سكوت ح نوقف... إيقاف البرامج بين الحرية والقمع

22 مارس 2016
هالة سرحان كانت أول من أوقف برنامجها(العربي الجديد)
+ الخط -
لا تاريخ موثقاً أو محدداً لظاهرة إيقاف بعض البرامج التي تُعرض على المحطات العربية، لكن في نظرة سريعة على العقد الأخير، نرى أن أكثر قرارات إيقاف بعض البرامج في الدول العربية تودي إلى إشكالية كبيرة تخضع لها سياسة المحطة، وتغلب المحسوبيات والمصالح والشكاوى على أصحاب القرار في توقيف هذا البرنامج أو ذاك.

لا نبالغ لو قلنا إن ثمة مصالح قد تطرأ على أي برنامج جديد وتضعه في مرمى المساءلة، وفي بعض الأحيان هناك رؤية سياسية لقرار إيقاف بعض البرامج التي بإمكانها أن تناقض علاقة المحطة بمصالحها السياسية الضيقة.

باسم يوسف دفع ثمناً لمواقفه السياسية، بعد عزل الرئيس محمد مرسي تزامنًا مع عصر الثورات العربية أخيراً، وعرض الآراء كافة في برنامجه الشهير "البرنامج"، رؤية أو حضور يوسف لم تتحمّله السلطات العربية في استمرار يوسف مغرداً على الهواء. فابتعد صاحب "البرنامج" منذ سنتين عن عالم التلفزيون الذي أثقلته حرية رأي ونقد اعتبرت في بعض الأحيان أنها تتعدى الخطوط الحمراء لمصالح بعض الدول العربية.

هالة سرحان لم تسلم أبداً من مقص الرقيب على برامجها، فبعد حلقة "بنات الليل" الشهيرة في العام 2007 من برنامجها "هالا شو" على فضائية روتانا، أعلن عن توقف برنامجها بشكل نهائي، وإثر ذلك اعتبر القضاء المصري أن سرحان أساءت لبعض السيدات اللواتي ظهرن في الحلقة مقابل مبالغ مادية محددة لفبركة قصص عن بنات الليل. فخرجت هالة سرحان من القاهرة ولم تعد إلى البرامج إلا بعد ثلاث سنوات حيث قدمت برنامجًا من بيروت.


لم تكن الفنانة الإماراتية أحلام الوحيدة التي يتوقف برنامجها الواقعي "ذا كوين" بعد تحضيرات وإعلانات امتدت لأشهر في الإعلان عن ذلك، فضلاً عن التكلفة المالية التي تشاركت بها قناة دبي والفنانة أحلام في مصاريف البرنامج، إضافة إلى فريق عمل كامل من لبنان والإمارات لتنفيذ هذا البرنامج، وعلى الرغم من الخسارة المادية التي مُني بها الجميع، اعتبر المتابعون على مواقع التواصل الاجتماعي أن خسارة أحلام المعنوية أكبر بكثير من أي مبلغ مادي، لأسباب قد تكون أحلام وحدها أعلم بها، وتبين مدى استسهال بعض الفنانين في تلميع صورتهم أمام الرأي العام، حتى لو تطلب ذلك مزيداً من تجميل الحقيقة بعين الفنان.

إقرأ أيضاً: جانب مشرق للعادات السيئة: من الشتائم إلى التأخر في المواعيد

من المؤكد، أن مواقع التواصل الاجتماعية انتصرت على "الملكة" في إيقاف برنامج "ذا كوين" برأي هؤلاء أن الصيغة التي بُني عليها سيناريو وتنفيذ البرنامج بعيدة عن الإنسانية المفترض أن تفيض في مثل هذا النوع من برامج الواقع، وفضلاً عن الكبرياء والاستعلاء الذي أظهرته المغنية أحلام في برنامجها، خرجت بعد أيام من خبر إيقاف البرنامج أصوات من المشتركين الذين تقدموا للبرنامج وكانوا يرغبون في قطف ثمرة التعرّف على أحلام شخصيًا، والفوز بخاتمها الذهبي نهاية البرنامج للقول إنهم خدعوا، وإنهم عوملوا معاملة سيئة بعد قبولهم ضمن البرنامج.

لكن الاستعلاء وقلة الخبرة في التعامل مع الناس أو الجمهور ليست السبب الوحيد في إيقاف البرامج التلفزيونية، هناك أسباب أخرى، فبرنامج المذيعة الكويتية حليمة بولند "ديو حليمة" توقف بداية العام الحالي بعد عرض حلقته الأولى وأصدرت قناة "الرأي" الكويتية قراراً بإيقاف البرنامج بعد الانتقادات الحادة التي تلقتها حول افتقاره للنواحي الفنية والثقافية وحتى الإعداد، كما أن أسلوب حليمة أثار استياء الجمهور طبقًا لدلالها المفرط وأسلوبها الذي وصل إلى حد السذاجة والاستهتار بالجمهور، وبالطبع لم يحقق البرنامج بسبب حالته السيئة أي إيراد إعلاني مسبباً خسائر كبيرة للقناة.

إقرأ أيضاً: قطة تدمن سرقة الملابس الداخلية

ووصلت حدة الانتقادات إلى الحديث عن إساءة البرنامج لصورة المرأة الكويتية، بسبب إفراط المذيعة في الكلام بطريقة غير مقبولة وتصرفاتها التي تخالف المجتمع الكويتي.
وبعد عرض حلقتين من برنامج المذيع اللبناني رودولف هلال الجديد The Show، أوقفت محطة "LBCI" والسبب أنّ البرنامج لم يكن وفق التوقعات، وكان من المنتظر أن يظهر بصيغة أفضل. ورأت المحطة التي لم تتنبّه لسرقة البرنامج فكرة من برنامج أميركي شهير أنّ قرار التوقيف ليس نهائياً، وأنّ الفريق في صدد العمل ليكون وفق ما يطلبه المُشاهد، واعتبرت المصادر أنّ "LBCI" تأخذ في الاعتبار تعليقات المشاهدين عبر وسائل التواصل، وارتأت أنّ توقف البرنامج "موقت" ريثما يخرج فريق العمل بصيغة بحجم التوقعات.


في العام 2013 تم إيقاف عرض البرنامج الكوميدي "مقالب مذيع" الذي كان يعرض على قناة "أجيال" السعودية بعد انتقادات الكبيرة ضد حلقة طفلة دفعها المذيع للكذب، قبل أن يعنفها، في إطار أحد مقالب البرنامج. وخضع فريق البرنامج للمساءلة، وطلبت إدارة القناة تقديم اعتذار للطفلة وأسرتها، ولجميع مشاهدي القناة من الأطفال، لأن ذلك يتنافى مع حقوق الطفل، التي تؤكد عدم جواز تعرض الأطفال لمثل هذا النوع من المعاملة سواء كان في الإعلام أو في غيره من الوسائل.


وقبل أقل من شهر أوقفت قناة "الجديد" اللبنانية برنامجًا بعنوان "حلوة منك" قدمت منه حلقتان اللبنانية أرزة شدياق، لم توضح المحطة الأسباب الكامنة وراء توقيف البرنامج بل عزت السبب إلى ضعف في الإنتاج، والتنفيذ الذي لم يخرج للمشاهد بالصيغة التي وجدت بها المحطة هدفًا للمشاهد من خلاله عرض برنامج ترفيهي يقوم على "النكات"، واستقبال مجموعة من السياسيين والفنانين لإطلاق النوادر العشوائية بدون رقابة ما دفع مقدمة البرنامج أرزة شدياق لشنّ هجوم عنيف على المحطة، وحملتها مسؤولية ما حصل وفشل البرنامج.

إقرأ أيضاً: بين مقص الرقيب والاستنساخ: برامج ممنوعة


المساهمون