فوجئ مشتركو وكالة الأنباء المصرية الرسمية (وكالة أنباء الشرق الأوسط) بنشر خبر تحت عنوان "ضباط مديرية أمن الإسكندرية يزورون بعض المدارس لمشاركة الطلاب الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر"، رغم أن اليوم، السادس من أكتوبر/تشرين الأول، هو يوم إجازة رسمية للقطاعين العام والخاص.
وجاء في نص الخبر المنشور اليوم: "قام مجموعة من ضابطات وضباط إدارة الإعلام والعلاقات في مديرية أمن الإسكندرية بزيارة ميدانية لمجموعة من المدارس في المحافظة، لتهنئة الطلاب بالاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، وقاموا بتوزيع الزهور والحلوى على الأطفال". وأضافت الوكالة في خبرها: "يأتي ذلك في إطار سياسة وزارة الداخلية الهادفة إلى توطيد العلاقة بين رجال الشرطة وكافة أبناء الشعب المصري، وفي إطار مشاركة قطاعات وزارة الداخلية المواطنين الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر المجيدة".
يأتي هذا الخبر بعد حوالي أسبوع من حادثة أخرى أحدثت جدلاً في الأوساط الإعلامية، بعدما حوّل مسؤولون الوكالة الرسمية ساحة لتصفية خلافاتهم الداخلية.
إذ صُدم مشتركو الوكالة، في 28 سبتمبر/أيلول الماضي، باستغاثة منشورة موجهة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من قبل مدير التحرير، سيد النشار، يشكو له فيها من رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير، علاء حيدر، الذي حوّل الوكالة الرسمية للدولة إلى "عزبة خاصة لخدمة مصالحه الشخصية"، على حد تعبيره.
بعدها، فوجئ المشتركون، مجدداً، بحذف الاستغاثة، ونشر اعتذار من الوكالة، عمّا بدر من "أحد الصحافيين في الوكالة من تصرف غير مسؤول بإذاعة أكاذيب وافتراءات على الوكالة عبر نشرتها الرسمية"، بحسب ما أفاد بيان الاعتذار.
وقالت الوكالة، في بيان اعتذارها، إنها شرعت في اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الزميل، عمّا بدر منه من "خروج على الأمانة الصحافية وانتهاك ميثاق الشرف الصحافي والتشكيك في القدرات المهنية للزملاء الصحافيين في الوكالة".
يذكر أيضاً أنه في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2013 نشرت جريدة "الأهرام" المصرية، تقريراً بعنوان "كاتب أميركي: السيسي رجل دولة يحظى بالاحترام والتقدير"، عن مضمون مقال للكاتب في جريدة "نيويورك تايمز" الأميركية، ديفيد كيركباتريك، بعنوان "المصريون ينعمون بالاستقرار.. والسيسي حصن ضد الفوضى"، من دون أن تشير الجريدة إلى أن المقال منقول عن "وكالة أنباء الشرق الأوسط".
ولم يقتصر الأمر على ذلك، إذ خرج مراسل "نيويورك تايمز" في مصر، ليؤكد أن "الأهرام حرّفت مقاله"، بتشويه مضمون تقريره لصالح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.
لم تعتذر "الأهرام" في اليوم التالي لنشر المقال "المحرّف"، بل اكتفت بالتنويه إلى أنها نشرت مقاله نقلاً عن ترجمة وكالة الأنباء الرسمية في مصر، لتدير دفة الهجوم عليها باتجاه الوكالة الرسمية.