سجال انتخابي بين أردوغان وإحسان أوغلو ومنع إعلان لـ"العدالة"

تتجه الأنظار في الأيام القليلة المقبلة إلى الساحة التركية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية التي ستتم لأول مرة بالاقتراع الشعبي المباشر والمقرر انعقادها في العاشر من أغسطس/آب الحالي.

وبعد الطلب الذي تقدم به حزب "الحركة القومية" للهيئة العليا للانتخابات، قامت الأخيرة بمنع عرض إعلان للحملة الانتخابية لمرشح حزب "العدالة والتنمية" رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، والذي كانت القنوات التلفزيونية قد بدأت بعرضه في الرابع من أغسطس الحالي، أي قبل 4 أيام من وقف الحملات الانتخابية.

وحسب بيان الهيئة العليا للانتخابات، أمس الثلاثاء، فإن أسباب منع الإعلان ناتجة عن سوء استخدام القيم الدينية في الحملات الانتخابية، إذ يظهر في الإعلان امرأة تصلي بينما يسمع صوت آذان الصلاة، وستقوم الهيئة بمنع عرض الإعلان في جميع وسائل الإعلام، وسيتم إبلاغ المجلس الأعلى للتلفزيون والإذاعة بقرار منع عرض الإعلان في جميع القنوات الإعلامية.

وأبدى أردوغان استغرابه، أمس الثلاثاء، في لقاء تلفزيوني على قناة "ستار" التركية، من الدور الذي لعبه حزب "الحركة القومية" في منع إعلان تظهر فيه فتاة "أناضولية" تصلي، موجهاً النداء للمواطنين القريبين من حزب "الحركة القومية" لإعادة التفكير بخياراتهم والتصويت له.

ويظهر في إعلان العدالة والتنمية الذي منع من العرض مجموعة من المواطنين الأتراك (بينهم محجبات وغير محجبات) يحملون 16 نجمة من مختلف المناطق التركية التي تكون شعار رئاسة الجمهورية، وتشير إلى الإمبراطوريات التركية عبر التاريخ، ليأتي شاب ويسلم أردوغان الشمس التي تتوسط الشعار والتي تشير إلى الجمهورية التركية، فيقوم الأخير بوضعها في مكانها، ثم يفتح باب القصر الرئاسي ويدخل أردوغان ومن ورائه الشعب في إشارة إلى اختيار الشعب لأردوغان رئيساً.

وأثار تبرير الهيئة العليا للانتخابات لقرارها باستغلال القيم الدينية في الحملة الانتخابية الكثير من النقاش، خاصة وأن مرشح المعارضة المشترك عن حزب "الشعب الجمهوري" وحزب "الحركة القومية" أكمل الدين إحسان أوغلو، لا يتوقف عن استخدام القيم والأمثلة الدينية في حملته الانتخابية.

ورد إحسان أوغلو على هجوم أردوغان عليه فيما يتعلق بعدم حفظه للنشيد الوطني التركي والألقاب التي يروج لها أردوغان له من قبل "مونشير" أي عزيزي في الفرنسية، كناية عن كونه غريباً عن المجتمع التركي، والمرشح "المستورد" بتوصية عن حركة الخدمة وذلك بالاستشهاد بآيات من القرآن الكريم تعنّف وتمنع التنابز بالألقاب.

وأعاد منع إعلان "العدالة" فتح النقاش حول فعالية الحملات الإعلانية لمرشح المعارضة إحسان أوغلو، لتؤكد الكاتبة الصحفية، أمبرين زمان، أنه إن كان من المفهوم عدم قيام أردوغان بانتقاد أداء الرئيس الحالي عن حزبه، عبد الله غول، فإنه من غير المفهوم عدم قيام إحسان أوغلو بانتقاده أبداً.

وأكد عدد من المراقبين، أن الحملة الإعلانية لمرشح العدالة والتنمية، أظهرت حتى الآن احترافية عالية وفعالية وقدرة كبيرة على الإقناع، وإن كانت قريبة جداً من حملة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سواء من ناحية رمز الحملة أو من ناحية بعض الشعارات، التي بدت بوضوح بعد أن نشرت الحملة إعلانا تظهر فيه صورة أردوغان، وقد كتب عليها "زمن التغيير" مما ذكر البعض بشعار حملة أوباما "تغيير".

وتبدو حملة إحسان أوغلو هزيلة للغاية، بحسب محللين، من جميع النواحي سواء من ناحية الصور المستخدمة أو من ناحية الشعارات، إذ أثار شعار الحملة الرئيسي الذي حاول استخدام التقارب بين كلمة "إيكمك" أي الخبز في التركية واسم "إكمل" بشعار انتخبوا أكمل "لأجل الخبز" الكثير من السخرية في صفوف الناخبين.

يذكر بأنه ليست المرة الأولى التي تقوم بها الهيئة العليا للانتخابات بمنع إعلان لحملة انتخابية لحزب "العدالة والتنمية"، إذ إنها قامت بالأمر نفسه قبل الانتخابات البلدية في مارس/آذار الماضي، ومنعت عرض إعلان لحملة "العدالة والتنمية" كان يحتوي العلم التركي مما اعتبرته تعارضاً مع قانون الانتخابات.