ستيفن ميلر... عدو العولمة والهجرة أحد كبار مستشاري ترامب

13 فبراير 2017
رافق ميلر ترامب منذ بدء حملته (جورج غورزنسكي/فرانس برس)
+ الخط -
يعتبر ستيفن ميلر، كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أحد الشخصيّات المؤثّرة والفريدة في فريق الإدارة الأميركية الجديدة، فعلاوة على صغر سنّه، الذي لم يتعدّ الثلاثين عامًا، والتناغم الفكري والسياسي الذي يجمعه بترامب، كوّن ميلر شخصيّته "المحافظة" وسط بيئة ليبرالية في مدينة سانتا مونيكا بولاية كاليفورنيا، التي رفعت شعار الانفصال بعد إعلان نتائج الانتخابات، وفي أوساط عائلة يهوديّة ليبراليّة. لكن ذلك كلّه كان قبل أن يقرأ كتاب "السلاح، الجريمة، الحرّية" لرئيس "رابطة البنادق الوطنية"، واين لابيير، ويقرّر الانخراط في أوساط الجمهوريين.

بعد تخرّجه من الجامعة، عمل ميلر لدى عضوين في الحزب الجمهوري، هما ميشيل باكمان، وجون شاديغ، قبل أن يعمل في عام 2009 مديرًا للاتصالات في مكتب عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ألاباما، جيف سيشنز، الذي صادق مجلس الشيوخ الأميركي قبل ثلاثة أيام على تعيينه وزيرًا للعدل.

لاحقًا في عام 2016، انضمّ ميلر إلى حملة ترامب الرئاسية، وعمل بوصفه أحد كبار مستشاريه السياسيين، بدءًا من مارس/آذار 2016، وتجاوز هذا الدور الاستشاري أحيانًا ليخاطب الجماهير نيابة عن ترامب، ضمن خطب "الإحماء" التي تسبق ظهور نجم الحفل. كتب ميلر أيضًا خطاب ترامب الذي ألقاه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري العام الماضي. ولاحقًا بعد فوزه، عيّنه الملياردير الأميركي منسّقًا للسياسات الوطنيّة لفريقه الانتقالي، وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن الفريق ذاته أنّ ميلر سيخدم مستشارًا أول لدى ترامب خلال ولايته القادمة.

لعب ميلر، إلى جانب كبير استراتيجيي البيت الأبيض، ستيف بانون، دورًا محوريًّا خلف الكواليس في إعداد مرسوم حظر السفر الأخير لترامب، غير أنّه لم يتوانَ عن الظهور علنًا، مرات عدّة، للدفاع عن قرار رئيسه، واصفًا الطريقة التي هوجم فيها القرار بـ"الحقيرة"، وقال إن مثل هذه القرارات هي من صلاحيات السلطة الرئاسية، وإن مرسوم الرئيس "شرعي وضروري".



وعقب تعليق العمل بالقرار من قبل محكمة الاستئناف، برز ميلر، كذلك، شريكًا رئيسيًّا لترامب في هجومه على المؤسسة القضائية، حيث قال إنه من غير المعقول أن يغيّر قاض غير منتخب قوانين وسياسات الهجرة لكامل الولايات المتحدة الأميركية.

غير أنّ فكرة العداء للهجرة كانت راسخة لدى ميلر منذ بدايات نشاطه السياسي، وهي ليست وليدة الظرف العالمي الذي نعيشه اليوم، والذي تروّج خلاله إدارة ترامب لسياساتها تحت شعار "حماية البلاد من مناطق النزاعات الداخلية"، ومن "الإسلام الراديكالي".

قبل ظهور "داعش" بكثير، وحينما كان طالبًا في جامعة "ديوك" الأميركية، موّل ميلر، بالإضافة إلى "اتّحاد المحافظين" في الجامعة ذاتها، شخصّا يدعى ريتشارد سبينسر على إثارة نقاش عام حول سياسات الهجرة الأميركية عام 2007، وتركّز النقاش بين نشطاء "الحدود المفتوحة"، والبروفيسور في جامعة أوريغون، بيتر لوفر، والصحافي بيتر بريملاو، مؤسس موقع "VDARE" المعادي للهجرة. الأهمّ من ذلك هو أنّ سبينسر، الذي موّله ميلر في حينها، أصبح الآن أحد مؤسسي ما يعرف بـ"اليمين البديل" في أميركا، ذي التوجهات العنصرية والمعادية للسامية.

وبعد ذلك بسنوات قليلة، وفي عام 2013 تحديدًا، لعب ميلر دورًا رئيسيًّا في إسقاط مشروع قانون "عصبة الثمانية" من كلا الحزبين، الذي يتضمّن إصلاحات تخصّ موضوع الهجرة، من بينها، على سبيل المثال، إمكانية أن يحصل المهاجرون غير المسجلين على الوضعيّة القانونية للإقامة في الولايات المتّحدة، ومن ثمّ الحصول على الجنسيّة تدريجيًّا. 

ومعظم الالتماسات التي قدّمها جيف سيشنز على مشروع القانون في حينها كتبت بيد ميلر نفسه. كلا المسؤولَين في الإدارة الجديدة شكّلا ثنائيًّا متناغمًا في ذلك الوقت لإسقاط القانون، وهما يكملان المسار اليوم من خلال قلب الدفّة، وفرض واقع قانوني وسياسي غير مؤات تمامًا للهجرة. ثمّة دوافع "شعبويّة قوميّة" يتشاركها الرجلان كردّ فعل على العولمة والهجرة، وهي دوافع من المنتظر أن تحرّك إدارة ترامب بقوّة أيضًا خلال السنوات المقبلة.