنسان لوحته ملامح عراقيّة، فحيث يحضر أشخاص لا مرئيون، ستعمل كثافة اللون لتشير إلى حاضرٍ وغائب، راحلٍ ومقيم، في إشارة إلى ثنائية الوطن والمنفى التي باتت قدراً عراقياً.

الثنائية نفسها تتحوّل أحياناً إلى مرثاةٍ، للحي والميّت على حدّ سواء، فالمصير المأساوي الذي حملته الحروب التي فتكت ببلاد الرافدين جعل الأحياء يعيشون في ندمٍ على الموتى.

المهاجر شخصية رئيسية في لوحات المعرض، نراه في كتلةٍ لونيةٍ معقّدة، على خلفية في منتهى البساطة. أما الألوان المتضاربة والمتنافرة فما هي إلا أحلامه وذاكرته/ زوّادته التي لا تريد أن تنتهي على دروب المنفى.

المساهمون